السبت 10/مايو/2025

أما آن الأوان لوقف دحلان ؟

أسامة الصالح

 

أما آن الأوان لوقف دحلان …؟

 

كثيراً ما دعا العقلاء إلى ضبط النفس في فلسطين، وعدم الانجرار وراء الساعين إلى الفتنة الداخلية، وضرورة تفويت الفرصة على الصهاينة وأذنابهم، وعدم إنجاح خطواتهم في إحداث اقتتال داخلي فلسطيني، وكنا على الدوام من المؤيدين لهذا النهج، وممن يشد على يد كل الفلسطينيين الشرفاء والمقاومين والمحبين لاستقرار فلسطين.

ولكن أن يصل الأمر بأفراخ الصهاينة في الصف الفلسطيني إلى هذا الحد، وعلى مرأى ومسمع الدنيا كلها، وبكل وقاحة وخيانة، يحاولوا اغتيال رئيس الوزراء !! فهذا أمر لا يسكت عنه، ولا ينبغي للحركة الإسلامية أو الفصائل النظيفة أن تقف أمامه مكتوفة الأيدي.

رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي خرج مغامراً بنفسه، وطاف البلاد سعياً وراء فك الحصار عن الشعب الفلسطيني، وبذل جهده ليدافع عن القضية الفلسطينية، تحمل الكثير، والكل يعرف معاناته، وأنه لم يميز عن باقي شعبه، وأنه لم يقبض مثلهم رواتبه، وأنه مع سائر إخوانه الوزراء يقفون سداً منيعاً أمام المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة من داخله، يقفون أمام محاولات سرقة هذا الشعب العظيم الذي يقدم التضحيات ليل نهار، يقفون أمام سرقة أمواله وسرقة جهاده، وأمام تركيعه للعدو الصهيوني، وبدلاً من أن يكرم هذا المناضل، وبدلاً من أن تؤمن قوات الأمن الفلسطينية له الحماية والغطاء الأمني، فإذا بالحرس الرئاسي يطلق النار على موكبه في محاولة قذرة لاغتياله، وعدم تركه يصل إلى غزة الأبية، فيقتل مرافه الشخصي ويصاب مستشاره السياسي.

أي مهزلة ومبادرة خيانة هذه، أي استهتار بالشعب الفلسطيني وقياداته التي انتخبها هذه، أي خسة وعمالة وارتماء في أحضان العدو الصهيوني أشد من هذا … إننا بحق نشهد فصولاً جديدة في مسلسل الخيانة والعمالة، نشهد تطوراً خطيراً ينذر بسعي واضح لزيادة التضييق على هذه الحكومة المباركة، وإيقاف حركة قادتها الفضلاء الذين علموا الدنيا معاني الصمود والإباء، والذين لم تلن عزائمهم ولم تنثني راياتهم المرفوعة في الجهاد ضد الأعداء، هذا التصعيد الخطير يظهر فداحة الأمر واستفحاله في الصف الفتحاوي، وخطورة العناصر السائمة في غزة كأمثال دحلان وزمرته، وشدة ما آلت إليه درجة سعيهم لخدمة المخططات الصهيونية.

كيف يمكن أن يفسر مثل هذا الفعل الشنيع، وهذه المحاولة الآثمة، وكيف يبرر قتل مجاهد فلسطيني، وبأي مسوغ سيبرر دحلان وجماعته هذه الجريمة؟

لقد آن الأوان أن يطلع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية على تفاصيل عمالة هؤلاء، آن الأوان أن تكشف أوراق خيانتهم، وتفضح تحركاتهم لخدمة المشروع الصهيوني، لابد من فضح المؤسسات الإعلامية التي يملكها دحلان وجماعته، وكيف أنها تتكاثر كالسرطان في غزة وغيرها، أعداد كبيرة من الصحف ومواقع الإنترنت ومحطات الإذعة والتلفزة والتي لا هم لها إلا زيادة تركيع الشعب الفلسطيني وتزوير الحقائق، آن الأوان لفضح الارصدة المتخمة التي يحتفظ بها هذا المأفون، والمبالغ الطائلة التي يملكها وينفقها على أتباعه، ومن أين مصادرها، آن الأوان لفضح تاريخه الأسود، وزياراته وعلاقاته بالصهاينة اليهود والأمريكان، أن الأوان ليقف الشعب الفلسطيني كله أمام قواته، أليس هؤلاء من أبناء فلسطين ؟ أين عشائرهم وعائلاتهم ؟ أما لهم من آباء وأمهات فلسطينيون ؟ كيف يسمحون لهم أن يأتمروا بأمر الخونة؟ كيف يقبل شعب فلسطين المجاهد أن يشترى بالدولارات الرخيصة لقتل أبناء الشعب الواحد؟

لقد آن الأوان بحق لقوات الفصائل النظيفة من أبناء الحركة الإسلامية والجهاد ولجان المقاومة والشرفاء من كتائب شهداء الأقصى وكل الغيورين على الشعب الفلسطيني وجهاده ومكاسبه، آن لهم أن يشكلوا جبهة واحدة، قوة واحدة تلتقي على الحق وعلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعزل عباس، وتنزل الأحكام المناسبة بحق دحلان وأضرابه، وتعلم الدنيا بأسرها أن الدم الفلسطيني غالٍ، وأن الشعب الفلسطيني قادر على حماية صفه الداخلي، وأنه من تجرأ عليه لم يصعب استئصاله.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات