فتنة.. ولكن بصناعة أمريكية

ما يحصل في الضفة وغزة هاشم لا يسر صديقا ، ولا يبهج غير قلوب الذين لا يريدون خيرا للشعب الفلسطيني ، ولا أحد يريد استمرار الاحداث المؤسفة الحالية، والذي تدمي القلب المجروح أصلا باستمرار سقوط الشهداء والجرحى من قبل الاحتلال وهدم البيوت وتخريب البنى التحتية للشعب الفلسطيني.
والاحداث الجارية في الضفة والقطاع من الصعب عزلها عن اطارها الاقليمي والعالمي ، فهي امتداد لتغيرات اقليمية وعالمية ، وأمريكا كلاعب رئيسي ووحيد في المنطقة العربية ، وأحيانا كثيرة كلاعب أساسي على مستوى العالم في تسيير الاحداث والتحكم بها ، لا تراقب الاحداث فقط ، ولا تنتظر ما يمكن أن تتمخض عنها ، بل هي تخطط لها وتدفع بها باتجاه معين للوصول لنتائج محددة تحقق مصالحها ، وتستخدم لذلك ادواتها بعناية فائقة وأساليب مدروسة .
ولا يعني مما سبق أن خططها محكوم عليها سلفا بالنجاح لتفوقها العسكري والمادي …، بل أن ما يحصل في العراق وأفغانستان من فشل كبير لمخططاتها يقودنا للقول أن حال مخططاتها في فلسطين لن يكون بأسعد حالا ، ومهما حاولت الدفع باتجاه حرب أهلية فلن تتمكن من شعب تمرس على الكفاح والنضال وحب الوطن والعزة والكرامة.
صحيح أن هناك جهات فلسطينية لها مصلحة في اندلاع فتنة، وتفاقم الاوضاع أكثر فأكثر لما في ذلك من مكاسب مادية تعود عليهابالفائدة بالدرجة الاولى ، وصحيح أن أمريكا والاحتلال تلتقي مصلحتهم مع هذه الجهة المنتفعة ، وهذا ما يحصل مع كل الثورات والشعوب – أن تجد فئة همها مصلحتها على حساب مصلحة المجموع والشعب – ولكن وعي شعبنا الفلسطيني للمخططات الأمريكية والمترجمة عمليا بالعراق والذي هو ليس عنا ببعيد ، يجعل هذه الفئة في حيرة من أمرها في كيفية الوصول لاهدافها باشعال نار الفتنة ، ولذلك هي ترى أن الوسائل البدائية في خربطة الاوضاع ما عادت تنطلي على أحد .
فتاريخ حركة فتح في النضال الفلسطيني ضد الاحتلال لا ينكره أحد، فهي قدمت ألآف الشهداء والجرحى والأسرى ليس من أجل الوصول لحرب أهلية بل للوصول لاقامة الدولة الفلسطينية ، وما يحصل الآن لدى الحركة ما هو الا حالة من التراجع وحالة من عدم الاتزان ، بفعل عوامل كثيرة الكل يعرفها ، وكل المخلصين في فتح يتألمون لما يحصل .
وهذا ما يصعب الأمر كثيرا على العابثين بوحدة شعبنا خاصة مع وجود حركة مقاومة اسلامية “حماس” تعتبر حرمة الدم الفلسطيني أمراً مقدسا ، وتلتقي مع الإخوة في حركة فتح المخلصين منهم والشرفاء، بضرورة الحفاظ على قدسية السلاح وتوجيهه فقط نحو للاحتلال ، وأن تكون لغة الحوار هي لغة التفاهم لحل المشكلات وليس لغة السلاح .
لهذا تجد هذه الفئة ومعها امريكا والاحتلال صعوبة بالغة جدا في توتير الأجواء واشعال نار الفتنة ،وتصدير نموذج العراق الى فلسطين غير ممكن لاختلاف الظروف والمعطيات ، وأمريكا تريد من اشعال نار الفتنة في فلسطين أن تنفي عن نفسها مسئولية الحرب الأهلية والفتنة الحاصلة في العراق ، بالقول أنها غير موجودة في فلسطين ويحدث فيها حرب أهلية وفتنة، هذا إن نجحت فيما ترمي اليه مع الصعوبة البالغة في ذلك للعوامل السابقة الذكر.
وسياسة فرق تسد ليست بالجديدة في السياسة الامريكية ، او لدى الاحتلال الصهيوني وما عادت تنطلي على أحد ، ومهما دفعت أمريكا من أموال ومهما لعبت على التناقضات الداخلية الفلسطينية فانها لن تنجح في جر الساحة الفلسطينية لحرب أهلية ، وفشل بوش في العراق لن يكون في مقابله نجاح في فلسطين ، لأن الشرفاء والمخلصين عيونهم يقظة ولن يسمحوا بذلك .
ومع كل ذلك فانه لا حجة بعد الآن لمن يبقى ساكتا ومتفرجا ، بل يجب على الجميع التحرك الآن وليس غدا ، لوأد الفتنة ووقف مشعليهاواصلاح ذات البين بين الأخوة الاشقاء وأخوة السلاح والهدف والمصير ، وافشال المخططات الامريكية في المنطقة خاصة بعد خسارة بوش في الانتخابات الأخيرة الذي يحاول انقاذ نفسه على مذبح الحرب الاهلية الفلسطينية ، وشعبنا الذي لم يبخل بتقديم الشهداء والجرحى والاسرى ، لن يبخل بالتحرك السريع والعاجل لوقف تدهور الاوضاع ، واعادة توجيه البندقية الى مسارها الصحيح نحو الاحتلال ، وتعرية ومحاسبة كل من أساء لسمعة القضية الفلسطينية ، عندها لن تجني أمريكا ومن لف لفيفها غير الخسران والندم .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...