التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة
* استشهاد أربعة مدنيين فلسطينيين في مدينة رام الله
* إصابة واحد وثلاثين مدنياً فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال، في الضفة والقطاع
* قوات الاحتلال تنفذ أربعين عملية توغل في الضفة الغربية، وعملية توغل محدودة في القطاع
ـ اعتقال 117 مدنياً فلسطينياً، من بينهم تسعة أطفال وامرأة
ـ تحويل منزل في مخيم العروب للاجئين إلى ثكنة عسكرية
– اعتقال 14 صياداً فلسطينياً من عرض البحر في قطاع غزة
* استمرار أعمال البناء في جدار “الضم”، الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية
* إجراءات الحصار الشامل تتواصل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقطاع يعيش عزلة كاملة عن العالم الخارجي
اقترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالي )28/12/2006-10/1/2007) مزيداً من الانتهاكات الجسيمة المخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي يرتقي العديد منها لجرائم حرب بموجب هذه القوانين. فقد واصلت تلك القوات أعمال القتل والتنكيل والاعتقال والتدمير في صفوف المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتحديداً في الضفة الغربية، حيث لا زال قطاع غزة يشهد انخفاضاً ملحوظاً على صعيد تلك الانتهاكات والجرائم وفقاً لتفاهمات التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، والتي تم التوصل لها قبل نحو شهر ونصف. ورغم ذلك لازال قطاع غزة يعاني حالة من الشلل الحياتي جراء استمرار خالة الحصار الشامل عليه، والذي بات يهدد كافة الحقوق الأساسية للمدنيين الفلسطينيين، وينذر بكارثة إنسانية على كافة المستويات.
وكانت أبرز هذه الجرائم خلال تلك الفترة على النحو التالي:
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير أربعة مدنيين فلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وأصابت واحداً وثلاثين آخرين في الضفة والقطاع، أصيب تسعة عشر منهم في رام الله أثناء اجتياحها. ووصفت المصادر الطبية جراح عدد من المصابين بالخطرة، وكان من بينهم المصور الصحفي فادي العاروري.
ففي الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 4/1/2007 عملية عسكرية في مدينة رام الله، استخدمت فيها وحدات (المستعربين) والتي يشتبه أفرادها بالمدنيين الفلسطينيين، وآليات ثقيلة وطائرات مروحية. وأسفرت تلك العملية التي تزامنت مع الاجتماع الذي عُقِدَ بين الرئيس المصري، حسني مبارك، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في منتجع شرم الشيخ، لبحث سبل تحريك عملية السلام في المنطقة، عن مقتل أربعة مدنيين فلسطينيين وإصابة تسعة عشر مدنياً آخرين، وإلحاق دمار في مداخل العديد من المحال التجارية وسط المدينة. ادعت تلك القوات أنها استهدفت اعتقال مطلوب فلسطيني على أيدي الوحدات المذكورة، إلا أن أفراد الوحدة الذين أُكتُشِفَ أمرهم وحوصروا في المدينة أضطرها لاقتحام المدينة. وفضلاً عن المصابين المشار إليهم، أصيب مواطنان آخران في عمليتين استهدفتا اعتقال مواطنين فلسطينيين في نابلس وبيت لحم، فيما أصيب عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في قرية بلعين، غربي رام الله، عبد الله أبو رحمة، خلال أعمال الاحتجاج السلمي على استمرار أعمال البناء في الجدار، ليرتفع بذلك عدد المصابين في الضفة إلى اثنين وعشرين مدنياً.
وفي قطاع غزة، أصيب تسعة مدنيين فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال وشقيقان، احدهما طفل، وأصيبوا جميعهم في أعمال إطلاق نار نفذتها قوات الاحتلال المتمركزة على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل، شمالي قطاع غزة. ووفقاً لتحقيقات المركز، فإنه في جميع الحالات أطلقت النار بدون أي مبرر، ولم يكن هناك ما يشكل أي نوع من الخطر على حياة قوات الاحتلال. ففي تاريخ 29/12/2006، أصيب الطفل ذياب الكفارنة، 14 عاماً، أثناء اصطياده للعصافير، شمالي بلدة بيت حانون، وبتاريخ 31/12/2006 أصيب الشقيقان أحمد ومحمد بشير سعادة، 19 عاماً و16 عاماً على التوالي، شرقي مخيم جباليا، أيضاً أثناء اصطيادهما للعصافير. وفي تاريخ 4/1/2007 أصيب أربعة من المزارعين الفلسطينيين، بينهم طفل، شمالي بلدة بيت لاهيا، أثناء قطفهما لثمار التوت الأرضي داخل احد الحقول الزراعية، فيما أصيب بتاريخ 7/1/2007 المواطن محمود شحادة، 25 عاماً، شمالي البلدة المذكورة، أثناء تواجده صدفة في المنطقة. وبتاريخي 8 و9/1/2007، أصيب المواطنان سعيد أبو جراد، 20 عاماً، وسامر المدهون، 17 عاماً في محيط معبر إيرز “بيت حانون”، شمالي القطاع، أثناء قيامهما بجمع قطع معدنية من المنطقة. يشار إلى أن المركز الفلسطيني قد وثق أكثر من 30 حالة إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال باتجاه مدنيين فلسطينيين شمال قطاع غزة منذ بدء سريان اتفاقية التهدئة، التي توصل لها الجانبين الإسرائيلي والفلسطينيين منذ نحو شهر ونصف.
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أربعين عملية توغل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، اقتحمت خلالها عشرات المباني والمنازل السكنية، وأطلقت النار عدة مرات، بصورة عشوائية ومتعمدة، تجاه المواطنين ومنازلهم، فيما نفذت عملية توغل محدودة في شمال القطاع. اعتقلت تلك القوات خلال عمليات التوغل في الضفة الغربية، مئة وسبعة عشر مدنياً فلسطينياً، بينهم تسعة أطفال وامرأة. وكانت أوسع أعمال التوغل تلك التي نفذتها قوات الاحتلال في مدينة رام الله بتاريخ 4/1/2007 والمشار لها أعلاه. وحولت تلك القوات منزلاً في مخيم العروب للاجئين، شمالي مدينة الخليل، إلى ثكنة عسكرية. واستخدمت قوات الاحتلال وحدات (المستعربين)، التي يتشبّه أفرادها بالمدنيين الفلسطينيين، في العديد من أعمال التوغل، كما واستخدمت الكلاب البوليسية في أعمال اقتحام المنازل، ونكل أفرادها بالعديد من العائلات التي تعرضت منازلها لأعمال الاقتحام. وباتت أعمال التوغل عملاً منظماً تقوم به تلك القوات إمعاناً في ترهيب المدنيين الفلسطينيين وبث الرعب في نفوسهم.
وفي قطاع غزة، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 31/12/2006، عدة أمتار في منطقة أبو صفية، شرقي مخيم جباليا، إلى الغرب من الشريط الحدودي مع إسرائيل، وأطلق أفرادها النار باتجاه اثنين من الأشقاء، احدهما طفل، أثناء قيامهما بصيد عصافير في المنطقة المذكورة.
تواصل قوات الاحتلال للشهر السابع على التوالي إغلاق قطاع غزة، وعزله عن محيطه الخارجي، ليبقى نحو مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني داخل سجن كبير، وسط ظروف إنسانية قاهرة، فيما تواصل تلك القوات إجراءات حصارها المفروض على الضفة الغربية. وتأتي هذه الإجراءات في إطار العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين.
ففي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي إغلاق كافة المعابر الحدودية لقطاع غزة إغلاقا تاماً، ويستثنى من ذلك إعادة فتحها بشكل جزئي، وفي أضيق نطاق، للسماح بإدخال بعض الإمدادات من المواد الغذائية والأدوية وبعض السلع الأخرى الضرورية للسكان المدنيين. وما يزال حصار القطاع يلقي بظلاله على الأوضاع الإنسانية فيها، ويتسبب في تدهور كارثي يطال كافة القطاعات الحيوية، وينتهك كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خاصة حق المدنيين الفلسطينيين في التنقل وحرية الحركة، وحق السكان في مستوى معيشي ملائم، وحقهم في الصحة والتعليم. وقد أدى الحصار الشامل للقطاع إلى تدمير مكونات الاقتصاد المحلي للقطاع، وباتت معظم قطاعاته متوقفة عن العمل، بسبب الوقف شبه المستمر لحركة الصادرات والواردات من وإلى القطاع، فضلاً على التقييد الكامل لحركة وتنقل سكانه الفلسطينيين المدنيين. فمنذ نحو ثلاثة شهور تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر وهو نافذة القطاع الوحيدة على الخارج، بشكل محدود جداً وللحالات الطارئة وبشكل يتسم بالمزاجية الإسرائيلية، وتزامناً مع بعض المناسبات المهمة للفلسطينيين. وخلال الفترة التي يغطيها التقرير تم فتح المعبر عدة مرات، حيث أعيد فتحه من تاريخ 28/12/2006 وحتى تاريخ 30/12/2006 لمرور المدنيين المحتجزين لدى الجانب المصري لقضاء عطلة عيد الأضحى مع ذويهم، فيما سمح لمئات آخرين بالمغادرة. وأعيد إغلاق المعبر بتاريخ 31/12/2006، ليعاد فتحه بتاريخ 4/1/2007 وحتى يوم الثلاثاء الموافق 9/1/2007 للسماح للحجاج الفلسطينيين من العودة لديارهم، فيما سمح بمغادرة العديد من المدنيين الفلسطينيين من ذوي الحالات المرضية والإنسانية.
هذا وكان المعبر قد تم إغلاقه بشكل كامل بتاريخ 25/6/2006، في أعقاب العملية العسكرية في منطقة كيرم شالوم “كرم أبو سالم”، جنوب شرق مدينة رفح، والتي أسفرت عن أسر جندي إسرائيلي وقتل اثنين آخرين، لمدة تزيد عن السبعة وأربعين يوماً متواصلاً، باستثناء فتحه لمدة يومين، بعد أن تفاقمت الأوضاع الحياتية للآلاف من العائدين، وبخاصة المرضى منهم.
وفي المقابل لا يزال معبر إيريز، شمالي القطاع، وهو المنفذ الوحيد على إسرائيل والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، مغلقاً حتى اللحظة. وكان هذا المعبر قد أغلق في وجه سكان القطاع، وبخاصة العمال منهم في إسرائيل، منذ عدة أشهر. ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في 29/09/2000 يمنع المدنيون الفلسطينيون من المرور عبره إلى إسرائيل أو الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. ولا تسمح السلطات الحربية المحتلة بالمرور عبره إلا للحالات المرضية، والتي لا يتوفر علاج لها في مستشفيات القطاع، إضافة إلى الدبلوماسيين والأجانب وبعض العاملين في الهيئات الإنسانية والدولية. كما تسمح السلطات المحتلة بمرور غير منتظم لأهالي المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وفقاً لبرامج زيارة يتم تنسيقها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدد محدود جداً من التجار. ومنذ بداية العام الحالي وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم يسمح إلا ل28 حالة مرضية فقط الدخول لإسرائيل، ف
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...