الإثنين 12/مايو/2025

بريطانيا تقود مؤامرة التحالف الصهيوأمريكي لإشعال حرب أهلية فلسطينية

عمر نجيب
يظهر أنه لا حدود لإستهتار ساسة الولايات المتحدة وبريطانيا الحاليين بسيادة الدول وبالقوانين والأعراف الدولية، ولإصرارهم كذلك على مواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعوب رغم الانكسارات التي تكبدوها في العراق وأفغانستان ولبنان.
 
في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة سنة 1967 هناك أزمة سياسية بين الرئاسة الفلسطينية وشخصيات من حركة فتح من جهة، والحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس من جهة أخرى. الحكومة المنتخبة والحائزة على الأغلبية البرلمانية في انتخابات ديمقراطية بشهادة العالم أجمع تعارض محاولات الرئاسة وجزء من حركة فتح للإنقلاب على الشرعية بالدعوة لإنتخابات مبكرة في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لأحد أبشع أنواع الحصار والتجويع والقتل خاصة منذ انتخابات شهر يناير 2006 من طرف اسرائيل وتحالف قوى غربية متشبعة بالفكر الإستعماري الصليبي .

الخلاف الفلسطيني أمر داخلي ولكن
التحالف الصهيوأمريكي يصر على التدخل ويدفع أطرافا معينة داخل الأرض الفلسطينية الى حرب أهلية من أجل تنفيذ مخططاته واجهاض النهضة ومحاولات القوى الوطنية المخلصة التخلص من مسلسل التنازلات عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني .

يوم الإثنين
وخلال زيارته لمدينة رام الله بالضفة الغربية، دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المجتمع الدولي الى دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اعقاب دعوته لعقد انتخابات مبكرة. وقال بلير في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس عقب محادثاتهما “اذا كان المجتمع الدولي يعني حقا ما يقوله بشأن دعم من يتشاركون الرؤية في حل الدولتين، وفي الاعتدال، وفي التكاتف من اجل تحمل مسؤولياتهم فإن الوقت الأن هو المناسب للمجتمع الدولي لإظهار هذا الدعم”. واضاف “اعتقد ان هذا حيوي وعاجل في الاسابيع المقبلة “.
وامعانا في التحريض اضاف بلير “نحن مستعدون للقيام بكل ما في قدرتنا لاعطائكم الوسائل لتحقيق ما تتمنونه لشعبكم” معتبرا ان خطاب عباس يوم السبت عن الإنتخابات المبكرة شكل “منعطفا “.

بلير الذي تقاطع بلاده حكومة حماس وتقف في صفوف اعدائها
وتحاربها اقتصاديا وماديا وتحاول تخريب مسيرتها والإطاحة بها بسبب رفضها الإعتراف باسرائيل والاتفاقات المبرمة سابقا أو التخلي عن الكفاح المسلح حتى يتم تحرير الأرض الفلسطينية، فضح بتصريحاته السابقة مخطط حكومته في نطاق التحالف الأمريكي الإسرائيلي من أجل اسقاط الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وتوفير سند غربي لشن حرب بين الفلسطينيين لتصفية حركة المقاومة الإسلامية. بريطانيا التابع الأمين للمحافظين الجدد في واشنطن وصهاينة تل أبيب، تريد أن تنجز بأيدي بعض الفلسطينيين ما عجزت عنه آلة الحرب الإسرائيلية خلال ال19 سنة الماضية وهو عمر الحركة التي أسسها الشيخ أحمد ياسين .

بلير وهو يحث على الحرب الأهلية بعد أن شارك في حملة تجويع وحصار وقتل
الشعب الفلسطيني، لم يستح أن يتحدث عن مبادرة جديدة لعملية السلام في الشرق الاوسط   أو عن “الآمل ان يتمكن في الاسابيع المقبلة ان يضع مبادرة تسمح خصوصا بدعم التنمية واعادة الاعمار للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني “.

دول الإتحاد الأوروبي
منقسمة على نفسها فيما يخص المحاولات الهادفة الى جرها الى مخطط اشعال حرب أهلية فلسطينية تتيح تمرير مشروع الكانتونات الفلسطينية تحت أسم دولة. وفيما يقود البريطانيون علنا، ومعهم منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا معسكر الدول المؤيدة بشكل تام وغير مشروط لخطط وتحركات الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فان دول أخرى والمفوضية الأوروبية ولعوامل مختلفة تشكك فى الإستراتيجية المعلنة من قبل سولانا وتوجه إليها انتقادات مباشرة وصريحة .

وفى محاولة للتخفيف من التناقضات
التى ظهرت منذ القمة الأوروبية الأخيرة فى صفوف الاتحاد الأوروبى اجتهدت الرئاسة الدورية الأوروبية التى تتولاها فنلندا فى بلورة موقف يرضى كافة الأطراف، و دعت فى بيان اختيرت كلماته بدقة الفلسطينيين إلى الالتزام بالهدوء”!” ووضع حد للنزاعات المسلحة والعمل من اجل بلورة وحدة وطنية واستئناف العملية السلمية .
وقال بيان الرئاسة الدورية ان هذا الخيار يمثل السبيل الوحيد لتحسين الموقف الإنسانى والوضع الاقتصادى المستمر فى التدهور داخل الأراضى الفلسطينية .
وذكر البيان بدعم الاتحاد الأوروبى للجهود الرامية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية و استعداه للتعاون مع اية حكومة شرعية تلتزم بمبادئ اللجنة الرباعية .
وذكر البيان ان الاتحاد الأوروبى يأمل ان تستمر جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية بالرغم من الدعوة التى اصدرها الرئيس الفلسطينى لتنظيم انتخابات مبكرة .

وقد حرصت مفوضة العلاقات الخارجية بينيتا
فيريرو فالدنر على الرد على موقف سولانا وبلير ودعت الفلسطينيين إلى “حل خلافاتهم بطريقة سلمية”. وقالت تعليقا على خطاب عباس “إذا كان ذلك سيفضى الى حكومة وحدة وطنية او انتخابات، فهذا شأن داخلى فلسطيني “.

تدخلات بلير وسولانا وغيره من بعض
الأوروبيين وواشنطن وتل ابيب ودعمهم السريع لمبادرة عباس، اعتبرها العديد من الدبلوماسيين افراغا لها من كل مصداقية، كما انه وخارج هذه المضاربات فان رهان عباس نفسه غير مضمون العواقب وحتى ان جرت الانتخابات فانه ليس من المؤكد ان تسفر عن معادلة جدية تسمح بتطبيع تلقائى للعلاقات الفلسطينية الأوروبية مثلا .
ولا ترتبط مواقف التشكيك الأوروبية فى خيارات الجهات الداعمة لعباس بما سيرتب عليه ذلك داخل الاراضى الفلسطينية فحسب بل فى مجمل المنطقة .

حركة المقاومة الإسلامية حماس رفضت
تدخل بلير في الشؤون الفلسطينية الداخلية، داعية إياه إلى احترام إرادة الشعب الفلسطيني. وقال فوزي برهوم الناطق بإسم الحركة في تصريح صحفي “نؤكد لرئيس الوزراء البريطاني أن سياستنا معروفة لدى الجميع، إننا لن نقبل بشروط الرباعية ولن نعترف بالكيان الصهيوني، نعلن ذلك على الملأ وفي الغرف المغلقة لا نخشى في ذلك لومة لائم”. وأضاف “إن الدعوة لانتخابات تشريعية جديدة لا تستند إلى إطار قانوني ، داعياً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تغيير موقفه من دعوته لإجراء انتخابات تشريعية “حتى لا تزيد الأوضاع فرقة “.
وقال برهوم إن على عباس أن يعطي أولوية للسلم الاجتماعي، في حين أن الجميع توافق على وقف إطلاق النار ونزع فتيل الأزمة، مجددا دعوة حركة “حماس” للعودة إلى الحوار وتعزيز إرادة الشعب الفلسطيني التي قالها في يناير الماضي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات