الأحد 11/مايو/2025

حماس والمحاور الإقليمية

أحمد قاعود
موقع حماس ضمن محاور إقليمية والارتباط بأجندة خارجية إيرانية تارة وسورية تارة أخرى، هو الموضوع الأبرز الذي يحتل مساحة كبيرة من صفحات الناقدين لحركة حماس ، بل أقول المشككين بنهج الحركة واستقلالية قرارها ولا أقول الناقدين لأن باب النقد قد وجد مكانة مصونة في أدبيات الحركة ، ولا يزيد النقد البناء الحركة إلا صحة واستقامة ضمن مشروع وطني كبير ، هذا المشروع قادر على استيعاب مختلف وجهات النظر ، لكن التشكيك باستقلالية القرار وربطه بخدمة مصالح خارجية يأتي ضمن سياق معرف ، له إطاره الزمني الدقيق ، إذ غايته الضغط على الحركة ودفعها للنزول عن قمة الهرم المتمثل بالثوابت الفلسطينية ، في ظرف يكون التنازل من حماس له قيمة عظيمة لم تتسنى لإسرائيل و أمريكا و المهرولين أن يحصلوا عليها من قبل.
 
هذا الظرف الذي تعيشه الحركة ناتج عن كونها صاحبة شرعية لا شك فيها ولا مراء ، ونادرا ولربما من المستحيل أن تجد مثيلا لتلك الشرعية للنظم العربية القائمة الآن ، من هنا تأتي إجراءات كثيرة جدا للضغط على حماس ، ومحاولة حصار قرارها السياسي أولا ، وفي سبيل ذلك كل شيء مسموح ، وكل الإمكانيات متاحة ، وكل الأطراف خارجيا وداخليا جاهزة للتنفيذ ، ومن تلك المحاولات مسألة ربط حماس بتحالفات إقليمية ، ليس الهدف منها سوى التأثير على قرار الحركة كما أسلفت آنفا.
 
من هنا باتت التوصيفات جاهزة للحركة وقادتها وما يصدر عنها من قرارات ، فكل أولئك أصبحوا أداة إيرانية وعصا سورية في المنطقة ، ولم تعد فلسطين تعني لهم شيئاً، هذا باختصار مجمل ما يقال في الأمر ، ولكن ماذا يمكن وصف تحالف الرئاسة مع أمريكا واسرئيل في أحكام الحصار على الحكومة الفلسطينية ، هنا وفي ميزانية الوطنية أضع على كفتيه صورتين ، أولاهما سمها ما شئت ، تحالف ، أو وحدة موقف ، أو حلف جمعه أن العدو واحد ، وحماس جزء من هذا الجمع التي رفضت الاعتراف باسرئيل ، وبالتالي كانت جزءا من محور الشر ، وهنا اعتقد بأن حركة حماس فهمت لعبة التوازنات الإقليمية ، ومدى امكانايتها الكبيرة لان تكون عنصرا فاعلا في هذه التوازنات خاصة بعد فوزها في الانتخابات والحضور الكبير لها في الشارع الفلسطيني ، وبالتالي فإن انخراطها في أي تكتل أو تحالف إقليمي لم يكن نتاج اتفاق ما قائم على تبادل مصالح معينة ، كما انه لم يكن نتاج احتواء الحركة وتجييرها لصالح تلك التحالفات بهدف تأجيج صراع إقليمي خدمة لهذا الطرف أو ذاك ، إنما كان ذاك الاصطفاف في سياقه الطبيعي ، حيث يأتي ضمن سياسة الحركة الهادفة إلى حماية الحقوق الفلسطينية من خلال تقوية جبهة معارضة ومناكفة للسياسة الأمريكية في المنطقة وبالتالي عرقلة المشروع الصهيوني ليس في فلسطين فحسب بل في المنطقة ككل.
 
وعليه إذا كان ذلك التحالف يدفع باتجاه عدم الاعتراف بإسرائيل فليكن ، ولتكن لسوريا وإيران مصالحهما ، وما العيب في ذلك طالما أنها لم تكن على حساب المساس بالحقوق الفلسطينية ، أو تعرقل المشروع التحرري الفلسطيني ، ولتكن النقطة الجامعة في هذا السياق هو ما يعرف بتاريخ الحروب والصراعات والتكتلات الدولية بما يعرف بتقاطع المصالح ، وهذا أمر وارد ، فقد استفادت منه حركة طالبان إبان حربها مع الروس ، هذه الكفة من الميزان ترجح بها حماس ، وتجند معها الآخرين دفعا نحو الحفاظ على الثوابت.
 
لكنّ في الكفة الأخرى شيئاً من هذا القبيل التحالفي ، وأيضا لك أن تسمه ما شئت ، تحالف أو تواطئ أو المصلحة المشتركة في إقصاء احد ما ، هي مؤسسة الرئاسة ومن دار في فلكها ، تحالف مع عدة جهات داخلية وخارجية ، والمصلحة بالدرجة الأولى إسرائيلية ، وتكمن في إقصاء حماس واثبات فشل تجربتها ، أعتقد بأن هاتين الصورتين توضحان حقيقة استقلال القرار الوطني الفلسطيني ، والى أين يتجه هذا القرار ، ولنترك لما هو قادم من الأيام ليكون لها الحكم على ما سيجري ، وليكن للتاريخ ما تحمله صفحاته من أحداث تبرهن لكل طرف ما يدعيه .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....