السبت 10/مايو/2025

صدام .. والصهاينة الجدد ؟!

خالد معالي

لم يكن إعدام الرئيس العراقي صدام حسين مجرد اعدام لرئيس دولة قام بما قام به في دولته من أعمال ايجابية او سلبية ، بل كان ضمن فكر عقائدي يحمله الصهاينة الجدد في أمريكا ، والذين ينظرون للأحداث بمنظار عقائدي ” أوامر الهية” وأنهم بفعلتهم هذه ينفذون ما يطلبه الرب منهم .

والكل يعرف أن إعدام صدام جاء بقرار امريكي وبتنفيذ أيدٍ عراقية إما تابعة او اختلطت عليها الامور وأخذ الثأر بها مأخذه ، ولا نريد أن نخوض في الملف العراقي ونصبح جزءا من هذا الطرف أو ذاك فكلنا مسلمون …ومسلمون فقط ، والكل يجمع على ان ما يحصل في العراق هو جرح نازف في الامة العربية والاسلامية ، وان المسئول عن الذي يحصل هو الغزو الامريكي ، والصهاينة الذين يتشفون بمهد الحضارات ، وتتلطخ أيديهم يوميا بدماء علماء العراق، واغتصاب حرائره ، وهدم مقدساته عبر “موساده ” لتعميق الفتنة ما بين سنة وشيعة ، والتي لم تكن موجوده في عهد الرئيس الراحل .

 والمتتبع للتصريحات التي صدرت عن الادارة الامريكية بعد اعدام صدام ، يلحظ فيها ان هناك تحولاً تاريخياً باعدامه حسب وصفهم ، وهذا ما يطرحه الصهاينة الجدد، الذين ينظرون للاحداث بمنظار الهي ، ويعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وانهم هم من يسيرون التاريخ بحسب أوامر الرب ، وتصريحات بوش السابقة من حرب صليبية ونشر الديمقراطية ومحاربة الارهاب …ومن ان الرب اختاره لهذا ،وان الرب يريد ذلك ، انما تندرج ضمن هذا الاطار وضمن خطط الصهاينة الجدد الذين يتحكمون بمفاصل القرار الامريكي.

ولا يعني حصول بعض الاخفاقات في تحقيق بعض الاهداف التي يصبو اليها الصهاينة الجدد ، من أن مرحلتهم قد شارفت على الانتهاء أو انهم فشلوا وسينتهون ، بل ان محاولاتهم متكررة لتصويب ما أخطأوا به ، وما اعدام صدام الا محاولة منهم لكسر وتخطي بعض الاخفاقات التي حصلت هنا وهناك، خاصة في العراق  وفلسطين وافغانستان ، ومحاولة لكسر الكبرياء والعزة التي تتميز بها النفسية العربية والاسلامية بشكل عام ، والتي نعتقد أنها لم تتحقق بفعل عدم انكسار صدام امام حبل المشنقة ، وما اختيار حبل المشنقة لاعدامه بها  ونشر عملية الاعدام  على الملأ عبر وسائل الاعلام بمجرد أحداث عادية وعابرة وغير مدروسة ، فكل حركة وكل صورة وتوقيتها .. ، الا وقد درست بعناية فائقة تستهدف النفسية العربية والاسلامية .

والصهاينة الجدد لا يسمحون بظهور قوة عربية واسلامية تنافسهم او تحد من نشر رسالتهم (المقدسة) ، ولذلك يقومون باضعاف خصمهم العربي والاسلامي عبر ابراز الطائفية “سنة وشيعة” ، ليسهل السيطرة على العالم العربي والاسلامي وان لزم الأمر ارسال قوات أمريكية لدعم هذا الطرف ضد ذاك لانهاك الأثنين ، وكي لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك .

صحيح أن اعدام صدام قد أفرح بعض الذين تأذوا منه ، وكذلك الصهاينة والامريكان ، ولا احد ينكر أخطاءه ، ولكن من الصعب ان نأخذ الامور من زاوية واحدة فقط ، فصدام كان بامكانه ان يكون حاكما ذليلا كحكام اليوم ، ويتمتع بالقصور والاموال ، ولكنه رفض وقتل ولداه، وشنق من قبل الامريكان وشردت عائلته لانه قال لأمريكا  لا ….، بل وذهب الى المشنقة بكل كبرياء دون أن يرتجف أو يستعطف أو يدخل الخوف الى قلبه، وهذا بالضبط ما لم يتوقعه الصهاينة الجدد في أمريكا من قوة شخصية ونفسية عربية واسلامية أصيلة حتما سترتد بالسلب على مخططاتهم .

 واللعب على قضية شيعة وسنة فاشلة وخسرانة منذ بدايتها ،والذين ينادون بها هم الامريكان وأذنابهم ، وبعض الجهال هنا وهناك ، فكلنا مسلمون وموحدون وقبلتنا واحدة وحالة الوعي بمعرفة مخططات الغرب ما باتت تخفى على أي فرد في الشارع العربي والاسلامي ، فما بالنا في قيادات العالم العربي والاسلامي المخلصة والحقيقية، فمهما بلغت قوة أمريكا ومهما خطط الصهاينة الجدد  فأنهم في المحصلة سيخرجون بخسارة مؤكدة ومبكرة ، لأن ما بني وأسس على خطأ فانه في النهاية لن ينتج غير الخطأ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات