أيتام العرب: العراق ومصر والصومال وفلسطين

صحيفة الشرق القطرية

بعض الأقلام المأجورة في عالمنا العربي كانت تتهم كل صاحب رأي، أياً كانت جنسيته أو ديانته وقف ضد الحصار المفروض على العراق لمدة ثلاثة عشر عاماً راح ضحية ذلك الحصار أكثر من مليون ونصف المليون من البشر بأنه من عملاء صدام حسين رحمه الله، وعندما احتل العراق من قبل أمريكا عام 2003 وسلم للجواسيس والخونة والعملاء انبرت أقلام عربية حرة وكذلك أجنبية للدفاع عن العراق واستقلاله وحريته ورفض الاحتلال، اندفعت في الجانب الآخر أقلام مأجورة للدفاع عن الاحتلال وطوابيره من المرتزقة والخونة والعملاء، وقيل لنا في حينه إن هذه القوات الأمريكية جاءت لتحرير العراق من الظلم والفساد وتحقيق الحرية والديمقراطية وتوزيع الثروة بين أفراد الشعب .

ما هو حال العراق اليوم؟ لا حرية ولا ديمقراطية ولا استقلال ولا أمن للإنسان، وثروات منهوبة من قبل عصابات الحكم التي نصبها الاحتلال. كانوا يقولون إن كل من كان يدافع عن العراق وشعبه أثناء الحصار فهو عميل لصدام حسين وبعد الاحتلال أطلقوا عليهم مصطلح أيتام صدام واليوم نؤكد القول إن العالم العربي من محيطه إلى خليجه أصبح يتيما بعد اغتيال الزعيم الخالد في التاريخ صدام حسين رحمه الله وإليكم الدليل ..

(2)

في مصر العزيزة قيادة سياسية همها التوريث كما يقول شرفاء مصر العزيزة ولا هم لها بالشأن العربي، وإلا ما هو التفسير السياسي العبقري الذي يستطيع أن يبرر استقبال الرئيس حسني مبارك لرئيس وزراء “إسرائيل” والقوات الإسرائيلية المسلحة تجتاح عاصمة السلطة الفلسطينية رام الله قبل ساعتين من اللقاء وأمعنت في القتل والتخريب وجرح العشرات من المواطنين المدنيين جراحاً وصف معظمها بالخطيرة والإعلان الرسمي عن عودة برنامج الاغتيالات للقيادات الفلسطينية من قبل الحكومة الإسرائيلية. سؤال بريء: لو كان الشهيد صدام حسين حياً والعراق في عافيته هل ستجرؤ دولة عربية على استقبال رئيس حكومة العدو الصهيوني في مثل تلك الظروف؟ أشك في ذلك .

الصومال دولة عربية وعضو في جامعة الدول العربية تم احتلالها من قبل الجيش الإثيوبي بمعاونة عملاء صوماليين كما هو حال العراق اليوم وحال فلسطين وبدعم وتأييد من قبل أمريكا والخزي في هذا الشأن أن أكبر دولة عربية عبر رئيسها يوم الخميس الماضي بالقول «إنه يتفهم التدخل العسكري للقوات الإثيوبية في الصومال وإنها ليست لديها أطماع إقليمية» يا للهول!! كيف يتجرأ رئيس أكبر دولة عربية بالقول بأنه لا أطماع للحبشة في الأراضي الصومالية، هل نسي الرئيس الكهل المتصابي قصة أوغادين وغيرها؟ سؤال، لو كان العراق متعافياً وعلى قيادته صدام حسين هل ستحتل دولة عربية ويبقى صامتا؟ أشك في ذلك .

(3)

محمود عباس يقول بعد توغل الجيش الصهيوني في عاصمته رام الله وقتل وجرح ودمر وخرج وبقي عملاؤه في كل مدن الضفة والقطاع: «إن الشعب الفلسطيني لن يرضخ لجبروت الاحتلال مهما عظمت قوته وهو مصمم على نيل حقوقه» كلام جميل وعظيم ونقدره، لكن اسمع كلامك يعجبني جداً وأرى أفعالك استعجب !!

سيدي الرئيس محمود عباس أنت رئيس منظمة التحرير وراثياً، والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وقائد الأجهزة الأمنية وغيرها من الأجهزة السرية والعلنية، وعلاقاتك الوثيقة بأولمرت وغيره من زعماء الكيان الصهيوني وأمريكا العدوة معروفة، ألم تستطع منع العدوان قبل وقوعه؟ أين قواتك الجبارة التي تتوعد جهاراً نهاراً بالويل والثبور لقيادات مجاهدي حماس وغيرها من الحركات الوطنية؟ !

سيدي الرئيس عباس، ألم تصدر حركة فتح التي ترأسها شخصياً بياناً جاء فيه «تطالب فتح كافة أعضائها ومناصريها بالرد على حماس وأعضائها بالقوة معلنة حالة الاستنفار القصوى وأن القوة التنفيذية قوة معادية ويتم التعامل معها على هذا الأساس» كنت وغيري من الذين يحملون الهم الفلسطيني نتمنى لو أن بيان فتح المشار إليه أعلن الدم بالدم والعدوان بالعدوان والبادي أظلم عند كل اجتياح يقوم به جيش العدو الصهيوني للضفة والقطاع وليس عند كل خلاف يتم بين شركاء الوطن والمصير. كنا نتمنى أن يعلن القائد الهمام محمد دحلان في احتفالية فتح الأخيرة أنه يجب أن تدرك القيادات الصهيونية أنها ليست في مأمن عن سلاح المقاومة بدلاً من تهديداته العلنية لقيادات حماس .

الدنيا يا أبا مازن زائلة فلا يغرنك الجاه والسلطان، ولا يغرر بك المرتزقة من حولك فرقة الـ 15 العميلة لتصطف إلى جانب قوات العدو، والأعداء أصحاب المصالح الشخصية من حولك في مواجهة أبناء وطنك الصغير فلسطين، اجعل كتائب الأقصى وجميع جيوشك من قبيلة فتح يصطفون إلى جانب إخوانهم المجاهدين من الفصائل الوطنية الفلسطينية المتعددة لمواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفرق بينكم فكلكم عنده أعداء واجبه تصفيتكم ليستبد بالأرض المقدسة فلسطين .