سيادة الرئيس… تمهل ؟؟؟؟

وبدأت الحكومة فعليا عملها بعد أداء القسم القانونية أمامك في ظروف غير عادية وحصار جائر وتعطيل متعمد من قبل أمريكا وإسرائيل والزمرة الداخلية الفاسدة ولقد وقفت وقفة جريئة عندما تعرضت الحكومة لاعتقال وزرائها بتصريحك بأنك تقف في مؤازرة الحكومة ولن تخضع للابتزاز الإسرائيلي وسابقة إسقاط أي حكومة فلسطينية حالية كانت أم مقبلة عن طريق اعتقال أعضائها ، ولقد توالت الأحداث والصعاب الجسام والضغوطات نتيجة لبقاء الحكومة لفترة أطول من الفترة التي خطط لها أن تبقى نتيجة لحصار الشعب وتجويعه وانقلابه على حكومته المنتخبة ولكن هذا لم يحدث فاستثمرت ورقة الموظفين المدنيين ومن بعدها الموظفين الأمنيين ولكن كافة التحركات لم تنجح في إخراج الشعب إلى الشارع وإسقاط الحكومة التي قالت لأمريكا وإسرائيل والزمرة الداخلية الفاسدة لا
ولقد حاولت سيادة الرئيس جاهدا أن تخفف وطأة الحصار عن شعبنا المحاصر بكل ما أوتيت من هامش للمناورة ولكن الضغوط كانت أقوى وخصوصاً من سيف الفاسدين الداخليين المسلطين على شعبهم وبمساعدة واضحة من الاحتلال بارتكاب المجازر وتغذية الصراع وبث روح الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، حيث لم يرق لهم هذه الاستمرارية لحكومتك وحكومة شعبك المنتخبة وهذا التوافق الحاصل بينك وبين الحكومة ، وها هي الأمور قد آلت إلى ما آلت إليه بعد خطابك الذي أعلنت فيه عن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة ، ففي هذا السياق أقول فخامة الرئيس تمهل … وفكر هل هذا القرار سيفك الحصار، أم سيخفف الاحتقان، أم سيدخل الشعب في دوامات سياسية واجتماعية ووطنية هو في غنى عنها وسأتناول هذا الموضوع بالتحليل من عدة أصعدة:
أولا : على صعيد حركة فتح .
لقد عصفت حمى الانتخابات بحركة فتح في المرة السابقة فأظهرت خلافات عميقة أثرت على شعبية الحركة العظيمة صاحبة التاريخ النضالي الطويل والإرث الكبير من الشهداء والجرحى والمعتقلين على صعيد انتخابات البرايمرز الداخلية ولولا تدخلك الشخصي الحازم لما استطاعت الحركة أن تتماسك وتخوض الانتخابات بقائمة واحدة موحدة ، ولقد جاءت نتائج الانتخابات كالصاعقة على كل منتسبي ومحبي الحركة ، فكيف بالله عليك ستستطيع الحركة أن تتجاوز الحمى القاتلة التي ستنشأ الآن وخصوصا أن منصب الرئيس أيضا مطروح في هذه المرة فرؤيتي أن هذا الأمر سيعمق الخلاف ويزيد التشرذم داخل الحركة مع أن البعض يرى بأن ما حصل في المرة السابقة سيكون درسا ورادعا ومحفزا للعمل الجماعي الخلاق فأقول الدنيا غرورة والمناصب براقة مغرية والوازع الوطني الحقيقي ضعيف على المستوى الجماعي نتيجة الانتساب غير الحقيقي وركوب الموجة ممن لا ينتمون حقيقة لحركة فتح .
ثانيا : على صعيد حركة حماس.
قد يكون موضوع الانتخابات المبكرة طوق النجاة لحركة حماس من ناحيتين :
الناحية الاولى: إن لم تشارك الحركة في الانتخابات:
إن لم تشارك حركة حماس في الانتخابات القادمة ( إن حصلت ) فستكون قد أعذرت نفسها وخرجت من الحكومة والعملية السياسية وهي صامدة متمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني ولم تتنازل واستطاعت أن تصمد في وجه كل الضغوطات الداخلية والخارجية ولولا قرارك بالانتخابات لما خرجت وستحملك المسؤولية الوطنية والتاريخية عن الشعب الفلسطيني ووطنه وقضيته الذي سيقع فريسة الصلف الإسرائيلي والتنكر الأمريكي لحقوق الشعب الفلسطيني وستعود حركة حماس إلى المقاومة التي لم تتركها والى سلاحها الذي لم تنزعه والذي اكسبها كل هذا التعاطف الشعبي الفلسطيني والعربي .
الناحية الثانية: إن شاركت الحركة في الانتخابات:
نتيجة لكثير من الاستطلاعات المنشورة وغير المنشورة واستنادا إلى التلمس الشخصي لنبض الشارع الفلسطيني فاني أرى أن حركة حماس ستحصل في الانتخابات القادمة أكثر مما حصلت عليه في المرة السابقة من المقاعد في المجلس التشريعي هذا بالإضافة إلى كرسي الرئاسة لان الشعب الفلسطيني رغم الحصار والجوع والتصريحات الشعبية الناتجة عن واقع المعانة التي يعيش ستنصب لصالح حركة حماس عند المواجهة مع صندوق الانتخابات والشعور بالأمانة الوطنية والدينية عن الصوت الذي سيدلي به فالمفارقة هنا اكبر من جوع البطن وفقر الحال ، ونتيجة لتوقع هذه النتيجة من الانتخابات ستتعمق الخلافات ويزداد الحصار وستكون أنت سيادة الرئيس وشعبك اكبر الخاسرين .
ثالثا: على صعيد الزمرة الداخلية الفاسدة .
لقد كان قرارك بإجراء الانتخابات المبكرة أمنية لهم ظنا منهم بأنهم سيتخلصون من حركة حماس ويعودون ليمارسوا دور الفساد والإفساد في هذا الشعب بشكل مباشر أو غير مباشر ولكنهم نسوا أو تناسوا بأنهم بعملهم هذا قد يخربون الساحة الفلسطينية كاملة وتسقط السلطة الفلسطينية كخيار وكواقع فتذهب الكعكة كاملة نتيجة للفوضى المتوقعة أو تخريب الانتخابات أن ظهرت بوادر نتائجها على غير ما تشتهيه أنفسهم باستخدام التزوير والتهديد والبلطجة وهذا ما سيؤدي حتما إلى اندلاع اشتباكات ووقوع ضحايا وسقوط السلطة ، ولكن على فرض نجاح الزمرة الفاسدة في الانتخابات وتسلمهم لزمام الأمور بالكامل فسيحولون السلطة الفلسطينية الديمقراطية إلى سلطة شمولية ديكتاتورية ولن يحلم الشعب الفلسطيني بأي انتخابات قادمة والى الأبد .
رابعا: على صعيد أمريكا وإسرائيل .
لقد كان مشروع إيجاد سلطة حكم ذاتي محدود إلى جانب إسرائيل يعترف بها ويحمي حدودها ويحافظ على مصالحها حلماً أمريكياً وإسرائيلياً ظل يراودهم ردحا من الزمان وظنوا أنهم قد حققوه في بداية الأمر ولكن صمود الأخ الشهيد أبو عمار أوقف مسلسل أحلامهم وصمود الأخ أبو مازن من خلفه أربكهم وصعود حماس إلى السلطة خلط الأوراق عندهم فلم يبق لهم أمل إلى تولي الفاسدين لزمام الأمور وهذه مراهنة خاسرة قد تؤدي إلى سقوط مشروعهم وخيارهم وعودة الكفاح المسلح كلغة وحيدة للحوار مع إسرائيل نتيجة لسقوط السلطة الفلسطينية .
* د. فراس مجاهد – أكاديمي فلسطيني – الخليل.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

أهالي طلاب مدرسة بنات القدس يحتجون على إغلاقها من الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام احتج أهالي مدرسة بنات القدس، يوم الأحد، على إغلاق قوات الاحتلال مدرستهم التابعة لوكالة الغوث وتشغيل...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...