الجمعة 09/مايو/2025

فتح حين تستقوي بإسرائيل

لمى خاطر

يبدو أن فصول البلطجة الفتحاوية ستدخل فصلاً جديداً كلما اشتد التضييق الصهيوني والعالمي على حماس، وكلما شعرت حفنة الزعران من حملة البنادق المشبوهة في الضفة أن ساعد حماس قد التوى قليلاً بفعل الاعتقالات الصهيونية الشرسة لقادة الحركة وكوادرها..

محاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية كانت البروفة الأولى في مخطط الانقلاب الذي بات واضحاً أن ما يسمى بحرس الرئاسة سينفذه في المرحلة المقبلة، فالمعسكرات الأمريكية التي أقيمت لهذا الحرس في أريحا لم تكن عبثاً، والأسلحة التي وصلته بمباركة إسرائيلية لم تكن عبثاً أيضا..!

وفي رام الله تقمع هذه القوات المشبوهة مسيرة لحماس في ذكرى انطلاقتها ويتم إطلاف النار على المتظاهرين في مشاهد مخزية تعيد إلى الأذهان تلك التي تحصل على أيدي قوات الاحتلال في حملات الاعتقال العشوائية وفي تصديها للمسيرات والمظاهرات وما يرافق ذلك من اعتداءات وضرب وغير ذلك من إجراءات إرهابية قمعية، صرنا نشاهدها الآن تتكرر على أيدي ( أشاوس الغلابة ) في مدن الضفة..!

ولسنا ندري أين تكون هذه البنادق وأين يكون هذا الحرس حين تخرج عصابات فتح لتعيث في المؤسسات العامة خراباً وتحرق مقرات ومكاتب حماس في رام الله ونابلس وتعتدي على الممتلكات العامة والخاصة، وتجبر أصحاب المحلات على إغلاق أبوابها لأتفه الأسباب !!

بل أين يكون هؤلاء المجرمون حين تقتحم قوات الاحتلال المدن الفلسطينية وتعتقل وتغتال على مرأى منهم ومسمع..؟!

وبطبيعة الحال لم يتوقف الأمر عند حرس الرئاسة في غزة والضفة، بل إن قادة الميليشيات الفتحاوية يقفون إلى جانب هذه القوة في كل عمليات القمع التي تطال حماس ومؤسساتها ونشطائها..

ففي جنين حُرقت منصة الاحتفال الذي كانت تنوي حماس إقامته، وفي نابلس تم الاعتداء على مسيرة لحماس وأصيب ثلاثة من نشطاء حماس المشاركين فيها بجراح بعضها خطيرة، وأمام جامعة النجاح أطلقت النار على الطالب جعفر دغلس ابن الكتلة الإسلامية وأصيب بجراح بالغة أرقدته المشفى بين الحياة والموت.

ووصلت حالة الاستهتار وانعدام الحس الوطني والأخلاقي بأن تخرج حفنة من الكاذبين على وسائل الإعلام لتحمل حماس مسؤولية ما يجري وتتهمها بالمبادرة بإطلاق النار على أمن الرئاسة ؟!!

وغني عن القول إن أولئك الجبناء الذين كمنوا للمتظاهرين في رام الله ما كانوا ليجرؤوا على فعلتهم الشنيعة تلك لو كانوا يعلمون بوجود سلاح لدى المشاركين في المسيرة..!

فهؤلاء أجبن وأوضع من أن يستطيعوا الوقوف أمام من يمتلك السلاح، لأن عضلاتهم وعربدتهم لا تظهر إلا على العزل من أبناء شعبنا، أما أمام السلاح فهم يستحيلون فئراناً مذعورة ونعامات تنفر من صفير الريح.

والغريب والمستهجن في الأمر أن ذلك يجري على مرأى ومسمع من (السيد الرئيس) بل وبمباركته ربما، وهو الذي طالما قدم نفسه راعياً للنظام ومحارباً للانفلات !!

فالمسيرات التي قمعها جنودك يا عباس لم تكن مسيرات تخريبية كتلك التي ينظمها الزعران والمنفلتون والتي لا تجد من يوقفها عند حدها، والذين خرجوا من بيوت الله في رام الله خرجوا لإحياء ذكرى انطلاقة أنبل ظاهرة عرفها تاريخ فلسطين المعاصر ولم يخرجوا ليهاجموا المؤسسات الحكومية أو ليغلقوا الشوارع والمتاجر ويعتدوا على أمن المواطن.
 
ولكن يبدو أن مقتضيات تعيين الرئيس قائداً عاماً لفتح تتطلب أن يصبح راعياً لعصابات التخريب والزعرنة التي ما كانت ستصل هذا الحد من الوقاحة في مسلكياتها لولا حصولها على ضوء أخضر من أعلى قمة الهرم الفتحاوي والمقصود هنا عباس طبعاً الذي يبدو أنه صار ألعوبة في يد التيار التخريبي المتصهين في فتح، بل وفي يد من وعدوه بالعطاء الجزيل إن هو أجاد التصرف في مواجهة حماس وكسر شوكتها..

وإلا ما معنى أن تشن حملة فتحاوية شرسة وسافرة على حماس بالتزامن مع الحملات الصهيونية التي تستهدف الحركة وتعمل باستمرار على إضعافها وخصوصاً في الضفة لكي تحول بينها وبين إعادة بناء جهازها العسكري؟!

ما معنى أن تحتشد فتح بقادتها وإعلامييها وأفرادها لتحميل حماس مسؤولية قتل أطفال بعلوشة بدون أدنى دليل أو حجة سوى تلك الأكاذيب التي ترددها المنظومة الإعلامية الصفراء لفتح ؟!

ما معنى أن يأتي هذا التصعيد الداخلي قبل خطاب عباس وخطوته الانقلابية القادمة وبعد جولة ناجحة لرئيس الوزراء وظهور بوادر لانفراج الأزمة ؟!

هؤلاء ليسوا فقط انقلابيين، بل هم أذناب إسرائيل بلا منازع ويدها الضاربة ورهانها الأول والأخير..

هؤلاء لحديو فلسطين الجدد الذين لا يستأسدون إلا على المجاهدين والشرفاء، ويتحركون تحت سمع وبصر ومباركة إسرائيل..

هؤلاء شركاء إسرائيل وأمريكا في التحضير لشرق أوسط جديد خالٍ من محاور الصمود وقوى الممانعة.

هؤلاء هم عار كبير على فلسطين وشهدائها وشرفائها، وهم أخطر مليون مرة من العملاء الظاهرين، لأنهم يتحركون باسم الوطنية الزائفة ويلتحفون رداءها في كل تحركاتهم المشبوهة..

هذه هي فتح الجديدة كما تريدها أمريكا، فتح التي تنكرت لتاريخها ونصبت المتصهينين قادة لها، فتح التي هُمش شرفاؤها عن مواقع القرار،وأصبح دم شهدائها ورقة انتخابية في يد الفاسدين والمتآمرين، فتح التي لم تعد ترى خصوماً لها إلا حماس فعبأت أفرادها ومنسبيها بجرعات من الحقد وحقنت أدمغتهم بكل عوامل المضي نحو المواجهة مع حماس واستسهال قتل مجاهديها وحرق مؤسساتها وقمع نشاطاتها، حتى لو كان الأمر يجري بمباركة إسرائيلية وبالاعتماد على إفرازات الاحتلال وتوظيف حربه على حماس من أجل إنهاك الحركة والمساهمة في استهدافها بلا وازع من ضمير أو حس وطني مسؤول.

هذه باختصار فتح كما يُراد لها أن تكون، مع اعتذارنا للشرفاء منها الذين أصبحوا رقماً هامشياً لا وزن له ولا تأثير أمام المؤامرة الكبرى التي تجري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...