الأحد 11/مايو/2025

قناة ( دم ) ساخنة !

وميض قلم
يقولون :
الاقتتال الداخلي خط أحمر لا يجوز أن يتجاوزه أحد !
الحرب الأهلية خط أحمر لا يجوز أن يتجاوزه أحد !

تُرى ..
ما معنى الخط الأحمر الذي يقصدونه .. وإلى أي شيء يرمز ؟! ..
هل هو خط أحمر مرسوم على صفحة بيضاء بقطرات الدم على سبيل الاتفاق والتعاهد ؟
أم هو رمز لشيء ما لم نفهمه جيدا ؟

أتدرون ؟..
الأنهار والقنوات يُرمز لها على الخرائط بالخطوط ! ..
فهل يرمز الخط الأحمر خاصتنا لنهر من الدم ؟..

قبل يومين كنت أسير في شوارع خان يونس أثناء الليل مع أحد الأصدقاء .. وكان يقف على زاوية طريق البلدية مجموعة من عناصر أمن الرئاسة و أفراد من إحدى تشكيلات كتائب شهداء الأقصى .. وفي نفس اللحظة مرت سيارتان تابعتان للقوة التنفيذية على متنهما نفس عدد المجموعة التي تضم أمن الرئاسة وشهداء الأقصى ..

لم تكن التنفيذية والعناصر التابعين لفتح وحدهما في الشارع في هذا الوقت من الليل .. بل كان هناك بعض المتاجر مازالت تعمل ، ورجل وزوجته معهما أطفال يبدو أنهم عائدون من زيارة اجتماعية .. بالإضافة لبعض السيارات الملاكي والأجرة التي تسير على نفس الطريق ..

سألت صديقي :
ما الذي ينقص الآن لكي تحدث مجزرة في هذا الشارع ؟
قال : فقط يطلق أحدهم على الآخر ، فيندلع اشتباك وتحدث مجزرة ، و أول من سيذهب ضحيتها هذه الأسرة التي ساقها حظها السيء إلى هذا المكان ! ..
قلت : وإن لم يبادر أحد بإطلاق النار ؟
قال : لن يحدث شيء ويمر الأمر بسلام ..
أشرت إلى بناية عالية وأنا أقول : تخيل لو استغل أحدهم الموقف في هذا الليل ، وأطلق دون أن يراه أحد رصاصة من إحدى نوافذ البناية على أي من الفريقين .. أو حتى أطلقها في الهواء ؟ ..
قال : بالتأكيد سيكون اشتباك بين الفريقين ويحدث نفس السيناريو !

أراد الله أن لا يحدث شيء مما ذكرنا ومر الأمر على خير والحمد لله ..
لكن ماذا لو حدث ؟ ..
ماذا لو استغل أحد العملاء الموقف ونفذ توجيهات أسياده ليحقق لنفسه مكاسب مادية .. أو سياسية ؟!

المفروض وفي الظروف العادية ، لن يستطيع أي عميل النجاح في مهمته إلا إذا حظي بمساعدة حقيقية .. والمساعدة المطلوبة في مثل هذه الحالات هي تهيئة الفريقين ليطلقا النار على بعضهما لمجرد سماع صوت رصاصة .. أما حين لا تتوفر هذه التهيئة ، فسيحاول الفريقان معرفة من أين جاءت الرصاصة ، وربما اكتشفوا المكان بالفعل واستطاعوا القبض على عميل لم يكن مكشوفاً من قبل!..

من الذي تسبب في هذه التهيئة ، ومن المسؤول عنها ؟
من الذي شحن القلوب والنفوس قبل أن تُشحن البنادق ؟

فضائية تلفزيون فلسطين !!
كيف تتعامل هذه الفضائية مع الأحداث ؟

لنضع بعض الأمثلة من الأحداث التي حدثت في الماضي ..
انفجار جباليا مثلاً ..
لم تمر دقائق معدودة حتى قالت فضائية فلسطين إنه انفجار داخلي ..
ربما يكون لدى فضائية فلسطين مراسلين أجروا تحقيقاً في الحادث وأعطوا النتيجة بعد دقائق .. رغم أن الذين كانوا يتابعون العرض وسقط لهم قتلى ، أكدوا أن الطائرات الصهيونية أطلقت صواريخها باتجاه العرض العسكري ..

وليكن ..
ربما كان انفجارا داخلياً ناجماً عن خطأ كما قالت الفضائية في حينه !!
أقول هذا حتى أقطع الطريق على من يريد مناقشة هذا الأمر الذي أُشبع حديثاً وبحثاً..

ولكن الفضائية الفلسطينية ( المحايدة ) لم تتعامل مع هذا الانفجار لاحقاً على أنه مجرد خطأ .. بل تعاملت معه وكأن حركة حماس هي التي دبرته وخططت له عن سبق عمد ! .. وبدأت عملية شحن النفوس تجاه الحركة التي تستهويها مهنة القتل ! ..

وأيضاً ..
تجاهلت هذه الفضائية الحديث عن أجهزة الأمن التي تتصارع في الشوارع .. وتجاهلت كل الأحداث التي قام بها أفرادها من خطف وقتل وعربدة وحرق .. وحين كانت تتحدث عنها ( مضطرة ) كانت تنسبها لمجهولين .. وما أكثر المجهولين !! ..

أما حين نزلت القوة التنفيذية إلى الشارع لضبط الأمن .. استطاعت هذه الفضائية اختراق حجب الغيب بعد دقائق معدودة من انتشار هذه القوة ، وتحدثت عنها ووصفتها بأوصاف لا تليق بمجاهدين ومقاومين .. واستمرت في ذلك حتى بعد الهجمة الصهيونية على هذه القوة والتي استشهد منها العديد من قيادتها وعناصرها ..

وأيضاً ..
سأختصر الكثير من الأحداث وأنتقل مباشرة لجريمة مقتل أطفال عائلة بعلوشة ..
استضافت فضائية فلسطين بعد الجريمة بدقائق ، أحد نواب حركة فتح في المجلس التشريعي .. ثم بدأ هذا النائب يتحدث عن الجريمة لمدة طويلة موجهاً اتهاماً صريحاً لحركة حماس .. ثم اتصل أثناء اللقاء عبد العزيز شاهين أحد قياديي فتح ليؤكد بإصرار أن من نفذ الجريمة حركة حماس .. ثم توالت الاتصالات إياها تؤكد هذا الاتهام والمذيعة التي تتباكى توافق المتصلين وتسأل ضيفها الذي يحلل ويفند دوافع وأهداف حماس من ارتكاب الجريمة ، بشكل جعلني أشك أن حركة حماس أصدرت بياناً تبنت فيه الجريمة وتشد على يد من قام بتنفيذها !! ..

لم أشاهد في حياتي استغلالا حقيرا بهذا الشكل ..
كانت الفضائية تبث لقاءات وتتلقى اتصالات وتستضيف شخصيات يتحدثون عن ضلوع حماس في الجريمة .. وفي نفس الوقت تنقل مشاهد للأطفال القتلى من غرفة التشريح ومباضع الطبيب تعمل في أجسادهم تمزيقاً .. كاميرا تلفزيون فلسطين رافقت جثثت الأطفال من ثلاجات الموتى إلى غرفة التشريح ، بينما المذيعة وهي تبكي ترجو حركة حماس أن تتوقف عن قتل الأطفال !! .. بل وتبدي دهشتها من صمت الشعب على الحركة قاتلة الأطفال !!

الغريب والمدهش في هذه الفضائية ، أنها استجابت بسرعة لوقف التحريض ضد الاحتلال ، بل وتحولت بوقاً له في كثير من المواقف .. أما الأكثر دهشة وغرابة ، أنها لم تتوقف ولو لحظة عن تحريض الفلسطينيين ضد بعضهم بعضا ! ..

طلقة واحدة خدشت عبد العزيز شاهين في قدمه وهو في سيارته بسبب مشادة مع إحدى العائلات ، حولتها الفضائية الفلسطينية لمحاولة اغتيال حمساوية ضد قيادات حركة فتح من دون بينة .. عشرات الطلقات أطلقت من قبل أمن الرئاسة تجاه مسيرة سلمية لحماس في رام الله ، تحدثت عنها على إنه اشتباك مسلح بين فتح وحماس !.. أما إطلاق النار على رئيس الوزراء واستشهاد مرافقه وإصابة ابنه وأحد مستشاريه وبعض حراسه ، وصفته الفضائية الفلسطينية على أنه تمثلية حمساوية !!

قد نجد العذر لإذاعتي الشباب والحرية فيما يبثانه من مواد تحريضية ضد حماس ومناصري حماس .. فهاتان الإذاعتان أولاً وأخيرا تحصلان على تمويل مباشر من الشيطان دحلان .. لكن قناة تلفزيونية يتلقى موظفوها ميزانية من قوت الشعب .. ثم تمارس هذا التحريض الرخيص وتسمي نفسها قناة فلسطين !.. فهذه ليست إلا قناة دم !

 
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....