محمود عباس يخرج آخر ورقة من مخططه الانقلابي

أخرج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس آخر ورقة من مخططه الانقلابي على الخيار الديمقراطي بفلسطين المحتلة، بدعوته إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة . هذا المخطط الخطير الذي انطلقت فصوله منذ تشكيل حكومة حماس، و كانت أخطر حلقة فيه هي الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني وتجويعه، الذي كان يهدف إلى دفع هذا الشعب الأبي إلى الكفر بالديمقراطية، ولعن اليوم الذي صوت فيه لصالح حركة حماس، لكن الشعب الفلسطيني المقاوم الذي تشرب روح المقاومة والصبر والتنكيل … منذ أكثر من قرن، لم تنطل عليه تلك المسرحية المحبوكة جيدا من قبل محمود عباس ومجموعته من انقلابيي فتح المتواطئين مع إسرائيل وأمريكا ..

عباس بخطابه هذا الداعي إلى انتخابات مبكرة،  يكون قد أشعل فتيل الفتنة والفوضى..وقدم هدية غالية  وحلما خياليا طالما راود الكيان الصهيوني وراهن على تحقيقه، وهو الاقتتال الداخلي، وهاهي الآن إسرائيل تبارك خطوة عباس بعدما دعمت أمنه الرئاسي بالسلاح والأموال..،وبارك ثنائي الإجرام الدولي “بوش بلير” الخطوة العباسية، لأنها بكل بساطة هي ثمار مخططهم الجهنمي الذي ساهموا فيه بقوة .

حكومة حماس قدمت تنازلات مهمة من أجل خدمة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الظالم عليه، واقترحت تكوين حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج الوفاق الوطني، وبذلت مجهودات مكثفة من قبل وسطاء وطنيين على رأسهم الدكتور مصطفى البرغوتي، من أجل توحيد الرؤى على أرضية لا اختلاف عليها إلا أن الثيار المهيمن على حركة فتح يضع العراقيل وينصب الأوتاد في طريق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا للمخطط الذي تحدثنا عنه ..بسب ما سمي بالاختلاف على المناصب الوزارية. ونسي هؤلاء أن الشعب الفلسطيني انتخب حركة حماس بشكل ديمقراطي، ولولا تكالب القوى الخارجية والداخلية عليها من الذين نصبوا أنفسهم  حراسا للديمقراطية،  لكان لهذه الحركة مفاجئات على عدة أصعدة، لسبب وحيد هو أنهم طلاب شهادة وليسو طلاب مناصب ووزارت.. .والشعب الفلسطيني انتخبهم لأنه سئم وضاق ذرعا بفساد تسيير فتح للشأن العام،  وهنا لا نعمم،  ففتح تزخر بشرفاء ممن يرفضون هذا المخطط على رأسهم فاروق قدومي أمين سر حركة فتح وكثير من المقاومين والمناضلين النزهاء الذي يعرفهم الشارع الفلسطيني جيدا.

فمن الطبيعي أن ترفض حماس وقيادات سياسة دعوة الرئيس لأنها تشتم فيها رائحة الطبخ الأمريكي الإسرائيلي، ولأنها عبث بالقواعد الديمقراطية ليس إلا.وخطاب عباس خطاب ديماغوجي كسائر خطب رؤساء المشروع الاستبدادي ، وهو الذي قدم استقالته  عندما كان رئيسا للوزراء أيام المرحوم ياسرعرفات، بسبب معاناته من تركز السلطات بيد عرفات، والغريب أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ركز العديد من سلط الحكومة عنده ومارس ماكان يعانيه على  حكومة حماس…وهذا حال العديد من قياداتنا العربية للأسف الشديذ.

دعوة محمود أبومازن إلى انتخابات مبكرة، هي مجازفة سياسية غير محمودة العواقب، وتحمل عدة قراءات سياسية ، فإذا ما تم فعلا هذا المخطط أي إجراء انتخابات مبكرة، وأفرزت لنا هذه الانتخابات نفس الخارطة السياسية السابقة أي فوز حماس بالأغلبية ،فماذا سيكون موقف عباس آنذاك ومجموعته؟ فهل سيعاد السيناريو نفسه؟.لذلك فخطوة الرئيس ملغومة، فإما أنه يتوفر  ضمانات بفوزه بالرئاسة وفوز فتح بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وإعادة الصورة القديمة للخارطة السياسية، وهذه الضمانات لا تعني إلا الإجهاز على الخيار الديمقراطي وتزوير الانتخابات، وإما أن حركة فتح راهنت على حصار الشعب الفلسطيني وتجويعه من أجل تلميع صورتها وأدائها السابق وتمرير خطابها السياسي للشارع الفلسطيني بأنها المنقذ الأوحد والوحيد للشعب الفلسطيني ولا يمكنها التعويل إلا عليه، وهذا في اعتقادي سراب تعلق عليه فتح آمالها وأحلامها، فالشعب ملتف حول خيار المقاومة حتى دحر الاحتلال.  

لقد كانت الانتخابات السابقة  ديمقراطية بشهادة الجميع، لكن ربما خصومها قد ينعتونها  بالديمقراطية المنفلتة التي تأتي برياح ما لا تشتهي سفن الفساد والعملاء..أويمكن القول إنها كانت ديمقراطية مقصودة أو قصدية معلومة النتائج،  بغية تركيع الشعب الفلسطيني وضرب المقاومة في الصميم، وهذا لن يتأتى لمهندسي هذا المخطط ومخرجيه،  الذي لا يخدم إلا المشروع الصهيويني.