من يُنقذ السفينة الفلسطينية من الغرق ..؟؟؟

تذكرون الحديث النبوي الشريف عن القوم الذين ركبوا في سفينة ٍ ، فاقتسموا ، فصار لكل رجل ٍ منهم موضع ٌ، فنقرَ رجل منهم موضعه بفأس ٍ ، فقالوا له : ما تصنع ُ..؟ قال : هو مكاني أصنعُ فيه ما شئتُ ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فإن أخذوا على يده نجا ونجوا ، وإن تركوه هلك وهلكوا … ” .

ذلك بالضبط ما يحصل على السفينة الفلسطينية ، الرئيس محمود عباس يقول هذه رئاستي وأنا حرٌ أصنع بها ما أشاء ، أدعو لإنتخابات مبكرة ولو رفضها كل ركاب السفينةالفلسطينية من أمين سر فتح فاروق القدومي وكل من معه من الفتحاويين ، إلى حركة حماس التي أفرزتها صناديق الإقتراع في أنزه إنتخابات شهدت أعلى مشاركة شعبية الفصيل الأقوى على الساحة الفلسطينية ، إلى حركة الجهاد الإسلامي ، إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، إلى الجبهة الشعبية – القيادة العامة ، إلى كتائب التوحيد الفتحاوية ، إلى لجان المقاومة الشعبية الآتية من فتح ، إلى مصطفى البرغوثي وتياره في المبادرة الوطنية ،إلى غالبية أعضاء المجلس التشريعي من حماس ومن غير حماس بمن فيهم نائب رئيس المجلس حسن خريشة ، إلى فصائل العمل الفلسطيني ونشطائه في مخيمات الشتات وفي بلاد الإغتراب ، إلى …. إلى …. إلى …….

هذه رئاستي ، وأنا حرٌ أقود بها السفينة الفلسطينية كما أشاء ، أخرق الإجماع الوطني الفلسطيني كما أشاء بفأس الدعوة اللاقانونية واللادستورية واللاشعبية لإنتخابات مبكرة ، وألتف ُّ على خيار الشعب الفلسطيني الذي لم يمض ِعليه عشرة أشهر كما أشاء ، أخوِّن أشرف ركابها وأتـَّهمهم بأنهم ” مهربون ” كما أشاء ، وأءتمن كما أشاء الذين نهبوا أموال الشعب الفلسطيني ليبنوا بها القصور والفلل والأبراج في العواصم العربية والخليجية والأوروبية .

هذه رئاستي ، وأنا حرٌ أصنع بها ما أشاء ، الهث وراء لقاء مع أولمرت أو بوش أو غونداليزا كما أشاء ، وأصفق باب رئاستي في وجه رئيس حكومة ووزراء شعب السفينة الفلسطينية ونوابها وفصائلها كما أشاء .

هذه رئاستي ، وأنا حرٌ أصنع بها ما أشاء ، أسمح كما أشاء لحرس رئاستي وأجهزتي الأمنية ليغمضوا عيونهم ويصموا آذانهم عن الفلتان الأمني الذي يحرق ويخرِّب مبنى رئاسة الوزراء ومبنى المجلس التشريعي ومباني الوزارات والمؤسسات والمدارس والجمعيات وسيارات الوزراء والنواب وبيوتهم .

هذه رئاستي ، وأنا حرٌ أصنع بها ما أشاء ، هذا منطق مرفوض يوشك أن يغرق السفينة الفلسطينية ، وعلى الرئيس محمود عباس أن يستوقفه هذا الرفض الكاسح لمنطقه اللامنطقي واللامعقول واللامقبول ، هذه رئاستي ، وأنا حرٌ أصنع بها ما أشاء ،  وإذا اصرَّ الرئيس عباس على خرق السفينة الفلسطينية بفإس قراره التفجيري بالدعوة لإنتخابات مبكرة ، فليس لأحد كائنا من كان أن يلوم ركاب السفينة الفلسطينية من فتحاويين لم تلوثهم نجاسة أوسلو وحماسيين وجهاديين وجبهويين وغيرهم من الغيورين إذا أخذوا على يد الرئيس عباس لينجوا وينجو هو معهم ، قبل أن يُغرق قراره السفينة الفلسطينية فيهلك ويهلكوا معه ، وتهلك القضية الفلسطينية ، وهذا ما يخطط له الصهاينة والمتصهينون الأمريكان والأوروبيين الذين إندفعوا بحماس شديد لدعم قراره بعد سويعات من إعلانه .

حمى الله فلسطين ، وقضية فلسطين ، وشعب فلسطين .