السبت 10/مايو/2025

الكذب: آخر ما في كنانة فتح من أسلحة سياسية!

رشيد
حركة فتح في موقف أخلاقي ومبدئي صعب للغاية؛ فهي لم تدع كبيرة شرعية ووطنية الا وقارفتها وغمست يديها فيها عن سابق اصرار وارادة واقتناع؛ وهذا يجعل من مهمة شرح مواقف وأفعال الحركة مهمة مستحيلة بالنسبة لجمهور فلسطيني عربي مسلم محافظ في خطه العام؛ وتنزعه فطرته وينزعه دينه ونبله وشرف محتده للفضيلة بالتعريف؛ اللهم الا عند أصحاب الفطر المنحرفة الذين هم أقلية؛ والذين هم في جميع الأحوال سيسارعون لانكار انحراف فطرهم؛ والتظاهر بالتمسك بالثوابت القيمة المحترمة؛ تقية من عند أنفسهم؛ أمام مجتمع الصمود حرفته؛ والجهاد بضاعته!

وأحد أبرز ألسن الكذب الفتحاوي هو جمال نزال؛ الناطق الذي تستدعيه فتح في مواقف التصريح المخملي المزوق! ففتح كما هو معلوم لديها عدة أقنعة تناسب كل وسط وكل جهة مقصودة؛ فهناك طيف عريض من ناطقيها يمتد “أبو قصي” المكرس لأغراض التصريحات الدحلانية الرخيصة المباشرة في سذاجتها وفجاجتها وعمالتها؛ وانتهاء بطرف الطيف الآخر والذي يقوم على حراسته جمال نزال كوجه اعلامي او “فوتو جينيك” كما يقولون! لكن يا خسارة؛ فجمال نزال لا ولا ألف ناطق مثله لا يستطيعون انتشال فتح من حفرتها المنتنة ومستنقعها الآسن؛ وهو في تصريحاته التي تنضح كذبا وهي تتمسح بمفاهيم جميلة مثل الحرية والديمقراطية فانه لا يعدو أن يكون حبة صنوبر ملقاة على طبق منسف مصنوع بلحم خنزير! وحتى اذا ما قضم أحدهم حبة الصنوبر تلك فانها قشرتها ستكشف عن سوس نخرها وأرضة أكلتها ولم تبق منها الا هيكلا يحاول أن يكون جميلا لكنه ينطبق على كل نقيصة ورذيلة ونقيض لمكارم الأخلاق!

في آخر تجلياته؛ زعم جمال نزال أن حماس وعدت الناس بسنغافورة فأورثتهم قندهار! والحقيقة أن هذه العبارة ضغطت من الأكاذيب في قليل الكلمات هذه ما يكاد يجعل جمال نزال أكذب من دب ودرج؛ ولا والله لو كان الميداني حيا لكان الآن يتفق مع جمال على ثمن اضافة المثل “أكذب من جمال” الى موسوعته الجميلة “مجمع الأمثال”!

فشعار تحويل غزة الى سنغافورة لم تنطق به حماس قط؛ وهو شعار صنعه بيريز وحفنة الساسة المرتشين الخونة الذين وقعوا معه أوسلو؛ وها نحن بعد أكثر من ثلاثة عشر عاما نعيش في ظل نظام متعفن حل في سباق الشفافية – حسب الدراسات الدولية المختصة -خلف ليبيا القذافي! وظهر من فيض خيانته وتواطئه على فلسطين ما لا يخفى على أحد! هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى فان من المريع أن يقوم ناطق باسم حزب نخر الفساد والمحسوبية والارتشاء في جسده المليء بدمامل نهب المال العام وأورام التربح وقيح اللصوصية – من المريع أن يخرج ناطق باسم هؤلاء الفجار للحديث عن قندهار وكأنها وكأن طالبان التي تحتضن ضد قيم الدولة وضد قيم المؤسسة! من أنتم لتصنفوا أمثال الطالبان وغير الطالبان في موازين ما يصح أن يكون وما لا يصح أن يكون؟! هل نظامكم العصبجي المليشيوي الذي يقوم على التربح بالمال العام مؤهل للفتوى في المدنية والحضارة والتقدم؟!

وان كانت حماس لم تستطع اقامة سنغافورة كما يزعم جمال فهذا بسبب أفاعيل وأباطيل وأسمار فتح! الكذب لن يحمي فتح ولا يستطيع أمهر سحرة فرعون أن يخادع عصا موسى؛ فكيف ان كان المتصدر للمهمة هو أحد عامة جنود فرعون وبعض سائمته؟! اذ كيف لثمود أن ترسل شقيها لقتل ناقة سيدنا صالح ثم تصدر بيانا يدين عجلة وصول العذاب الذي دمدم به عليها ربها؟ وكيف لجماعة الشاذين أن ترسل دهماءها لفعل الفاحشة في ضيف لوط من الملائكة؛ ثم تخرج لتدين استعداد جنود الرحمن لقلب المؤتفكة على رؤوس القوم الظالمين؟! وكيف لقريش أن تقتل خزاعة وتنقض صلح الحديبية ثم تلوم محمدا صلى الله عليه وسلم ان هو وجه لها جيوش الفتح؟! وكيف لفتح أن تلوم حماس على أنها لم تقم سنغافورة وهي التي عطلت سياسيا وأمنيا كل محاولة من حماس للاصلاح والتغيير؟ ألم تمنع فتح نقل السلطات وأفسدت عمل الادارات وشاهدنا وزارات تتمرد على وزرائها حسب منطق عصابة فتح؛ ومنطق القبيلة التي استولت على البلد؟ ألم تكن فتح هي من زعزع الأمن وأرسل أغيلمات الحمق بأوامر ساسة الذل والنذالة لارهاب الناس وتخريب الأملاك العامة واقتحام المؤسسات الرسمية والخاصة كمقرات حماس؛ للتخريب والتدمير؟ ثم من هو الذي ساهم في خنق فلسطين عبر التآمر مع أعدائها لمنع المال عن شعبها؛ ألم يكن هؤلاء قادة فتح؟!

ويتابع نزال الذي يتنفس كذبا دجله بين سطر وآخر؛ فيقول أن فتح حيث تكون الأقوى عسكريا فان الوئام والحب يسودان؛ ويضرب لذلك الضفة مثلا! هكذا بكل خفة ورقاعة يسلب هذا الأفاك حق عبدالله محمد أحمد طه الشيخ الستيني الشهيد في مسجد البيرة في أن يكون ضحية! هذا الشهيد وشهيد آخر من نابلس وعشرات الجرحى الذين سقطوا في احتفالات حماس؛ مزيدا عليهم العشرات ممن خطفوا واستهدفوا ضربا ورميا بالرصاص من جنين الى الخليل؛ بالاضافة الى مقار حماس ومقر جريدة الاصلاح والتغيير بل حتى مقر حكومة حماس المحترق – كل هذه الشخوص وكل هذه المؤسسات المعتدى عليها لا تملك في قاموس “غوبلز” فتح حق أن تكون ضحية؛ وهي غير موجودة ودماءها والدمار الذي لحق بها كان مجرد خداع بصري لم يحصل أبدا!

الشعب الفلسطيني ليس حفنة من البلهاء؛ وهو يعرف من يسعى لاطلاق حرب أهلية ويتابع الاعلام ويعرف من يتسلح بأمر الصهاينة وعلى أعينهم؛ وهو شعب حي يفرق بين بندقية ملقمة بأيدي الصهاينة؛ ويد ترعى فلسطين والقدس وتراعي الحقوق الوطنية والشرعية لشعبنا في هذه الأرض ولا ترضى في فلسطين بيعا ولا تفريطا. وهذا الشعب أيضا يعرف أن الفائز في الانتخابات هو بديهة محب للانتخابات ويحترم ارادة الناس؛ ولا يصح عقلا ولا شكلا ان يوصف بالانقلابي؛ وشعبنا الذكي يعرف أن من يدعو للانتخابات وهو فاشل فيها وعاجز حتى عن جمع شتات حركته لمؤتمرها الذي لم يعقد منذ كان جمال نزال مجرد “جوجو” يلعب بالتراب – من يدعو للانتخابات في مثل هذه الظروف هو لا شك مقبل على تزويرها وتبديل نتائجها؛ ولا يسعى الا للاستفادة من حقيقة أن الصهاينة قد أفرغوا الضفة من حماس بالمطاردة والاعتقال وجهزوها لفتح لتفوز فيها في منافسة بينها وبين بني بعضها!

لذلك اكذبي يا فتح أو لا تكذبي؛ فليس لك من مصير الخونة والفاسدين نجاء؛ ولن يفلح أحسن فريق من المحامين أبدا في انقاذ سمعتك التي هبطت دون درجة الصفر؛ فكيف ان كان المحامون من طراز جوقة الكذب والدس الرخيص من أول “أبو قصي” الى جمال نزال لا نستنثني منهم أحدا؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات