الأربعاء 17/يوليو/2024

الأولويات الفلسطينية والهجمة الشرسة على حقوقهم

الأولويات الفلسطينية والهجمة الشرسة على حقوقهم

صحيفة الوطن القطرية

واضح أن أطرافاً داخل حركة فتح لا يريدون للهدنة أن تنجح، ويستعجلون الانفجار المتوقع حدوثه وفق مسار الأحداث والتدخلات الأجنبية التي تجد أرضية شديدة الخصوبة، رغم كل المسكنات الموضعية، فالقضية الفلسطينية في الربع الساعة الأخير ما لم يعود فريق التفجير الفتحاوي المحدود ولكنه نافذ داخل حركة فتح عن خطه الذي يتعارض مع المصالح الفلسطينية العليا وفي مقدمتها الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية على الديمقراطية الفلسطينية الوليدة والقبول بخيار الشعب الذي يجري الالتفاف على إرادته ومصادرتها عبر الأجنبي والاستقواء بأعداء الشعب الفلسطيني الذين يفرضون عليه الحصار ويشنون عليه الحروب المتعددة الرؤوس والأشكال، وكل المتبقي للتفجير ليس سوى تحديد ساعة الصفر من الأجنبي، وإلا فما الذي يمنع رئاسة السلطة الحريصة على الالتقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، من العمل على عقد لقاء تفاهم دون أحكام وشروط مسبقة ودون وضع الحصان أمام العربة بالمطالبة المسبقة بالخضوع للشروط الإسرائيلية التي تبنتها اللجنة الرباعية المنحازة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي بامتياز بفعل الطغيان الأميركي على أعضائها الأشبه بشاهد الزور، وفي مقدمتها الاعتراف بدولة الاحتلال وهي الورقة الأقوى بيد حماس في أي مفاوضات ممكنة قادمة لو توحد الفلسطينيون واتفقوا على استراتيجية تفاوضية فلسطينية مستقبلية يلتزم بها الجميع .

والسياسة التي تتبعها الرئاسة الفلسطينية في معالجة الحصار لا تختلف عن السياسة الأميركية والأوروبية مع فارق بسيط وهو أنه جلس للحوار مع الحكومة وحماس ولكنه كان حاملاً إلى طاولة الحوار الشروط الأميركية – الأوروبية – الإسرائيلية وهي الاعتراف بدولة الاحتلال والتخلي عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والالتزام بالاتفاقات المبرمة مع دولة الاحتلال التي لا تعير أي اهتمام لكافة اتفاقاتها مع الفلسطينيين سوى تلك التي تعترف بالاحتلال وبأطماعه وتقيد إرادة الفلسطينيين وتحرمهم من حق المقاومة المشروع.

وسياسة المواجهة التي ينتهجها الرئيس الأميركي جورج بوش بدلاً من الحوار في التعامل مع حماس، إلا بعد أن تعترف هذه الحركة الفلسطينية المقاومة للاحتلال بالشروط الثلاثة المشهورة وهي الشروط التي لن تفجر البيت الفلسطيني فحسب بل إن الشظايا قد تطال أماكن ملتهبة أو قابلة للاشتعال فالمنطقة أشبه ببرميل بارود، لا تحتاج إلا إلى من يشعل فتيلها، الأمر الذي يعرض الأمن والسلام الدوليين لخطر كبير .

والسياسة الأميركية التي يدور في فلكها نفر من فتح ويعمل على تنفيذها وتمكينها من أهدافها دون مراعاة المصالح الفلسطينية العليا ودون قراءة سليمة للنتائج الكارثية على الفلسطينيين جميعاً وعلى أصول قضيتهم وجوهرها، هاجمها جون الترمان مسؤول الخارجية الأميركية السابق وغيره من المحللين الاستراتيجيين الأميركيين مؤكداً توصله إلى «أن حماس منظمة ديناميكية وقادرة على التأقلم بشكل كبير ولا اعتقد أن هناك أية مبادئ أساسية لا يمكنهم التخلي عنها من أجل تحقيق مكسب سياسي»، مشيراً إلى ما تطالب به الإدارة الأميركية من حماس أو الحكومة الفلسطينية التي تشكلها حماس تعتبرها حماس أقوى ورقة في يدها قبل أن تبدأ المفاوضات .

فما الذي يمنع رئيس السلطة من المبادرة إلى دعوة قيادتي حركتي فتح وحماس بمشاركته باعتباره رئيساً لحركة فتح وقائدها العام وليس باعتباره رئيساً للسلطة وبمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية باعتباره قيادياً بارزاً في حركة حماس، فالأولوية يجب أن تكون لتبريد الجبهة الداخلية وتمتينها قبل الذهاب إلى أولمرت، والجبهة الداخلية الفلسطينية مفككة وقابلة للانهيار في أي وقت حتى لا يكون الموقف الفلسطيني ضعيفاً أمام متربص بالفلسطينيين كل الشر، خصوصاً وأن أولمرت وحكومته أحد أهم الأسباب بما يحدث من انشقاق في الصف الفلسطيني، لأنها تريد حكومة فلسطينية على مقاس أطماعها ومقاس هيمنتها ووصايتها على الشأن الفلسطيني .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات