الجمعة 05/يوليو/2024

هل من مخرج؟

هل من مخرج؟

  صحيفة البيان الإماراتية

عمليا لن يتمكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن من إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بصرف النظر عن دستورية أو عدم دستورية عملية انتخابية كهذه. إذ كيف يتسنى من الناحية العملية إجراء انتخابات داخل مشهد اقتتالي ينتظم أراضي غزة والضفة؟

هذه الملاحظة مبنية طبعاً على فرضية بأنه بينما تتصلب رئاسة السلطة و«فتح» عند قرارها بالإصرار على إنفاذ العملية الانتخابية فإن الحكومة و«حماس» تتصلب بنفس القدر عند موقفها برفض الانتخابات حتى قبل أن يصدر الرئيس أبو مازن مرسوماً رئاسياً بإجراء الانتخابات – كما ينبغي أن يفعل – كإشارة رسمية للشروع في الإجراءات ابتداء من عملية إحصاء وتسجيل الناخبين وإعداد القوائم وانتهاء بتوجه الجماهير إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم دخلت قيادات وكوادر كل من فتح وحماس في تبادلات مناوشات دموية .

وبالطبع فإنه إذا شرعت أجهزة السلطة الرئاسية في الترتيبات الميدانية الانتخابية فإن من المحتم أن تتصاعد هذه المناوشات ويتسع نطاقها لتبلغ مستوى حرب أهلية شاملة. فكيف يمكن عملياً إجراء انتخابات داخل مشهد قتالي كهذا؟ كم تكون في هذه الحالة نسبة الناخبين الذين يتوفر لديهم الأمن والرغبة للتوجه إلى مراكز الاقتراع وسط معارك دامية بين قوات فتح وقوات حماس تستخدم فيها البنادق الرشاشة وقذائف الهاون كحد أدنى؟

المشهد الفلسطيني بلغ الآن ذروة الاستقطاب الحاد .

ليس وارداً – على الأقل حتى هذه اللحظة – أن يلغي أبو مازن قراره بإجراء الانتخابات. وبنفس الوقت ليس وارداً أن يتخلى قادة حماس عن قرارهم برفض الانتخابات .

إذن فإن الخيار الأوحد المتبقي لدى كل من الفريقين هو اللجوء إلى السلاح لحسم الخلاف بينهما.. أي تطوير ما يجري حالياً من محاولات اغتيال هنا وهناك وهجمات محدودة غامضة إلى مستوى حرب مكشوفة وشاملة .

ولكن إذا اشتعلت فعلاً مثل هذه الحرب الأهلية فإن «توازن القوة» بين الجانبين لن يسمح لأحدهما بالفوز بصورة حاسمة – ما لم تتدخل “إسرائيل” لدعم قوات فتح إذا تراءى لها في مرحلة ما أن فتح باتت على وشك تلقي هزيمة نهائية .

والسؤال الذي يطرح هو: هل حتمية الحرب مؤكدة فعلاً؟

بمعنى أليس هناك أي خيار آخر على الإطلاق لحسم الخلاف السياسي بين فتح وحماس؟

الإجابة عن هذا التساؤل تفرز تساؤلاً آخر: ما هو جوهر الخلاف؟

جوهر الخلاف هو مسألة الاعتراف ب”إسرائيل”.

ماعدا ذلك – فك الحصار وتشكيل حكومة وحدة وطنية – فهو مسائل عرضية أو ثانوية .

وهنا يطرأ تساؤل آخر :

لماذا لا يتوافق الطرفان على الاستيعاض عن العملية الانتخابية بإجراء استفتاء شعبي محدود ليقول جمهور الناخبين الفلسطينيين رأيهم في مسألة الاعتراف ب”إسرائيل” تحديداً إما بالموافقة أو الرفض؟

المعضلة هنا هي أن الرئيس أبو مازن يعتبر أن الاعتراف ب”إسرائيل” هو جوهر اتفاق أوسلو وأن اتفاق أوسلو بمثابة كتاب مقدس أخذ لدى منظمة التحرير الفلسطينية مكان «الميثاق الوطني» الذي جرى تمزيقه فصار نسياً منسياً .  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...