عفواً يا سيادة الرئيس

عندما تتعقد الأزمات تلجأ الشعوب عادة إلى قادتها كي يوجهوا بوصلة سفينتها في اضطراب الموج ، وعتو الرياح حتى لا يضل الطريق أو يغرق قبل وصول شاطئ الأمان … فماذا لو لم تجدهم وقت الأزمات أو أنههم كانوا بأجسادهم بينها لا بقراراتهم الحكيمة … بل وكيف إذا زادوا من اضطرابها ليزداد اضطراب السفينة وتبدو مراسي الأمان أبعد من أن تبصرها عين !!! .
كثيرة هي النقاط التي أثارتني في خطاب ” سيادة الرئيس” ( التاريخي ) الذي قرر فيه الدعوة لانتخابات مبكرة ، وليسمح لي “سيادته” بصفتي واحداً من الشعب الذي هو مصدر السلطات أن أتناول بعضاً من كثير مما فاجأني في خطابه ، تضطرني اللباقة وضيق المساحات المخصصة للاكتفاء به ، وأجمل ما أريد قوله في النقاط التالية :
1- فاجأتني المساحة التي خصصها سيادته زمناً ، والكلمات التي عبر عنها حدّةً ، وهو يتناول محاولة اغتيال رئيس وزرائه التي لم تأخذ منه حتى أسفه المجرد فيما أخذت تداعياتها من اتهام حماس لدحلان الوقت الأطول والنبرة الأشد حتى كأن الحادثة أمر لا يحتاج مجرد كلمة أسف لا تستغرق ثانية واحدة … فهل هكذا تورد الإبل يا سيادة الرئيس ؟! هل هذا منطق القائد الأعلى عند تعرض رئيس حكومته للقتل الذي أودى بحياة مرافقه وأدى إلى جرح مستشاره وابنه ؟! من الأبلغ الذي يحتاج فضلاً عن التعليق والاستنكار إلى التحقيق والضرب بيد من حديد: لغة الرصاص والدم أم لغة الأبجديات والمداد ..؟؟!! ، وإذا كانت الاتهامات بغير دليل رسمي كما يراها سيادة الرئيس تحتاج كل هذه الوقفة فلماذا لم تأخذ اتهامات سعيد صيام والقوة التنفيذية والحكومة وحماس بقتل أولاد بعلوشة شيئاً من مساحة التعليق ؟؟!! ، وإذا لم يكن استشهاد مرافق رئيس الوزراء وهو يحتضنه ويفتديه وجرح نجله ومرافقه كافياً ليكتشف سيادة الرئيس المؤامرة … فمتى سيكتشفها يا ترى … عندما يرى رئيس حكومته ملفوفاً بالكفن ؟؟!!! .
2- عجيب أمرك يا سيادة الرئيس وأنت لا زلت تفاخر بإنجاز أوسلو الذي لازلنا نعاني من كارثيته !!! كنت أتوقع منك وقد رأينا ويلاته ودفعنا ثمنها أن تعترف بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته قيادتكم الرشيدة ، أو حتى المرور عنه دون تعليق ، أما أن تفاخر به للآن فهذا ما لم أستوعبه … وإني أتساءل ما دام ( أوسلو) إنجازاً لهذا الحد فلماذا تم إخفاؤه من ملفات وزارة الخارجية قبل أن تستلمها حكومة حماس ؟؟!! أوسلو التنسيق الأمني .. أوسلو ضياع المشروع الوطني… أوسلو الذي سمم الرئيس عرفات لأنه تنكر له بعد أن اكتشف أنهم خدعوه … أوسلو الذي حطمته انتفاضة الأقصى لا زال مصدر فخر سيادة الرئيس! … فوا عجباً والله!!! إنها المرة الأولى في التاريخ التي أرى فيها من يفتخر أنه رسب بجدارة !!! .
3- أما العجب الذي لا يقل عن ذلك فهو الثقة الجازمة بوعد ( أولمرت ) لسيادته بالإفراج عن أعداد وأسماء لا يتوقعها سيادته! ثم يبني على ذلك أن عملية الوهم المتبدد قد ضيعت هذه الفرصة التاريخية !!! هل هذا منطق رجل مجرب في السياسة ويعرف الاحتلال منذ سنوات وفاوضهم طويلاً ؟؟!!! في الحقيقة أن مثل هذا المنطق من التعويل على الوعود الإسرائيلية وانتظار ما يجود به كرمهم الواسع على شعبنا … هذا هو المنطق الذي أضاع الحقوق وأوصلنا إلى ما وصلنا إليه من انهيار وتراجع … أليس الاعتماد على حسن النوايا الإسرائيلية هو الذي أبقى مئات المؤبدات في السجن أيام أوسلو المفخرة والمجد ؟؟!!! وبعد كل هذه المسيرة لا زلت تعول على حسن نواياهم ووعودهم يا سيادة الرئيس ؟؟؟!!!! يا لطيبتك الحالمة يا رئيسنا الموقر !!! أما وثيقة الوفاق التي أشدت بها كثيراً فدعني أذكرك بأنك أنت نفسك من قال عنها أنها لم تعد صالحة لتشكيل الحكومة فأرجو ألا تنسى .
4- وليسمح لي سيادته أن أسأله بأدب : ترى هل أعجبك هذا الثناء الكبير على قرارك الشجاع من قبل أولمرت و بلير والبيت الأبيض ؟؟!! هل أثلج صدرك سرورهم البالغ لخطوتك الحكيمة ؟؟!! يبدو أني نسيت ( وأرجو أن تذكرني أو يذكرني كل الذين صفقوا لك أو أطلقوا الرصاص ابتهاجاً بما قلت ) … نسيت أنهم يسرون من أجل مصلحتنا واسترداد حقوقنا وعودة كرامتنا … فكل خطوة هي في صالح قضيتنا وشعبنا تجلب السرور لهم … وتراهم لا يجف لهم دمع وهم يشاهدون آلامنا وأحزاننا ..!!! ودعني أسأل أبناء فتح الـ1/1/1965 .. هل يرضيكم أن يرضى عن رئيسكم هؤلاء ؟؟!! ألا من وقفة لمراجعة الذات قبل فوات الأوان ولات حين مندم ؟؟!! .
واسمحوا لي أن أذكركم يا أنصار الرئيس ( ولا حاجة لي بتذكيره ) … أذكركم بموقف حماس من الرئيس الراحل ياسر عرفات يوم حوصر وقوطع … ويوم تخلى عنه أقرب المقربين … ألم تنس حماس كل خلافاتها معه ووجدها إلى جانبه دوماً في خندق المقاومة والممانعة والصمود …؟؟!!هل أخرجنا ضده المظاهرات والجياع والمنكوبين يصرخون في وجهه : لقد جلبت لنا الفقر والمعاناة بصمودك ورفضك لاملاءات الظالمين ؟؟!! … فكيف فعلتم أنتم عندما حوصرت حكومة حماس ..؟! يا ليتكم اكتفيتم بالوقوف على الحياد …!! .
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ؟!
وأخيراً …. فإن التاريخ سيظل الحكم العدل والشاهد الذي لا يضل … على أفعال الناس
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...