الإخوة الأعداء

من الملاحظات المثيرة للشفقة في احتراب الإخوة على أرض فلسطينية محاطة من كل الجوانب باحتلال لايعرف فرقا بين فلسطيني وفلسطيني إلا بمقدار ما يقدمه من إذعان ورضوخ لهذا الاحتلال الذي لا تفرق صواريخه والة حربه بين فلسطيني وآخر، هي تلك التي أظهرتها أيام “الحرب” التي أُدخل فيها الفلسطيني في مربع التحول إلى “الإخوة الأعداء” في استشراس على نقل المعركة إلى شوارع غزة والضفة وممارسات الفاكهاني في اعتبار كل طرف يملك جمهوريته الخاصة…
من غير المفهوم، وهي ظاهرة عربية ندعي أنها غير مفهومة وهي في واقع الأمر مفهومة، أن يشتد بأس المقاتل في مواجهة من يفترض أنه أخ في الوطن والنضال… فمن المخزي والعار أن تستنفر كل تلك القوة المسلحة بشتى أنواع الاسلحة لترويع الشارع الفلسطيني الذي يعيش حالة من الحصار لم يشهدها في تاريخه…
وإذا أردنا الدخول في بعض الملاحظات المخزية التي تحمل التأويل والاستفسار أكثر من الاتهام فلنا أن نلاحظ الاتي:
– أين كانت كل تلك الاسلحة في مواجهة الاقتحامات الاحتلالية ومحاصرة المباني لاعتقال مطلوب؟
– كيف يتم اقتحام مخيم جنين بشكل شبه يومي بينما رأينا جيشا من المسلحين في بهرجة إعلامية يتباهى من خلالها هؤلاء بسلاحهم تحت سمع ومرأى الاحتلال؟
– ما هو الاختلاف بين أن تقوم قوات المستعربين باعدام ميداني وغير شرعي للمسلحين الفلسطينيين وبين أن تقوم قوات فلسطينية بقطع الطرقات وإطلاق النار متعمدة لقتل هذا وذاك إنتقاما أو بقرار غير مفهوم الاسباب؟
– كيف يصمت الرئيس عباس على الادعاءات الصهيونية والامريكية بأنها زودته وستزوده بالعتاد والاسلحة، أليس من الاجدر برئيس كل الفلسطينيين أن يخرج على شعبه ليرفض او ليفند صب الزيت على النار والاصطياد في الماء العكرة من قبل قادة الاحتلال؟
– ألا يُدرك المتحاربون بأن الصورة البشعة التي تقدم عن النضال الفلسطيني ستؤدي لا محالة الى فقدان التعاطف الدولي، على قلته، مع قضية الشعب الفلسطيني وبأن الرسالة المقدمة لأكثر من 10 ملايين فلسطيني صورة تحول النضال إلى مجرد تجارة فئوية وفصائلية ضيقة؟
– ألا تدرك فتح بأنها تعاني أزمة داخلية منذ ما قبل رحيل الرئيس عرفات، وبأنها كانت تحتاج لعلاج جذري لحالة الشللية التي زُرعت داخلها منذ سبعينات القرن الماضي… وبأنه لا يمكن الطبطبة والتمويه على تلك الأزمات التي حولت مثلا شخصيات تاريخية على هامش الحركة ومنهم فاروق قدومي الذي جرت حرب طاحنة لسحب صلاحياته؟
– الادعاء القائل بأن أوسلو “البغيضة” على حد تعبير الرئيس عباس هي السقف والمظلة يجعل الامر متناقضا مع الحديث المستمر عن المنظمة ومرجعيتها؟
– وبما أننا نتحدث عن المنظمة، فما الداعي لأن تبقى المنظمة ومؤسساتها تراوح مكانها رغم خروج المناضلين علينا ببرنامج القاهرة… فهل الأمر مقصودا… إننا وبحسن نية لا ندعي ذلك ولكننا نتساءل عما إذا كانت حاضنة القضية والشعب الفلسطيني تحتاج الى كل هذا التغييب والتهميش… وإرجاء انتخاب مجلسها الوطني المعبر عن كل الشعب الفلسطيني؟
– ليسمح لنا السيد عباس ، وهو الرئيس في حالة كل كلمة يقولها، أن نقول له ليس من المنطقي أبدا أن يقول ما قاله عن حق العودة … وحقه الشخصي بعدم رغبته بالعودة .. فقضية بهذه الخطورة لا يمكن إلا أن توثق وترسل إشارات خاطئة للشعب والعدو الذي يطالب باسقاط حق العودة…
– أما قصة الاحتكام إلى الشارع فهذه قضية تستحق الكثير من التدقيق، فكيف تسمح قوات الاحتلال لهذا دون غيره التجول وجمع المريدين بينما وزراء وقادة وطنييون يقبعون خلف قضبان الاحتلال…لا لشيئ إلا لأنهم قادة سياسيون… وفي المسألة ألف علامة إستفهام عن الدور الذي يقوم به الصهاينة لتقسيم الشعب الفلسطيني وتشويه من تُسهل له تحركاته…
– قضية تهريب الاموال، وهذه تهمة ما كان على الرئيس عباس أن يطرحها لأنه يعلم تمام العلم بأنه ما من طريقة لا رسمية ولا غير رسمية لإدخال الأموال إلا بغض الطرف ومن ثم المحاسبة الداخلية، بدل إثارة الموضوع إعلاميا ومع سلطات الاحتلال… ويبقى أن نسأل عن دور حرس الرئاسة في المعبر فهل لا تستطيع تلك القوات أن تسهل دخول الأموال ولو عن طريق تقسيمها على الوفود المرافقة… أم أن هناك سياسة لمفاقمة الوضع وإيصال الناس بعذاباتهم “للكفر” بخياراتهم الديمقراطية..
– أين القانون الفلسطيني من التحريض على القتل وإدعاء البعض بأن الانتقام قادم ضد…. وضد…. الى آخر القائمة على طريقة التهديد بعمليات ضد الاحتلال بعد كل مجزرة … ثم مالذي يفعله النائب العام أمام قول عضو مجلس تشريعي بعد ما تعرض له رئيس الوزراء الفلسطيني عند معبر رفح بأن محاولة الاغتيال “شرف لا أنسبه لنفسي” ومن على فضائية فلسطين؟
– لو كان التحريض ضد الصهاينة لرأينا كلمة من متحدث باسم الرئاسة يندد بها… لكننا لاحظنا في خطاب الرئيس عباس تجنبه لكلمة واحدة كتعبير عن حسن نية لما تعرض له السيد هنية كرئيس وزراء للشعب الفلسطيني، بدل الغمز واللمز من طاقة تعرض الأطفال لتلك الجريمة البشعة التي لم يُعرف إلى الان منفذها…
– ظهور المقنعين في شوارع غزة بهذا الشكل المرعب والاعتداء على الوزارات والموظفين هل يخدم القضية ولو بواحد بالمئة أم أنه يزيد الاحتقان ويقرب من الفتنة التي لعب عليها الاحتلال؟
تلك ملاحظات لا يمكن إلا التوقف عندها ليجيب عليها أصحاب الشأن الذين تحولوا إلى ” الاخوة الاعداء” في حرب بالوكالة … فكل بيت فلسطيني فيه من الانتماءات السياسية والتنظيمية ما يفوق اية حالة عربية ، فهل يتوقع مخططي هذه الفتنة أن يصوب الأخ سلاحه على أخيه بسبب الانتماء التنظيمي… وتحويل القضية كلها إلى قضية رواتب ومحاصصة مادية… أإلى هذا الدرك يجب أن تصل أشرف وأطهر قضية عرفها التاريخ؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...