الخلاف الفلسطيني منهجي وليس على مناصب

وبالقدر نفسه من الاستياء نظرت إلى التفسيرات العشوائية لما يحدث وخاصة في وسائل الإعلام العربية والأجنبية حيث تم اعتبار ذلك تنافسا على الكراسي وخصومة شديدة على المناصب وتقاسما للكعكة والامتيازات. لقد استمعت وقرأت هذه التفاسير والحزن والغضب انتابني حيث تم تصوير الشعب الفلسطيني وكأنه يجري وراء مصالح حزبية وذاتية هنا وهناك.
 
لقد شوهت هذه التفاسير والتأويلات مسيرة نضال الشعب الفلسطيني وشكلت طعنة دموية في خاصرة القضية الفلسطينية . إن الذي يحدث في فلسطين هو صراع إرادات وخلاف على مناهج التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وتباين في المواقف من السياسة الأمريكية الظالمة في المنطقة إننا أمام تيارين: الأول جرب فكره وسلوكه على مدار أربعين عاما والنتيجة كانت الإخفاق يفوق بكثير النجاح وتخللها خطايا سياسية وكبائر سلوكية بحق الإنسان والمقدرات والقضية. والثاني أراد أن يُغير قواعد اللعبة السياسية السابقة وأن يُقدم رؤية سلوكية مغايرة ومشاكسة للإرادة الأمريكية في المنطقة. هذا هو مكنون ما يحدثوهذا السياق الطبيعي الذي نعايشه منذ نتائج الانتخابات الفلسطينية وما حملته رياحها التغيرية على عكس شهوة ورغبة السفن الحاكمة والمهيمنة المحلية والإقليمية والدولية. وأي تفسير غير ذلك هو تشويه وتحريف بل وتجني.
 
والغريب أن الخلافات الفلسطينية غالبا ما تتصاعد وتظهر على السطح في أعقاب تصرفات وسلوكيات وقرارات أمريكية و إسرائيلية بل ومباركات لتصرفات فلسطينية كما حدث حين باركت كل الإطراف قرار الرئيس عباس بشأن الانتخابات وكما حدث حين أعلنت إسرائيل نيتها تحويل الأموال للرئاسة وما حدث حين كرر بوش شروط للحكومة الفسطينية.علينا أن ندرك جليا طبيعة الأحداث ومعادلات التصرفات ومن المهم جدا ألا نسمح بتشويه صورتنا أمام الرأي العام العالمي وعليه فإن الحوار والجلوس على طاولة التفاهم يجب أن يكون مخرجنا الوحيد وعلينا الكف عن تحديد الوقت للحوار كشرط مسبق فنحن لا نملك إلا أن نتحاور حتى لو اختلفنا بشدة أوبلين حتى لو تعثرنا وفشلنا… لأن بديل ذلك هو ما تريد إسرائيل والإدارة الأمريكية.