الثلاثاء 02/يوليو/2024

الإدارة الأميركية.. ومحاولات تفجير الحرب الأهلية

الإدارة الأميركية.. ومحاولات تفجير الحرب الأهلية

صحيفة الوطن القطرية

الإدارة الاميركية التي كان وما زال لها اليد الطولى في الفتنة التي تطل برأسها بقوة على الساحة الفلسطينية لم تترك هذه الفرصة الملتهبة التي تنبئ بأن ساعة الصفر تقترب كثيراً خصوصاً بعد قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومعه حركة فتح التي يرأسها بإهدار دم القوة التنفيذية، وبعد التهديدات التي أطلقها محمد دحلان الذي صور أن التناقض ليس مع الاحتلال الإسرائيلي وإنما مع «حماس» بما تمثله من رمز للممانعة والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي، لتفوت دون أن توظفها لخدمة المشروع والمخطط الصهيوني وتمد يدها إلى أقصى مدى تصل إليه في الشأن الداخلي الفلسطيني لصب الزيت على النار التي يحاول إشعالها نفر لا مكان عنده لمصالح عليا فلسطينية .

وبكل الوضوح والمشاركة الفاعلة في توتير الأجواء وتسخينها، والدفع بها نحو حرب أهلية فلسطينية حقيقية، وتحويل الدفة بالكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي ولصالح تصفية القضية الفلسطينية وبوجود من هو مستعد للتوقيع والقبول بما يتفضل به المحتل الإسرائيلي، وفي الوقت الذي تحجب فيه الإدارة الأميركية الأموال عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب تجويع قاتلة سعياً لكسر إرادته وضرب قراره الديمقراطي، أعلنت في وثيقة حكومية تقديم «86» مليون دولار ليس لسداد رواتب الموظفين الفلسطينيين، أو رواتب الحرس الرئاسي على سبيل المثال وإنما لتقوية قوات عباس حسب الوثيقة التي شددت على أن الأموال الأميركية ستستخدم «في مساعدة الرئاسة الفلسطينية في الوفاء بالتزامات السلطة الفلسطينية بموجب خريطة الطريق لتفكيك البنية الأساسية للإرهاب وإقرار القانون والنظام في الضفة الغربية وغزة» فالدعم الأميركي إذن بل التدخل الأميركي السافر هو لخدمة الاحتلال الإسرائيلي في المقام الأول من زاويتين أولاهما الدفع باتجاه إشعال حرب أهلية فلسطينية طاحنة واضحة تماماً وفق الوثيقة الأميركية، وثانيهما توجيه ضربة قاصمة إلى المقاومة الفلسطينية بأيد فلسطينية وإهدار الدم الفلسطيني ليس دون مقابل فحسب بل وأيضاً تقديمه قرباناً للتصفية وإضافة نوعية إلى القوة الإسرائيلية التي تكون قد تخلصت من أبطال كان من الممكن أن يكون لهم كلمة وبصمة في التحرير لو تركوا يقاتلون العدو الإسرائيلي لا لجرهم إلى الاحتراب الأخوي الكريه .

وفي كل الأحوال فإن الخاسر الدائم والأكبر هم الفلسطينيون في صفيهم اللذين بدآ يتشكلان بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته ست من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وهي «كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى والمجلس العسكري الأعلى وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش وسيف الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب التوحيد»، والتي من بينها ثلاثة تتبع حركة فتح التي هدد أبرز قياداتها في الذكرى الـ «42» لانطلاقتها محمد دحلان والذي وصفته الأجنحة الست بأنه «رأس الفتنة» قيادة حركة حماس ودعا القوات الفتحاوية إلى أن تبقي أصابعها على الزناد ليس للتصدي للقوات الصهيونية التي تستبيح مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها وتخطف من تشاء وتقتل من تشاء دون أن يرى المواطن الفلسطيني أي كلام أو هدير أو سلاح كالذي شاهدناه في الاحتفال بذكرى انطلاقة فتح الذي تحول إلى موج من الاستفزاز والتوتير لجر الناس إلى الهاوية وإلى «الدم بالدم» في تجاهل تام للحوار الوطني للالتقاء في منتصف الطريق أو على الأقل محاكاة المفاوضات مع الإسرائيليين، فالعدو الإسرائيلي يبدو أنه لم يعد «العدو» وأن التناقض لم يعد مع الصهيونية العالمية وقاعدتها في قلب الوطن العربي في فلسطين وإنما مع المقاومة التي ترفض الاعتراف بدولة الاحتلال وترفض الفتات الإسرائيلي، وإنما ومثل ما كشفت فتح قبل يومين أن القوة التنفيذية والتي تتشكل من الأجنحة الست هي «العدو» بعد أن وصفتها بـ «القوة المعادية»، وبعد أن طلب دحلان من الفتحاويين «العودة إلى أماكنهم الجغرافية» والاستعداد وانتظار «التعليمات التي سيسيرون على دربها» .

التوتر وصل إلى مداه ويحتاج إلى سرعة في الحركة وإلى ضبط النفس من الطرفين وإلى حراك من عقلاء الشعب منتمين أو غير منتمين إلى أي من الطرفين فالوقت شديد الحرج والخطورة، والاندفاع نحو تنفيذ المخطط الأميركي الصهيوني أسرع من الحراك الفلسطيني، وأيضاً لا بد من تحرك عربي فاعل باتجاه لجم الأصوات المستفزة وإبعادها عن الواجهة وإعطاء الفرصة للغة العقل والحوار والتفاهم أن تأخذ دورها مع الابتعاد عن النصائح والتدخلات والضغوط الأميركية التي لا تهدف إلا إلى تفجير حرب أهلية تحصد دولة العدو الإسرائيلي كل محصولها من الدم الفلسطيني .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...