الخطاب الفتحاوي ومنهج التضليل.. جمال نزال نموذجا !

إن كان ثمة حدث استثنائي يمكن للعام المنصرم أن يسجله فلا شك أنه سيكون بلا شك أو مواربة ذلك المدى الهائل من التضليل والاستغباء الذي سجله جيش الناطقين الإعلاميين لفتح الذين نصّبوا كلهم لغرض واضح واحد.. تلميع فتح وتشويه حماس وتغيير الوعي الفلسطيني عبر تسليط موجة من الكذب الممنهج نحوه أملاً في إزاغة بصره عن حقيقة الدور الذي باتت تضطلع به فتح الجديدة كما تريدها أمريكا..

لن أتوقف عند الكثير أو القليل من شحنات ناطقي فتح الإعلامية الشوهاء التي أطلقت منذ فوز حماس قبل نحو عام، فهذا أمر يحتاج إلى مجلدات ضخمة ستنوء بثقل الأكاذيب وحجم جراءتها على الحق وتفننها في ابتكار كل ما يخطر على البال من سقط القول وتفاهة الحجج.

غير أنني سأستحضر إحدى التعليقات الفتحاوية الطازجة لأحد ناطقيها الإعلاميين الذي يقال إنه يحمل شهادة الدكتوراة في الإعلام وإنه استقدم من ألمانيا قبيل الانتخابات الأخيرة أملاً في الاستفادة من خبراته في رفع الرصيد الفتحاوي، فكان حضوره وتقلده تلك المهمة فأل شؤم على فتح أوردها المهلك تلو الآخر حتى هذه اللحظة.

يقول ذلك المدعو جمال نزال في آخر تعليق له إن ” الاعتراف بإسرائيل ليس من صلاحيات الحركات السياسية أو المنظمات الأهلية الفلسطينية “. وهو – ويا للعجب – يشير لحماس معتبراً إياها تنوي تقديم اعتراف بإسرائيل، وذلك استناداً إلى قراءته السقيمة لما قاله الأخ خالد مشعل في تصريحاته الأخيرة والتي لم يشر فيها بأي حال إلى إمكانية اعتراف الحركة بإسرائيل.

ويمضي ذلك الدعي في صفاقته المعهودة قائلاً: ” أن هذه التصريحات تأتي استكمالا لوعد بلفور رقم 2 المتجسد في وثيقة جنيف التي صاغها احمد يوسف مستشار رئيس الوزراء مع جهات أوروبية حول رؤية حماس لحل مرحلي يقر بشرعية الإحتلال مقابل السماح لحماس بالاحتفاظ بالسلطة يعفيها من والانتخابات . “

عشنا – ويا لسوء حظنا – حتى شهدنا زمناً أغبر صار فيه مراهقو السياسة والفاشلون فيها بامتياز يتشدقون ظانين أنهم أهل لأن يعلموا رجال حماس الوطنية ويزاودوا عليهم وعليها في المواقف السياسية..!

عشنا حتى صار الغارقون في وحل التفريط وبيع المواقف المجانية يلقون على حماس دروساً في ما يجوز وما لا يجوز!!

ولا شك أن زماناً يصير فيه أمثال نزال ناطقين تتهافت وسائل الإعلام على تلقط سقط كلامهم لهو زمان فاسد المقاييس !!

أنسي أن حركته التي يتحدث باسمها قدمت لإسرائيل اعترافاً مجانياً بحقها في الوجود مقابل اعتراف الأخيرة بشرعية المنظمة وليس بحقوق شعبنا في دولة كاملة السيادة؟!

فمن ذا الذي يقدم التنازلات المجانية يا دجالي فلسطين الجدد؟! من الذي وقف أمام الأمم المتحدة معلناً أن أي حكومة قادمة يجب أن تعترف بإسرائيل؟ من الذي قال إن وثيقة الوفاق الوطني لا تصلح للتسويق الدولي ولا تلبي شروط الرباعية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل؟

لم يأت أبو الوليد بأي جديد لكي تفتح أبواق فتح على حماس هذه الموجة من الأكاذيب البالية.. فإن كان قال إن إسرائيل أمر واقع فقد تحدث من قبله الشيخ ياسين حول هذا الأمر مفرقاً بين وجود إسرائيل كواقع وبين الاعتراف بشرعية هذا الكيان وحقه في فلسطين، وهو الأمر الذي أكده الأخ أسامة حمدان في تعليقه على تصريحات أبي وليد مشدداً على مواقف حماس المعروفة للجميع.

فأرح نفسك من هذا الردح الرخيص يا جمال نزال ووفر جهودك لأمرٍ آخر مجدٍ، مع أننا متأكدون أن كل ما يمكن أن تظفر به لتزاود به على حماس هو فاصلة هنا أو نقطة هناك يصور لك خيالك وجود ثغرة فيها تتيح لك ممارسة هوايتك العبثية السمجة أنت ومن هم على شاكلتك من ناطقي آخر الزمان !!

ويبدو أن المدعو نزال يخال حينما يتحدث أن من يقرؤون تصريحاته أو يستمعون إليها هم قطيع من الجهال أو المعاقين بصرياً وعقلياً أو أنهم من النوع الذي تغره الألقاب والأشكال فيسارعون لتصديق كل ما يتردد على أسماعهم مهما كان سفيها.

أو لعله يحسب أن ما يجري على أعضاء حركته من المضللين يمكن أن يجري على غيرهم وأن ما يمكن أن يردده الفتحاوي المعبأ مسبقاً بكل أشكال الحقد على حماس يمكن أن يردده غيره ممن يمتلك وعياً مفتوحاً على حقيقة واضحة كقرص الشمس !

ديدنكم في التضليل والمخاتلة لن ينطلي على أي عاقل أو عارف بأحوالكم، وتصريحاتكم الجوفاء لم تعد تصلح غير مادة للتندر وحسب وهي قبل كل شيء تدلل على حالة من الإفلاس مزرية وصلتم إليها حتى صرتم لا تتورعون عن استغباء الناس ظانين أن ذاكرتهم قصيرة معطوبة ويمكن أن تتسع لصفاقة تلك التصريحات والأفكار التي تبثها ماكينتكم الضالة المضلة المنحرفة عن كل خط سوي.

وستظل حماس بمواقفها وثوابتها ورسوخها شوكة في حلق كل حاقد جهول وكل مزور للحقيقة، سيظل برنامجها النظيف يصفع كل من باتوا يتوارون خجلاً من سوء ما اقترفت أيديهم على مر السنين، ولن يعبأ التاريخ أبداً بالمتسكعين على هامش سجلاته الناصعة محاولين حشر أنفسهم بين سطورها، فلن تتوانى صفحاته عن كنسهم إلى الهوامش السوداء وحيث ينبغي أن يصنفوا.