الأحد 20/أكتوبر/2024

مدرسة الفلتان الأمني ومحاولة اغتيال هنية ( تحليل ودلالات )

مدرسة الفلتان الأمني ومحاولة اغتيال هنية ( تحليل ودلالات )
نشأة مدرسة الفلتان الأمني في سلطة الحكم الذاتي

عندما ننظر لواقع وجود سلطة الحكم الذاتي وعلى رأي الأخ أبو عمار ” السلطة الوطنية ” نجد أن بؤرة الفلتان الأمني تأسست عندما رفض أبو عمار رحمه الله الإنصياع لبعض الرغبات الطموحة في تشكيل مراكز قوى مؤثرة تكون مقابلة لأجهزة عتيدة في الساحة الفلسطينية لها تاريخها النضالي النابع من بنية تنظيمية كانت هي احدى روافد العمل الثوري والنضالي في الساحة الفلسطينية هذا على الصعيد الأمني .

أما على الصعيد السياسي فلقد زادت وتيرةتشكيل مراكز القوى عندما رفض أبو عمار الانصياع أيضا للمطالب الأمريكية في( وايرفر) وعودته إلى أرض الوطن ثم تعرضه للحصار الشديد وما حدث من تدمير للمقاطعة ، أماعلى صعيد السلطات التنفيذية فعندما تمت الضغوط على أبو عمار لإستحداث وزارةفلسطينية فكان من المفروض ورغم أن هذا الإجراء أتى تحت دائرة الإملاءات والشروطالإسرائيلية والأمريكية لإضعاف سلطات أبو عمار كان يعني ذلك وما شهدته تلك الفترةمن صراعات بين الرئاسة والوزارة وظهور مراكز القوى بشكل مباشر التي كانت تعيققرارات الرئيس أبو عمار .

من هنا أٌضعف أبو عمار وأٌضعفت مؤسسة الرئاسةوظهرت مراكز القوى بشكل صارخ الذي امتد نشاطها إلى دخولها في صراع آخر على حركة فتحولجنتها المركزية ووصل الأمر في أحد رؤوس مراكز القوى أن اتهم أبو عمار شخصيابالخيانة لأنه لم يوافق على ما قدم أمريكيا في واي رفر!!! وتقمصت تلك المراكز بثوبالإصلاح والتغيير في قيادة حركة فتح والمؤسسات ، ولكن اللطمة وكانت ليست بلطمة فكلالشواهد والمقدمات سواء من العدو الإسرائيلي أو من بعض مراكز القوى قد وضعت نهايةلحياة الرئيس أبو عمار بعد أن قامت الجماهير بإجهاظ حركتها وإقصائها ولو لعدة شهور .

وبرغم أن عملية الفلتان الأمني قد ظهرت في تلك الآونة حينما أٌضعفتصلاحيات أبو عمار وكانت هناك عدة اعتداءات على مؤسسات لسلطة الحكم الذاتي والاعتداءعلى بعض الأفراد والقيام بعدة مظاهرات تدين وتستنكر اجراءات الرئيس وتعطل المؤتمراتالحركية وكذلك استعصاء تغيير اللجنة المركزية وحرق اطارات في الشوارع بلا شك أن ذلكيقود إلى مضمون سياسي وأمني للمرحلة القادمة .

المفاجأة هي عملية الاغتيالالسياسي لأبو عمار التي لا تخفى على أحد ، ذهب أبو عمار ومضى بنهاية مشرفة لحياتهالتي حاول الآخرون تشويهها لبعض المواقف في حياته ، في النهاية كما قلت ذهب أبوعمار ومعه الكبرياء الفلسطيني ومعه قوة الإرادة التي لم تنتزع من أعماقه وترك أيضاهذه المفاهيم لرعيل كبير من أبناء حركة فتح وقوى شعبنا الذين هم يدركون حجمالمؤامرة وحجم ما حدث .

المهم مرة أخرى أن أبو عمار قد مضى وأتى رئيس للسطةالوطنية يحمل معه في برنامجه ( الأمن والأمان والرخاء للمواطن الفلسطيني ) وبمجردالانقلاب الحادث في الساحة الفلسطينية على السياسة العرفاتية وفورا ً تم إقالةالعديد من رؤساء الأجهزة والضباط تحت بند سن التقاعد هؤلاء معروفين بولائهم لأبوعمار وبذلك أتيحت الفرصة لمراكز القوى من جديد أن تنتعش وتأخذ مواقعها وتنتعش أكثرفي ظل تحقيق مأربها في السلطة ، والجدير بالذكر أن لأجهزة السلطة الوطنية مثلالمخابرات العامة والاستخبارات العسكرية لها أعداء في الساحة الفلسطينية خارج حماسوفصائل العمل الوطني هؤلاء الاعداء هم الذين يعتبرون أن تلك الأجهزة تشكل خطرلتمددهم الأمني والسياسي وتعتبر سداً معيقاً لطموحاتهم فأتت عملية تصفية موسى عرفاتمباشرة ومن قبلها عبد المعطي السبعاوي وتيسير كساب ومحاولة اغتيال الطيراوي لمرتينوعمليات أخرى ذاتطابع تصفوي لبعض الكوادر النشطة مثل التايه وأفراد آخرون .

وعندما صعدت حماس في انتخابات المجلس التشريعي وشكلت الوزارة ازدادتالحمّى لدى مراكز القوى فإعتبرت أن ظهور منافس آخر لها في الساحة الفلسطينية يمثلخطورة على وجودها وعلى تيارها السياسي ، فأصبح الهم الآن كيف يتم تشويه حماسوالحكومة وخاصة أن اجراءات الحصار مكملة لوجود تلك المراكز واستراتيجيا ً مطلوباسقاط تلك الحكومة وتشويه سلوكها وسلوك أفرادها ومسؤوليها ووضع البرامج الخاصةإعلاميا وأمنيا ً لكي يفقد الشعب الفلسطيني الثقة فيها وسحب الأصوات التي منحت لهافي الانتخابات تمهيدا ً لحلقة جديدة من التحرك نحو اسقاطها وهو مطلب إسرائيلي ودوليأيضا .

إذا مدرسة الفتان الأمني كنشاة وطبيعة عمل نشات بوجهة نظر سياسيةمتوافقة مع ما يطرح الاحتلال من حلول للشأن الفلسطيني .

كان من المهم لمراكزالقوى أن تفتعل الأزمات الإقتصادية والمالية وكذلك تفتعل اسناد تلك العمليات إلىقوى الممانعة الفلسطينية رغبة في تشويه موقفها الوطني والسياسي فعندما تمت عمليةقتل أطفال بهاء بعلوشة كانت هناك عملية إعلامية منسقة وفورية تتهم وبشكل مباشر قوىحماس وتتهم أجنحة عسكرية لا هم لها إلا مواجهة إسرائيل واعتداءاتها ، سيناريومتكامل وضغط معنوي شديد على المواطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني بأكمله عبر وسائلاعلامية مختلفة رغية في وصول الشارع الفلسطيني إلى عملية العصيان المدني واسقاطالحكومة أو تمهيدا لإسقاطها أمنيا ً وخرجت القضية من مفهوم قضية فلتان أمني يستهدفقتل بهاء بعلوشة معنويا وإعدامه معنويا وإنهاء مقعد في المخابرات العامة مهم إلىتجيير سياسي يمكن أن يلاحظه القارئ والمستمع والمشاهد من خلال حزمة التصريحاتوالبيانات والتحقيقات الصحفية لكثير من رموز مراكز القوى التي اتسمت تصريحتهابالتحريض إلى الأمام بعكس ما هو مطلوب التحريض في اتجاه تصويب العقل وخمد الاتهاماتإذا كان هناك رغبة في الوحدة الوطنية وإذا كانت هناك رغبة في محاربة ظاهرة الفلتانالأمني ولذلك أعتبرت عملية قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء ذريعة ومدخلا من بين خيوطالصراع السياسي لإتهامات واضحة اهدافها .

الذي لا يعرف جهاز المخابرات ولايعرف نظرته لمراكز القوى ولا يعرف موقف جهاز المخابرات العامة والاستخباراتالعسكرية وكوادرها الفتحاويين الملتزمين يمكن أن يقف في ريبة من أمره أمام كيلالاتهامات لجهة بريئة من دم هؤلاء الأطفال وبإختصار شديد لأن هؤلاء بالتزامهمالديني والوطني لا يمكن أن يقدموا على تلك مثل الافعال وإن سألتم الأخ الطيراوي ماهي نظرتك لمراكز القوى أعتقد فلديه الكثير من الأسانيد الثابتة والحجج التي تتهمتلك الجهات بعدائها ضد جهاز المخابرات العامة وبالتالي تخرج الإتهامات عن دائرةاتهامات حماس.
كثير من كوادر المخابرات العامة يعرفون من هم أعداؤهم في الساحة
الفلسطينية ومن هم أعدائهم في التوجهات الوطنية الملتزم بها جهاز المخابرات العامةويعرفون من هم الخصم من أيام الرئيس أبو عمار ويتذكر جهاز المخابرات العامة كممذكرة قدمت للرئيس لإنهاء تلك المراكز التي تمول من خارج مؤسسات السلطة بل تدعمإقليميا ودوليا ً هذه هي الحقيقة التي مهما حاولوا تعتيمها بإستيلائهم على وسائلالإعلام تبقى هي الحقيقة
.
وجدير بالذكر عندما تمت عملية اغتيال بسام الفرا سوقالإعلام المحسوب وقزم عملية الإغتيال بأنها عملية ثأر ومن هنا يستخفون بعقلية أبناءالشعب الفلسطيني والمتتبع للأحداث ؟؟!!.

مراكز القوى التي حاولت أن تستغلأبو مازن عندما كان رئيسا ً للوزاء في إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية في برنامجتم الاتفاق عليه مع رئيس CIA)) هي نفس مراكز القوى التي تحاول استغلال أبو مازنواستغلال الظرف الفلسطيني وعجزه في الوصول إلى حكومة وحدة وطنية هي نفس مراكز القوى .

وإذا كان جهاز المخابرات العامة مستهدفاً فأيضا مستهدف كل الفتحاويينالملتزمين والمقاتلين والمرابطين على خط المواجهة وكذلك كل قوى الشعب الفلسطينيالمقاتلة التي حاولت مراكز القوى تشويه صورتها امام الشعب الفلسطيني .

ومنخلال ما سبق من تحليل لنشوء الظاهرة فعندما فشلت جميع المحاولات لإجهاظ الممانعةالفلسطينية من عمليات حصار وعمليات متقطعة للتصفية السياسية فإن الساحة الآن تمتصعيد حالتها إلى عملية محاولة اغتيال رئيس الوزراء هنية في محاولة أيضا لجر الساحةالفلسطينية إلى خندق المواجهة بين قوى فتح المتعصبة تنظيميا وبين قوى حماس المتعصبةتنظيميا بفعل التحريض الإعلامي وبذلك تدخل الساحة الفلسطينية في منعطف خطير وجديدوفي تصعيد يحمل أكثر من معنى ويحمل أكثر من مشهد ولذلك أقول أن أبو مازن هو مستهدفمن مراكز القوى كما هو مستهدف هنية وكما هو مستهدف كل القوى الناشطة في الساحةالفلسطينية وأبو مازن وأما العقم السياسي والجدلي في الساحة الفلسطينية يستغل أيضالصالح تلك المراكز ولذلك ستشهد الساحة الفلسطينية على ما أعتقد في المرحلة القادمةعمليات اغتيالات وتصفية لقادة من الصف الأول وبإختصار فإن المستهدف فتح كواقع نضاليومستهدفة حماس أ

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات