مؤلف هذا الكتاب هو عادل علوبة تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1941 ومارس مهنة المحاماة بين عامي 1943 و1954 وانتخب عضواً بمجلس نقابة المحامين خلال فترة الخمسينات، ثم انتقل إلى سلطنة عمان وعمل هناك كمستشار قانوني للسلطنة بين عامي 1976 و1986.
ويقوم المؤلف عادل علوبة في كتابه الذي نعرض له بتقديم استعراض تاريخي موسع يصل من خلاله إلى الحديث عن كيفية نشأة الصهيونية في العصر الحديث متوقعا انهيارها. وفي هذا الإطار يتطرق المؤلف إلى تاريخ المنطقة العربية بأديانها الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام مع التنويه بالحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارتين اليونانية والرومانية الغربيتين.ثم يتعرض لمنشأ الخلاف بين اليهود والمسلمين وظهور الصهيونية على الساحة العالمية بأهدافها الاستعمارية التوسعية، انتهاءً بتبني الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية مشروع إنشاء دولة إسرائيل كرأس الحربة التي ينوى استخدامها لترويض العرب والقضاء على قوميتهم وهويتهم تمهيدا لفرض سيطرتهم على منطقة لهم فيها مصالح اقتصادية حيوية.
ويشير المؤلف إلى انه خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى وانحاز خلالها الشريف حسين أمير الحجاز إلى جانب بريطانيا ضد تركيا بناء على وعد بريطاني من اللورد مكماهون بمنح العرب استقلالهم في حالة انتصار الحلفاء.. ذلك الوعد الذي أخلف كالعادة واستبدل بمعاهدة سايكس بيكو والتي اقتسمت بموجبها بريطانيا وفرنسا أرض العرب فيما بينهما وكانت فلسطين ضمن الأراضي التي سلخت عن سوريا وأخضعت للانتداب البريطاني.
حتى ذلك الحين لم يكن هناك حديث يدور حول توطين يهود أوروبا الصهيونيين في فلسطين سوى هذا النداء الذي أصدره نابليون عندما جاء غازيا لمصر ليهود العالم لتمكينهم منها واتخاذها موطنا لهم إلا أن هذا النداء لم يلق ردود فعل تذكر سواء من اليهود أو من غيرهم، ثم تلا ذلك ما لاقته صرخات اليهود من سمع لدى الأوروبيين خاصة بعد ما لاقاه يهود روسيا من اضطهاد وتقتيل إبان الثورة الشيوعية مما اضطرهم إلى الفرار إلى معظم دول أوروبا والغرب وخاصة إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
في تلك الأثناء راقت فكرة الاستيطان اليهودي في فلسطين لساسة الغرب خاصة البريطانيين منهم والذين كان من بين أهدافهم في هذه المنطقة التصدي للمطامع الفرنسية في المنطقة وفي الوقت ذاته قمع التسلل الروسي الأرثوذكسي إليها،حيث قام بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت بتوصية نائب القنصل البريطاني في القدس بالعمل على حماية اليهود وإعداد تقرير دوري عن وضع اليهود في فلسطين.
كما أوعز بالمرستون إلى سفير بلاده في إستانبول بالعمل على إقناع السلطان التركي بالفوائد التي من الممكن أن تعود على بلاده من وراء هجرة اليهود إلى فلسطين حاملين معهم ثرواتهم وخبراتهم .
وأنه من الممكن أن تكون الدولة اليهودية المحتملة هي الدرع الذي تتصدى لأطماع محمد علي والي مصر في المنطقة، غير أن هذه الخطط لم يكتب لها النجاح في حينها ذلك أن عدد اليهود في فلسطين آنذاك لم يكن يزيد على العشرة آلاف يهودي، هذا في الوقت الذي كان ثلثا يهود العالم فيه يعيشون في روسيا والتي انتقلوا منها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا ولكن عددا قليلا منهم هاجر إلى فلسطين بمساعدة اليهودي البريطاني البارون (روتشلد).
ولم تحل الحرب العالمية الأولى حتى بلغ عدد اليهود في فلسطين الثمانين ألف يهودي يمتلك بعضهم أراضي كانت في الأصل ملكا للعرب مما أثار المشاعر المناهضة للهجرة اليهودية إلى فلسطين جاء هذا في الوقت نفسه الذي ازدادت فيه موجة العداء لليهود في أوروبا على المستوى الشعبي وخاصة في فرنسا إثر قضية اليهودي دريفوس.
والتي صدر فيها الحكم بإدانته فثارت ثائرة اليهود في معظم أنحاء أوروبا ومن بينهم المفكر اليهودي (تيودور هرتزل) الذي انبرى عام 1896 يدعو إلى لم شمل اليهود في دولة واحدة – لم يحدد مكانها – بحيث تكون ملاذا ومنجاة لهم من عسف الدول الغربية حتى لاقت دعوته تأييدا عارما لدى الجمعيات اليهودية الأوروبية وخاصة تلك الحالم أعضاؤها بأسطورة صهيون !
أما عن السبب الكامن وراء اختيار فلسطين بالذات دون باقي مناطق العالم التي كانت متاحة ومرشحة آنذاك في أفريقيا وغيرها، فيرجع ذلك إلى ما أعده مفكرو العقيدة الصهيونية من خطط شيطانية تقوم على الأكاذيب يروجون من خلالها لأكذوبة (أرض الميعاد) .
وهي أن الله قد وعد اليهود ـ شعب الله المختارـ بأرض فلسطين موطنا لهم،وأخذوا يلعبون آنذاك على أوتار مشاعر أصحاب بعض المذاهب المسيحية المؤيدة لهذه الأكذوبة والتي يرى أصحابها أن هناك تراثا مسيحيا يهوديا مشتركا.
ومن المثير للدهشة ان يغفل هؤلاء عن حقيقتين تاريخيتين هامتين، أولهما أن يهود أوروبا كانوا قد لحقوا باليهودية في وقت لاحق ولم تطأ أقدامهم أرض فلسطين قط وهم الذين يطلق عليهم اسم (الأشكيناز) تمييزا لهم عن يهود الشرق (السفارديم).
وثاني هذه الأخطاء التي وقع بها هؤلاء الذين يؤيدون حق يهودي مزعوم في فلسطين أن هؤلاء نسوا – أو تناسوا – أنه عندما بعث الله المسيح عيسى بن مريم مبشرا بالسلام والتسامح والعدل والمساواة وكل تلك القيم الروحية التي بعثه الله بها، فإن بني إسرائيل – يهود الشرق وأساس اليهود في العالم – الذين خالفوا الدين اليهودي نفسه ووصاياه العشر الأصلية قبل أن يتم تحريفها على أيدي أحبارهم ناصبوا المسيح عليه السلام العداء .
وتربصوا به بزعم أنه يدعو إلى دين جديد يخالف أسفارهم التي ابتدعوها لتجعل منهم عنصرا متفردا دون غيرهم من عباد الله وتجيز لهم استعباد الآخرين والتنكيل بهم والاستحواذ على أموالهم بكافة الوسائل التي تفننوا فيها واحترفوها على مدى تاريخهم، هذا العداء الذي وصل باليهود إلى حد الوشاية بنبي الله المسيح عيسى بن مريم إلى أباطرة الروم الوثنيين حينذاك.
ومن بين الجوانب التي يركز عليها المؤلف واستوحى منها عنوان كتابه مظاهر الخلل التي بدأت تظهر في جسد الكيان الصهيوني والتي دفعت به إلى التنبؤ بنهاية هذه الدولة الطفيلية أو ما أطلق عليه أفول نجم إسرائيل.
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...