لكنّ أيمن صبح لا بواكي له !

في مهرجان النواح الفتحاوي على العقيد في جهاز الوقائي الذي قتل أول أمس لم يرد أي ذكر للشهيد أيمن صبح، وفي تقارير الإعلام المتواطئ بقصد أو بدون قصد مع الإعلام الفتحاوي الأصفر لم يتطرق أحد لدم الشهيد أيمن صبح الذي تمت مهاجمته هو ومجموعة من رفاقه خلال قيامهم بمهمة حراسة في غزة..!
أيمن صبح ورفاقه لم يبادروا عصابات الوقائي بالهجوم ولم يفتحوا عليهم النار ابتداءً، لكن تلك العصابات بادرت للاعتداء على مجموعة للقوة التنفيذية في غزة فقتلت الشهيد صبح وأصابت خمسة من رفاقه بجراح بعضهم جراحه بالغة ثم تحصنت في منزل العقيد القتيل الذي أبى تسليم القتلة المجرمين رغم النداءات المتكررة التي اطلقتها القوة التنفيذية له والتي لم تكن بوارد استهدافه في حال مكنها من اعتقال القتلة.
غير أن الصورة المشوهة التي أبرزها الإعلام الفتحاوي ومعه بعض القنوات التي تدعي الاستقلالية لم تتسع لدماء أيمن صبح ورفاقه ولم يتم التطرق أبداً لخلفيات الحادثة والسبب الذي أدى لتفجر الأوضاع..
وعلى مدار ساعات بعد الحادثة أطلقت قنوات فتح الإعلامية وعلى رأسها ما يسمى فضائية فلسطين حملة تحريضية قذرة طالت حماس وقادتها ومجاهديها وصورتهم مجرمين مستهترين بدماء الناس وأرواحهم، بينما أحجمت عن التعرض لمجاهدي التنفيذية الذين طالهم الرصاص الجبان ابتداء فقتل مجاهداً وأصاب خمسة آخرين.
بطبيعة الحال نحن لا ننتظر من إعلام فتح أن يخجل من نفسه ولا أن يتحلى بقدر ولو يسير من المصداقية والإنصاف.. ولا ننتظر أبداً أن يتحول من امتهن الكذب والتدليس على مر تاريخه إلى خانة الصدق والفضيلة بين عشية وضحاها.. ولا نتوقع أن يتوقف دعاة الفتنة ومروجو الافتراءات وصانعو الشائعات القبيحة من ناطقي فتح الذين تعج بسمومهم وسائل الإعلام عن دأبهم وعادتهم ومسلكهم الذي لولا اعوجاجه لما تم اختيارهم للتحدث باسم فتح والدفاع عنها والتشهير بخصمها السياسي على الساحة..!
فهؤلاء يعتاشون على أموال الدعم الأمريكي، وعرق جبينهم ممزوج بكل ضروب الكذب والتشويه وقلب الحقائق وتزوير الأحداث..
هؤلاء ارتضوا أن يمارسوا هواية التخليط القبيح وأن يقترفوا كل الجرائم الإعلامية في سبيل تلميع صورة حركتهم المهترئة وتشويه حماس لتبدو في عيون الناس مستوية مع فتح في انفلاتها وتجاوزاتها وجرائمها..
لكن المثير للعجب والغضب هو أن ينساق بعض من يفترض أنهم مثقفون واعون خلف الدعاية الفتحاوية الرخيصة وأن تصدق بعض وسائل الإعلام المحترمة ما يتردد عن أن ما يجري هو اقتتال وتنازع على السلطة، فيضعون حماس وفتح في كفة واحدة متجاهلين أن تلك العصابات الفتحاوية التخريبية تحركها أيدٍ صهيونية وأمريكية عبر قادة متصهينين كبار في الحركة وقادة مجرمين صغار يسند إليهم إشعال الأوضاع كلما لاحت بوادر انفراج في الأزمة..
فالقوة التنفيذية تضم في صفوفها خيرة المجاهدين من أبناء القسام وغيرهم وهؤلاء نجدهم في مقدمة الصفوف لمواجهة المحتل كلما حدث اجتياح أو توغل صهيوني، أما لحديو فلسطين من عصابات الحرس الرئاسي وجهاز الوقائي وغيرهم فلا يشرعون بنادقهم إلا لمواجهة المجاهدين والعزل من أبناء شعبنا ولاختطاف قادة حماس وكوادرها وتخريب مؤسساتها وإحراق سيارات أبناء حماس ومصالحهم، بينما يختبئون كالجرذان لحظة حدوث اقتحام لإحدى المدن الفلسطينية، فهذا هو الدور الذي رسم لهم منذ البداية وعلى هذا الأساس يراد تفعيل دورهم اليوم عبر دعمهم بالمال والسلاح للوقوف في وجه حماس والمساهمة في استنزاف رجال المقاومة كمقدمة لتفكيك تشكيلاتها ونزع سلاحها.
وشتان شتان بين من يتحرك استجابة لأوامر القادة المتأمركين والمتصهينين ممن باعوا أنفسهم للشيطان وبين من يتحرك للدفاع عن نفسه ويوجهه قادة مجاهدون مطلوبة رؤوسهم لإسرائيل.
ومن يتعرض للاغتيال والخطف والتنكيل دون وجه حق لا ينتظر منه أن يقلد المجرمين وروداً ونياشين، بل أن واجب كل حر وشريف أن يدوس بنعاله هامة أولئك العملاء المشبوهين الذين عاثوا في فلسطين خراباً وتدميراً.
والمؤسسات المدنية التي يتم اقتحامها وتخريبها وحرقها في الضفة من قبل أولئك الأوغاد المتدثرين قناع الوطنية لمجرد الاشتباه بأنها محسوبة على حماس تشهد على حقيقة ما يجري وكيف أن عصابات فتح لا تحتاج سبباً لمهاجمة حماس والاعتداء على أفرادها وقادتها ومؤسساتها بل تقترف جرائمها وفق خطة ومنهج معدٍ سلفاً يستهدف حماس كمشروع تماماً كما تستهدفها إسرائيل ومن خلفها أمريكا.
وبالتالي لن يحتاج أي منصف الكثير من الجهد ليدرك أن إسرائيل تضرب حماس بذراع فتح وأن أمريكا تراهن على أولئك الانقلابيين المارقين لكي تستنزف حماس وتستبيح دمها وتشوه صورتها وتعزلها شعبياً وتشيع أجواء الفوضى والانفلات في الشارع.
فلترحم أقلامكم الحقيقة أيها الكتاب والمفكرون والمثقفون.. فمساواتكم بين القاتل والمجاهد وتحميلكم الأخير وزر ما يجري يصب في النهاية في هدف من أرادوا أن يخلطوا الأوراق على الساحة وأن يكيلوا طعنات الغدر المادية والمعنوية لحماس ومقاومتها ومشروعها.
دم أيمن صبح ورفاقه ليس إلا مثالاً حياً – تكرر سابقاً ويتكرر يومياً – للتدليل على كيفية انقلاب المفاهيم وضياع بوصلة الحقيقة وسط بحر هائج من التشويه الإعلامي المقصود ومداد أقلام تضرب صفحاً عن محاولة فهم ما يجري إما إيثاراً لسلامة أصحابها أو استعذاباً لتمثيل دور الحريص على الدم الفلسطيني وتوحد أبنائه..!
الدم الفلسطيني يبرأ ممن يطعنه من الخلف ويذرف عليه دموع التماسيح.. الدم الطهور يحتاج لمن يمتلك الشجاعة ليشير إلى من يتعمد سفكه في وضح النهار ظلماً وعدوانا
والدم الفلسطيني يبرأ ممن يسمح لروايات الدجالين الناطقين كذباً والمتنفسين إفكاً بأن تتسلل إلى عقله وتوجه نظرته وتقييمه للأمور.
دم أيمن صبح سيبقى شاهداً على الجريمة وأصحابها مهما دلّس إعلام فتح الأصفر وشوه وجه الحقيقة بمبضعه الصدئ، تماماً كما شهد من قبله دم الدكتور حسين أبو عجوة ووصفي شهوان ومحمد التتر وماجد أبو درابيه ومحمد عودة وعمار الطاهر وياسر الغلبان وسالم قديح وبسام الفرا وعبد الرحمن نصار وإسماعيل أبو الخير وصلاح الأسطل وغيرهم من شهداء المشروع الإسلامي المقاوم الواقف طوداً شامخاً في وجه العملاء من أذناب إسرائيل، وشوكةً في حلق مطايا أمريكا ونعالها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...