الأحد 11/مايو/2025

الرئيس وسر القنبلة السياسية الموعودة..لماذا الآن.!!

عماد عفانة

لا يمكنك أن تتخيل حجم وشدة الترقب وشغف الانتظار الذي يلم بشريحة هامة في حركة فتح لدرجة أنهم ربما يستعجلون الأيام ويتمنون لو أن يوم السبت يأتي الآن .

وكلنا تقريبا يعرف سر يوم السبت المرتقب، الذي ربما يصنفه البعض بالسبت التاريخي، وذلك نظرا لأن فخامة الرئيس محمود عباس أعلن انه سيقوم بتفجير قنبلته السياسية الموعودة والتي طال انتظارها يوم السبت السادس عشر من ديسمبر.

هذه القنبلة السياسية التي مهد الرئيس لانفجارها بالتسلح بمسرحية اللجنة التنفيذية التي منحته عصا وصيتها له بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، رغم أن بعض السياسيين ذهب إلى أن اللجنة التنفيذية بهذه التوصية إنما تتآمر على الرئيس وتنهي حياته السياسية الفاعلة نظرا لأن نتائج أي انتخابات رئاسية قادمة لن تعيد الرئيس عباس إلى سدة الحكم، وذلك نظرا لاعتبارين..

  الأول : أن الرئيس عباس نفسه أعلن انه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة.

والثاني: انه حتى لو عاد الرئيس ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية فان استطلاعات الرأي لا تعطي للرئيس عباس أغلبية تؤهله للعودة إلى سدة الرئاسة، وذلك استنادا إلى أن الرئيس عباس فاز بما نسبه نحو 27% فقط ممن يحق لهم الانتخاب، حيث أن عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الماضية التي قاطعتها حماس كان 66% فقط من مجموع الناخبين، ولم يفز الرئيس إلا بما نسبته 62% فقط ، أي 27% فقط ممن يحق لهم الانتخاب في الشعب الفلسطيني.

وزاد هؤلاء الخبراء أن اللجنة التنفيذية إنما تمهد الطريق لشخصية أخرى لاعتلاء سدة الرئاسة..!! وقد يتساءل البعض عن سر إقدام الرئيس الآن وليس قبل أو بعد الآن على تفجير قنبلته السياسية التي طال انتظارها فتحاويا.!!

هذه القنبلة التي راح المحللون والمخمنون والمنظرون يبدعون في سرد شكل شظاياها السياسية، فمنهم من قال :

أن الرئيس لن يأخذ بتوصية اللجنة التنفيذية وانه سيكتفي بالتلويح بها فقط، وانه ربما يعطي فرصة أخرى للحوار تحت سيف الدعوة لانتخابات مبكرة.

– ومنهم من قال بان الرئيس سيأخذ بالتوصية وانه سيعلن إقالة الحكومة مع إبقائها حكومة تسيير أعمال ، وانه سيدعو لانتخابات مبكرة في آذار المقبل.

وأكد من رجحوا هذا الخيار أن الرئيس سيعلن في إطار الدعاية المبكرة لهذه الانتخابات عن عزمه على دفع رواتب جميع الموظفين من صندوق الاستثمار الفلسطيني.

وفي قراءة متأنية لدوافع تفجير هذه القنبلة الرئاسية المرتقبة نرى أن :

الرئيس عباس اضطر إلى التعجيل في تفجير قنبلته الرئاسية نظرا لما حققته جولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية من نجاحات سياسية واقتصادية، وان الرئيس يريد قطع الطريق على هذه النجاحات ووضع حد لها  لجهة إعادة زمام الأمور إلى يد رئيس السلطة رئيس المنظمة بعد أن كادت الأمور تفلت منه، في ظل طعن حماس بشرعية اللجنة التنفيذية وفي دستورية توصياتها.

وان الرئيس عباس يرغب أيضا في قطع الطريق على النجاحات والاختراقات السياسية في الجدار الأوروبي لجهة رفع الحصار المالي والسياسي عن الحكومة وعن حماس التي حققتها الجولة الأوروبية الأخيرة للمستشار السياسي لرئيس الوزراء احمد يوسف وللنائب في التشريعي عن حماس سيد أبو مسامح، والتي رجح المستشار احمد يوسف أن تكون زيارة بلير المرتقبة للراضي الفلسطينية  أولى ثمارها.

  وان الرئيس يرغب في ركوب موجة الغضبة الشعبية على الفلتان الأمني المنظم الذي أودى مؤخرا بحياة ثلاثة من أطفال ضابط المخابرات بهاء بعلوشة، رغم أن الخبراء في الساحة الأمنية يرجحون أن هذا الحادث الإجرامي الانتقامي البشع جاء امتداد لجرائم الاغتيال السابقة في إطار الصراع المحتدم للسيطرة على هذا الجهاز والتي أودت مؤخرا بحياة العميد جاد تايه ومرافقه وأصابت من قبله طارق أبو رجب الأمر الذي أدى تحييده.

  وان الرئيس ومن باب الدعاية الانتخابية المبكرة له ولحركة فتح استدعى بشكل مفاجئ صندوق الاستثمار الفلسطيني ليدفع منه رواتب الموظفين الذين تسبب غياب هذا الصندوق وأدوات الرئيس ومنظمة التحرير الاقتصادية في تجويعهم طوال الأشهر الماضية.

  وأن الرئيس لم يقدم على تفجير قنبلته السياسية إلا بعد أن رتب أوضاع بيته الأمنية تحسبا لردود الفعل المرتقبة على تفجير قنبلتة الرئاسية المرتقبة، هذه الترتيبات التي كان تفويض النائب محمد دحلان العقيد ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق ذو التاريخ الطويل في قمع حماس بترتيب البيت الأمني للرئيس ولحركة فتح في ظل الأنباء المؤكدة والمتواترة عن شحنات أسلحة لم تنقطع وعن ملايين الدولارات التي وصلت إلى الرئيس وحرسه الرئاسي وحركة فتح في إطار الدعم الأرورأمريكي  والصهيوني لما يسمى بالقوى المعتدلة في الساحة الفلسطينية لمواجهة حركة حماس وحكومتها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل باتت الساحة الفلسطينية برمتها مجرد مكسر عصا وساحة معركة لقوى ومحاور خارجية، بين محور الخير المزعوم في العالم والذي تقف على رأسه أمريكا وإسرائيل وأوروبا ، وبين محور الشر المزعوم الذي تقف على رأسه إيران وسوريا وكوريا وفنزويلا..!!

فإذا كان الأمر كذلك فما هو موقع القضية الفلسطينية من كل هذا، وأين تقع على خريطة وأجندة هؤلاء الذين باتوا يتاجرون في كل شيء حتى بمعاناة وجوع الموظفين، وحتى بدماء الأطفال الأبرياء …!!

ولا يسعنا إلا أن نوجه نداء للجميع دون استثناء أن اتقوا الله فينا، اتقوا الله في شعبنا، اتقوا الله في قضيتنا، اتقوا في مقدساتنا، اتقوا الله في دماء أطفالنا .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات