الجمعة 09/مايو/2025

من يُلفت انتباه هذه الأخت السفيرة؟!

نبيل أبو جعفر

حتما ،   ما حصل لرئيس وزرائنا على معبر رفح محاولة اغتيال مقصودة ومدبّرة وعن سابق تصوّر وتصميم ، تستهدفه شخصيا بكل ما يمثّل من ممانعة في وجه محاولات الاِخضاع الصهيوني ـ الأميركي ـ المدعومة من بعض الرسمية العربية ، وهي من تدبير عصابات لا تختلف ابدا عن عصابات القتل العشوائي على أرض العراق ، وتستهدف كل الذين لا يريدون ان يذلّوا شعبنا ، من قبل الذين يتخفّون تحت ستار “التراث النضالي السابق ” .

 هذه العصابات نفسها هي التي عاثت فسادا في ساحتنا الفلسطينية بعد ان غاب ـ أو ’غيّب عنها المناضلون الحقيقيون ، ولم تبق على السطح ـ مع الأسف ـ غير حثالة “التشبيح” والسمسرة التي بدأت تتصرف تجاه شعبنا وكأنه قطيع لابد ان يخضع لأمزجتهم ويرضى بالمصير المهين الذي آلو اليه . وحتى لا أغوص في تفاصيل وأمثلة حول ما يجري داخل ارضنا الفلسطينية، أسوق هذا المثل الذي عايشته بحكم اقامتي الطويلة في فرنسا ، فأقول :

لو سألْتَ أي سياسي أو صحافي فرنسي عن اسم “سفيرتنا  لدى باريس التي تُدعى “مفوّضة  فلسطين”، لما وجدت من يعرفه أو سمع به، ولا من رأى وجهها بالطبع. ولكن، لو سألتَ أي مواطن عادي، أو مقيم أجنبي يسير في الشارع العام عن اسم المفوّضة السابقة، لأجابك على الفور: ليلى شهيد. ولحدّثك عنها وعن حضورها الاعلامي، وحتى عن لكنتها الفرنسية على الطريقة اللبنانية (نظراً لأن نصفها فلسطيني ونصفها الآخر لبناني). ولو سألته أكثر لأبدى لك رأيه في مواقفها وأسلوبها الحواري مع الآخرين، حتى ولو لم يكنّ كبير الاعجاب بها – مثلنا- ولم يكن يوافقها الرأي أيضاً. اللّهُمّ إلا إذا كان من اللوبي الصهيوني المغرق في التعصّب، ذلك لأن اليهود غير المتعصّبين جداً، من الفرنسيين والاسرائيليين لا يُنكرون حضورها وانفتاحها، ولا ينسون وجهها الذي كان يُطلّ من على شاشات الأقنية المتعددة.

وللتأكد من هذه الحقيقة التي “أُشارِط” على دقّتها، أتمنى لو تستطلع حكومتنا، أو رئاستنا التي عيّنت الأخت هند خوري خلفاً لها، أي دبلوماسية “نشطة ومتعمّقة” اختارت لهذا الموقع الحسّاس! مع الاعتراف بأنه ليس من الضروري ولا الانصاف أن تتوافر في أي مسؤول أو ممثل لبلده ذات الصفات والمزايا الشخصية لسلفه أو خلفه، ولكن لا بدّ أن يتوافر الحدّ المطلوب من شروط الكفاءة التي يجب على صاحب القرار أن يأخذها بعين الاعتبار قبل التوقيع على كتاب تعيين أي كان.

وفي حالة العكس، نكون أمام حالة من عمى البصر والبصيرة، يستقيم معها فقدان التوازن في التمييز بين صاحب الكفاءة وفاقدها، وانعدام فرص التكافؤ بين الفلسطينيين. كما نكون في المقابل أمام استشراء ظاهرة ترجيح الوساطة والقرابة، وحتى همس المقرّبين أو بعض المستزلمين الخبثاء الذين يدفعون باتجاه تزكية هذا وإبعاد ذاك، إما لمآرب مصلحية، أو تصفية حسابات شخصية!
مناسبة هذا الكلام ليست اعتباطية ولا مفتعلة، بل لتسليط الضوء على وضعٍ مؤسف بشكل عام رأينا أحد أمثلته الأخيرة في ما اتحفتنا به مفوضة فلسطين الجديدة بباريس الأخت هند خوري من تصريحات أدلت بها في مؤتمر صحفي عُقد في مدينة “ليل”، الواقعة شمال فرنسا يوم 6 كانون أول الجاري، قالت فيه
أمام جمع من الفرنسيين وبحضور رئيسة بلدية المدينة مارتين أوبرى، حسب ما أوردت ذلك وكالة الأنباء الفرنسية ” إن حكومة حماس (التي تمثّلها) تشكّل حجّة ممتازة لاسرائيل التي لم تعد ملزمة (في هذه الحال) بتبرير أي عمل من أعمال “العنف” التي تمارسها!


وقبل السؤال عن الفائدة من وراء “عبقرية” اختيار هذا الظرف لإطلاق “قنبلتها” باتجاهنا نحن، في الوقت الذي أعربت فيه رئيسة البلدية (الفرنسية) أمام الحاضرين عن تمنياتها بقرب فك الحصار عن شعبنا واستئناف المساعدات الدولية له في أسرع وقت، نقول – للانصاف- أن هذه الأخت “السفيرة” التي لم يشعر العرب ولا العجم أو الأجانب بوجودها منذ أن قدمت الى “عاصمة النور”، ولا رأوا طلّتها البهيّة على شاشات التلفزة، أو سمعوا صوتها، كانت قد صرّحت مشكورة بعد أسبوعين من وصولها الى فرنسا بكلام مقتضب لـِ “تطمين المجتمع الدولي حول سياسة حكومة حماس”، – كما أُعلن وقتها- أكّدت فيه على
“وجود مؤشرات ايجابية عديدة في برنامج الحكومة الجديدة وفي توجهها السلمي” وقد أُرفق هذا الكلام الذي أوردته إحدى المواقع الالكترونية – بداية نيسان الماضي- بملاحظة تقول ” يتردد أن مفوّضة فلسطين تصف نفسها بالمبتدئة في العمل السياسي”!

فإذا صحّ القول أنها مبتدئة، وقد تكون كذلك فعلاً رغم أنها كانت وزيرة، لماذا لا تلجم أختنا نفسها عن الخوض في مثل هذه الجوانب السياسية الحساسة جداً، خصوصاً في هذا الظرف بالذات؟! ولماذا لا تضع ثقلها واهتمامها بالنواحي الاقتصادية – مثلاً- ما دامت متخصصة بالاقتصاد – كما يقال-، أو تُعطي أهمية للقدس التي كانت مكلّفة بملفّها ولم تُنجز شيئاً يُذكر على حدّ علمنا المتواضع، لا للمدينة ولا لأهلها ومؤسساتها، كهذه الصحيفة المهدّدة بالإقفال بعد ربع قرن من الالتزام دون “شطحات”، أو خروج عن النص المبدئي والوطني.

ثم، وهو الأهمّ، ما الذي تغيّر خلال عشرة شهور من تصريحها الأول الى الأخير حتى تنتقل من خندق “التطمين” الى خندق “إيجاد المبرر”، وهل يُعقل أن تقف سفيرة وتنتقد سلطتها التي جاءت بالانتخاب الحرّ الديمقراطي أمام مواطني البلد الذي تمثلها فيه، حتى لو لم تكن من صفّها وكانت من أشدّ معارضيها، وهذا حقّ شخصي لها ولكل واحد منا؟ !

.. ومع ذلك، لا نعتقد أن أختنا السفيرة لا تدرك أنه إذا كانت “حماس” قد أعطت اسرائيل المبرر للقيام بجرائمها الرهيبة – وليس بأعمال العنف كما ورد على لسانها – فأي مبرّر أعطته إياها فتح، والرئيس الراحل، مع كل التسويات والاتفاقات والتنازلات التي قدّموها، وما زالوا يخوضون “المعارك” من أجل تأكيد التزامهم بها أمام “الشرعية الدولية”؟!
“اسرائيل” ليست بحاجة الى أي مبرر كي تقتل وتهدم ” وتؤجرم” وتسمّم من مدّ يده يبحث عن “” شريك” في “سلام الشجعان”، أم أن لسعادة أختنا السفيرة رأي آخر؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد مقاوم باستهداف الاحتلال في نابلس

استشهاد مقاوم باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاوم بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين كاكوب...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...