الإثنين 12/مايو/2025

الفيروس العربي !!!

هاني البرغوثي
في كل مرة نواجه جهاز الحاسب الآلي، سواء نجلس للعمل أو المتعة ومتابعة الأحداث والمتغيرات من خلال روابط الشبكة العنكبوتية، نكون قلقين ونتابع ونبحث عن أفضل برامج الفيروسات لحماية أجهزتنا. ولكننا لم نفكر يوماً بالتظاهر أو الكتابة لمصممي برامج الفيروسات، بأن يعملوا جهدهم، لإيجاد برنامج فيروسي لحماية حكامنا زعمائنا العرب، الذين امتلئوا بفيروسات الخيانة والظلم. لو أننا حصلنا على برنامج من هذه البرامج لاستطعنا مسح هؤلاء الخونة والقتلة، فهم يعيثون في الأرض فساداً ويزرعون بذور الفتنة في أوطاننا، وأقل ما نستطيع عمله، بثورة تلغي الأوبئة الخبيثة التي تتوغل في أعماقنا بسببهم، ونعزلهم بحجر صحي في زاوية(QUQRANTINED )، حتى لا يعكروا صفو حياتنا اليومية، ونحفظ أجيالنا القادومة من بلائهم، ونحرث الأرض الطيبة ونرشها بسماد يطهرها من آثارهم وبذروهم الخبيثة، ونزرع غيرها بأرضنا، لتنبت أجيالاً صالحة، تخلو جيناتها من الذل والهوان، وأوبئة حكامنا المنصبين.

ما جرى من محاولة اغتيال فاشلة للشيخ هنية على بوابة الوطن المثخن بالجراح، تدل على أن في فلسطين زمرة فيروسية أوسلوية عباسية، ولا أعني بالعباسية الدولة، بل بعباس الذي أصيب بداء لا شفاء منه، ونشره لمن يحيطون به، وهذه الزمرة تحاول قتل ما بداخل الوطن من خير وحب للوطن لتحريره من بني صهيون. عندما اتهمت حماس دحلان بمحاولة الاغتيال، قامت زمرة عباس كلها مدافعة عن دحلان، بتصريحات بدأت من صائب عريقات، الذي يلهث وراء الشهرة والمال، وكذلك السيد العابس في خطابه، وفوجئنا بظهور دحلان على التلفاز الفلسطيني، ليقول أن المدافعين عنه، لا يتفوهون صدقاً، حيث أشار في حديثه، كما ذكره المركز الإعلامي الفلسطيني على الشبكة المعلوماتية، أن محاولة اغتيال هنية “شرف لا أدعيّه”. عجباً أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من الانتراكس، ولكنها تنشرها في فلسطين عن طريق “دحلان- انتراكس”، والأدهى أن بوش معجب بهذا الولد الانتراكسي،لأنه يسير مصالح نظامه السياسي بفلسطين!.

أما السيد عباس فقد فجر قنبلته الجرثومية، بالدعوة لانتخابات مبكرة، فوجدت الحضن الدافىء من بريطانيا وامريكا واسبانيا لتبنيها، وها نحن نرى أن المعارضة العباسية لحماس تجد ترحيباً ودعماً كبيراً بالغرب، بعكس ما يحدث في لبنان، فالمعارضة اللبنانية متهمة بكل الخروقات، وتواجه باستنكار من الدول الغربية.

تغيرت المفاهيم وانقلبت الموازيين، وأصبح المقاوم للاحتلال “إرهابياً” كما هو الحال في العراق، والخائن وطنياً في أفغانستان، والشريف لصاً في فلسطين، فمحاولة الشيخ اسماعيل هنية إحضار الأموال من الخارج لإطعام الفلسطينيين المحاصرين من زعمائنا قبل رؤوساء الغرب تهمة له والعياذ بالله وسرقة وتهريب.

وإني أتوجه إلى الكتاب وأصحاب الأقلام الحرة العربية، بأن يقوموا بتوعية القارىء العربي ثقافياً ووطنياً في زمن التخاذل العربي، لأننا بأمس الحاجة إلى مقاومة الفيروسات العربية. و في نظري أن تبدأ المقاومة خطواتها مع الشعب العربي المكافح منذ الولاده .. وحتى الممات ، فالمقاومة سلاح العيش والبقاء ، ولكننا نعيش في زمن أصفه بكلمتين << البقاء لله >> .

زعماؤنا بغطرستهم يفرضون علينا حب الحياة الذليله ، ويثقفوننا بثقافة الذل والهوان ، والقابض على الشرف والكرامة في أيامنا هذه ، كالقابض على جمرة من نار ، وعدو للحكام ، لأننا نسير غير طريقهم ، وننتهل من نهج ثقافة المقاومة .

وبرأيي فإن المقاومة بدأت ثقافتها الأبتدائية مع أول حجر من حجارة انتفاضة أطفال الحجارة الأولى في فلسطين ، ثم تبعها تحرير الجنوب اللبناني لتنال شهادة التخرج من الأعداديه ، ونالت شهادة الثانوية مع انتفاضة الأقصى ، وحصلت على البكالوريوس بانتخابات حماس ، والماجستير كان بوعد حسن نصرالله الصادق ، وبالأقلام والبنادق ، ومقاومة فلسطين ولبنان والعراق مجتمعة تحت راية العقل السليم والتحرير ، سنحمل بإذن الله مرتبة الدكتوراه في ثقافة المقاومة ، ونضج العقول العربية …

تورونتو – كندا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات