الجمعة 05/يوليو/2024

وظلم رفاق الخندق أشد مرارة وقسوة!!

وظلم رفاق الخندق أشد مرارة وقسوة!!

صحيفة الشرق القطرية

المشهد على الساحة الفلسطينية يثير العجب والغضب والمرارة والألم، الدماء تنزف بغزارة من قلب الوطن، والقدس زاد جرحها اتساعاً وعمقاً، تخيلوا معي أيها السادة، رفاق الخندق يتقاتلون، تلك أضحت حقيقة لا خيالاً، وواقعاً لا كابوساً، الشاعر العربي قال يوماً: وظلم ذوي القربى أشد مرارة، فيما بالك بظلم شركاء النضال وإخوان الكفاح، عندما ينقلب الصديق عدواً، وهو يعرف كيف يضرك ويؤذيك ويسدد رصاصاته إلى سويداء القلب الحزين .

تلك هي الحقيقة المؤلمة التي واجهناها خلال الأيام الماضية عندما بدأت أضواء النصر تتلألأ، وعندما بدأ الحصار ينكسر، كان الصديق لا العدو يقف بالمرصاد ليوجه طعنة في الظهر.. كان الصديق يقف على معبر رفح يمنع إسماعيل هنية العائد من جولته العربية الناجحة يحمل مالاً يسدد به الرواتب ويسد به رمق الجائعين .

كان الصديق يقف على معبر رفح يحكم الحصار الذي أوشك أن ينكسر، ثم يوجه بندقيته الآثمة إلى القائد العائد للشعب الصابر بآمال النصر، وبعض المال الذي حمله له ممن يحبون شعب فلسطين، ويحلمون مثله بالنصر والتحرير، فمنعه من أن يدخل بالمال، لكنه لم يستطع أن يمنع دخوله بالآمال .

الرحلة الناجحة

كسب هنية في رحلته تأييداً شعبياً ورسمياً واسعاً لشعب فلسطين ومساندة لقضيته العادلة، ورفضاً للحصار الظالم المفروض عليه، لقد كسب في رحلته ما تعجز عن تحقيقه حملات العلاقات العامة والدبلوماسية العامة والحملات الإعلامية التي تكلف مئات الملايين .

في الوقت نفسه لقد اتضح أن العرب سوف يكسرون الحصار، فلقد حصل إسماعيل هنية على وعد كريم من أمير قطر بتسديد رواتب الموظفين في مجال التعليم والصحة، وكانت تلك بداية الغيث العربي والإسلامي الذي كان يمكن أن ينهمر على شعب فلسطين فيقوّى ساعده ويشد عزيمته، لكن الرفاق نقموا على إسماعيل هنية هذا النجاح وحسدوه وبغوا عليه وحاولوا اغتياله، حاولوا أن يمنعوه من العبور إلى فلسطين وهم يعرفون جيداً أن شعب فلسطين ينتظره بكل شوق، وعندما عجزوا أيقظوا الفتنة النائمة، وأرادوا أن يشعلوا الحرب الأهلية التي لن تحقق سوى مصلحة العدو الإسرائيلي الذي عجز عن قهر إرادة شعب فلسطين، ولم يستطع أن يوهن إرادته .

لقد حرصت كل الفصائل لزمن طويل على أن يظل الدم الفلسطيني حراماً، وعلى أن يظل السلاح الفلسطيني موجهاً نحو العدو، وعلى أن يظل الهدف هو تحرير فلسطين، لكن من كسر هذا الالتزام؟ !!

الشعب الفلسطيني يملك من الوعي ما يمكنه من معرفة الإجابة بوضوح، وهو لن يغفر لمن استباحوا دم الفلسطينيين، شعب فلسطين يعرف من أرادوا أن يضيعوا فرص الانتصار، ويثيروا الفتن إرضاء للأعداء وتلبية لرغباتهم وإطاعة لأوامرهم وخصوصاً لإملاءاتهم وشروطهم .

صفقة الأسرى

إن هناك معلومات تشير إلى أن شعب فلسطين -بقيادة حكومة حماس – يوشك أن يحقق إنجازاً تاريخياً مهماً وهو صفقة الأسرى، وأن “إسرائيل” ستخضع في النهاية لشروط حماس التي تصر على تحرير 1800 أسير ينتمون إلى كل الفصائل دون تفرقة .

كان الرفاق يعرفون أن هذا الإنجاز سيزيد شعبية حماس وسيؤكد قيادتها التاريخية للمقاومة الفلسطينية، ولكفاح شعب يريد الحرية والاستقلال، صفقة الأسرى في مراحلها الأخيرة تحتاج إلى بعض الصبر و”إسرائيل” تعرف مغزى وأهمية هذا الإنجاز بالنسبة لحماس، وهي لا تريد أن تعطيها شرف تحرير الأسرى، لكنها ستخضع رغماً عنها، وستضطر إلى قبول الصفقة، وحماس تعرف ذلك وهي تصر على شروطها بناء على قراءة حقيقية للواقع، الصفقة بشروط حماس تحتاج إلى مجرد صبر ساعة، وما أجمل ذلك اليوم الذي سيعود فيه الأسرى الأبطال إلى بيوتهم وأسرهم أحراراً .

ومثيروا الفتنة الذين يدعون كذباً الانتماء إلى فتح وهي بريئة منهم أرادوا أن يثيروا الفتنة قبل أن تحقق حماس إنجازها التاريخي، وأن يضيعوا على شعب فلسطين فرصة تحرير أسراه .

حكومة الوحدة

انطلاقاً من الإيمان بمبدأ وحدة الشعب الفلسطيني المناضل لتحرير أرضه أصرت حماس منذ اليوم الأول لفوزها في الانتخابات على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الفصائل، وأن تقوم على التعاون بين هذه الفصائل لتحقيق الأهداف الكبرى لشعب فلسطين، وشعب فلسطين يعرف من الذي منع تشكيل حكومة الوحدة وأصر على إفشال حكومة حماس وشارك في فرض الحصار عليها!! كانت كل محاولات حماس لتشكيل حكومة الوحدة تواجه بعناد رفاق الخندق من الفتحاويين الذين يصرون على أن تعترف حماس “إسرائيل”، وهم يعرفون أن هذا مستحيل ويتعارض مع مصلحة الشعب الفلسطيني ويتناقض مع البرنامج السياسي لحماس ومع التزاماتها المبدئية، أصر الفتحاويون على وثيقة الأسرى، وعندما قبلتها حماس كأساس للوفاق الوطني رفضها الفتحاويون، وهناك الكثير من المعلومات التي تؤكد أن الضغوط الأمريكية قد لعبت دوراً مهماً في إفشال كل محاولات تشكيل حكومة الوحدة .

استخدم الفتحاويون حججاً مختلفة في رفض حكومة الوحدة وإفشال المفاوضات، منها أنهم يريدون حكومة تكنوقراط بحيث تشكل من شخصيات ليس لهم انتماءات سياسية، فكيف يمكن الحصول على شخصيات لا شأن لها بالسياسة في شعب له تاريخ طويل في النضال والكفاح لتحرير أرضه، وحتى لو وجدنا شخصيات من هذا النوع فكيف يمكن أن تحصل حكومة التكنوقراط هذه على ثقة مجلس مكون من نواب لهم انتماءات سياسية وبرامج واضحة؟ !

الانتخابات المبكرة

لقد حصلت حماس على الأغلبية في انتخابات شهد العالم بنزاهتها، وتعبر بصدق عن إرادة الشعب الفلسطيني، ولذلك فإن الانتخابات المبكرة هي انقلاب على إرادة الشعب الفلسطيني، وهذا الانقلاب لا يجيزه الدستور، ويأتي نتيجة لاملاءات خارجية .

هذه الانتخابات المبكرة هي محاولة لهندسة الواقع الفلسطيني كما تريده أمريكا و”إسرائيل”، ونحن نفهم أن تكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة على أساس أن نتيجة الانتخابات البرلمانية تجب ما قبلها، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني قد اتجه لاختيار التيار المقاوم الذي يتمسك بثوابت هذا الشعب ولذلك فإن المنطق يقول إن هناك حاجة لإعادة انتخابات الرئاسة باعتبارها الانتخابات الأقدم أو الانتخابات المنسوخة، هذا بالإضافة إلى عدم إمكانية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الوقت نفسه، وهناك ما هو أخطر من ذلك هو أن أمريكا و”إسرائيل” لن تسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة كما حدث في المرة السابقة، وستمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الانتخابات والتعبير عن إرادته الحرة وربما يكون ذلك الاحتمال هو ما أدى إلى هذه الدعوة للانتخابات المبكرة .

هناك من ردد على شاشات التليفزيون سؤالاً يقول: ولماذا تخاف حماس من الانتخابات المبكرة إذا كانت واثقة من الفوز؟ وأضاف: أن حماس ترفض هذه الانتخابات لأن الشعب انصرف عنها لأنها فشلت في دفع الرواتب .

ومن يقول ذلك لا يفهم الشعب الفلسطيني ولا يعرفه، فعندما احتفلت حماس بعيد تأسيسها التاسع عشر خرجت غزة كلها لتحتفل بهذا التأسيس.. هل رأيتم الجماهير التي احتشدت لتستمع إلى قادة حماس وهم يؤكدون على الالتزام بعدم الاعتراف ب”إسرائيل” وعلى الإصرار على الكفاح لتحرير فلسطين، أكثر من مليون مواطن تجمعوا ليعبروا عن حبهم لحماس .

ومن المؤكد أنهم سيصوتون لحماس في كل انتخابات قادمة، هذا الحشد الجماهيري كان عملية استفتاء على قيادة حماس واقتراعاً شعبياً بالثقة في رموزها .

في هذا الحشد قال هنية: لقد التحقنا بحماس لنكون شهداء لا لنكون وزراء، ولقد قدمت حماس الكثير من الشهداء، وهي تعد كوادرها وقادتها ليكونوا شهداء وليعبروا بشهادتهم عن إصرار شعب فلسطين على تحرير أرضه، حماس لا تخاف من الانتخابات المبكرة، فمن المؤكد أنها ستحصل على نسبة أكبر مما حصلت عليه في الانتخابات السابقة، لكنها تصر على عدم تضييع جهد الشعب الفلسطيني وطاقته في انتخابات جديدة غير شرعية وليس لها ضرورة .

والفصائل الفلسطينية كلها ترفض هذه الانتخابات بما فيها شرفاء فتح بقيادة المجاهد الكبير فاروق القدومي صاحب المواقف الشريفة .

لقد كشفت الدعوة إلى الانتخابات المبكرة أن شعب فلسطين بكل فصائله المقاومة يمكن أن يتوحد ضد الضغوط الخارجية، وأنه عندما يقرر إجراء انتخابات جديدة، فإنها لابد أن تنبع من مصلحة عامة مشروعة للشعب كله، وأن يكون هناك ضمانات حقيقية لإجراء انتخابات لا تقل نزاهة وحرية عن الانتخابات السابقة .

شعب فلسطين يعرف أن حماس هي القيادة الحقيقية لكفاحه وجهاده وأنها الأمينة على ثوابته الوطنية، وأنها الحريصة على حرمة دم أبنائه، وأنها لن توجه سلاحها إلا إلى العدو الإسرائيلي، ولذلك فإنه سيمنحها ثقته ويصوت لها في كل انتخابات قادمة .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...