الأحد 11/مايو/2025

الأمن الوقائي و النصيحة الفاضحة

وردة الأنقر

وجه الأمن الوقائي قبل أيام ما أسماه بالنصيحة لتسعة من الصحافيين لمغادرة قطاع غزة و برر ذلك بأن الوضع في قطاع غزة غير مستقر. لكن منذ متى والوضع الأمني في قطاع غزة مستقر كي يمارس الصحافيون حريتهم في نقل الخبر و متابعة الحدث؟ قانون منع التحريض الذي استخدم كذريعة لملاحقة الصحافيين طوال فترة الحكم السلطوي كان إحدى مظاهر الفلتان الأمني للأجهزة نفسها التي توجه النصائح الآن. وسجلات حقوق الإنسان تشهد على ما تعرض له الصحافيون من اعتداءات و ملاحقات وإغلاقات لمؤسساتهم الإعلامية لمجرد نقلهم أخبار تلاحق الفساد في السلطة الوطنية الفلسطينية أو تبرز بشاعة الاحتلال في قتل أبناء الشعب الفلسطيني.

من الواضح أن الأمن الوقائي بات خبيرا في فنون التمثيل فقد مارس دور السجان لأبناء شعبه مع بدء تسلمه مهامه فاستباح حرمات البيوت عبر عمليات الاعتقال غير الشرعية وأجبرهم على الاعتراف بالعمالة للاحتلال للابتزاز المالي ودفعه الغرامات أو في تصفية الحسابات الداخلية  حيث بلغت نسبة الذين عذبوا على أيدي هذا الجهاز 47%. ومع بدء الانتفاضة المباركة وتصارع الأجهزة الأمنية بعد ما عرف بحرب الحرس القديم والجديد انفرد البعض بملكيته الخاصة لتلك الأجهزة فطغى فسادا بين الناس تحت مسميات فرق الموت أو طلائعه التي كانت لا تستنكف عن ملاحقة المقاومين ومتابعتهم للسياسيين.

من الشيء المثير للسخرية هو أن يمثل الأمن الوقائي الآن دور الناصح الأمين للصحافيين وأن يحاول أن يبرز إعلاميا على انه المسئول الأول عن حماية أولئك الذين يغطون الأخبار والذين واكبوا تطورات الأحداث عبر سنين الانتفاضة. لكن السؤال المثير للقلق هو تحديد الأمن الوقائي للعينة المختطفة فهو خرج من نطاق التعيين العام يوم أن نوه بأن العاملين في الوكالات والمؤسسات الأوروبية لن يمسهم أذى ثم عاد ليحصر أسماء الصحافيين التسعة من بين كل الصحافيين الأجانب العاملين الآن في قطاع غزة والذي يبلغ أضعاف ذلك العدد المهدد بالخطف.في شيء يدعو للتأمل بشكل دقيق في تلك الحادثة.

لعل البعض يقول بأنه قد تكون لديه معلومات وردت بشأن هؤلاء التسعة بأنهم مهددون بالخطف. فإذن لم لا يقوم هذا الجهاز بحماية أمن الصحافيين الأجانب على قلة عددهم الذي أحصوه هم في تسعة؟ وكيف يمكن للسيد صائب عريقات بناء على هذا الضعف الملموس في الأجهزة التي شكلتها سلطة فتح لكي يخرج لنا قبل يومين ليقول بأن فتح لو أعطيت الثقة فستكون قادرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على اجتثاث الفساد والقضاء على الفلتان الأمني.

ولكي تكتمل المسرحيات و تختم بأدوار البطولة تم كالعادة تسليم الصحافي لكن هذه المرة للرئيس عباس في قفلة رائعة لتمثيلية حفظ الأمن ووجود المرجعية الأمنية الواحدة.

وختاما فنصيحتنا للصحافيين لا تكون إلا مزيدا من العطاء ولا تخافوا من الخطف لأنكم لن تتعرضوا للتعذيب أو القتل فأنتم لستم فلسطينيين و لا تقلقوا على حياتكم فبعد أيام من الخطف ستجدون أنفسكم في جلسة على مستوى قيادي عالي في السلطة مهنئينكم بأدواركم التي لم تمثلوا فيها إلا دور الضحية ومثلوا هم فيها أدوار البطولة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....