اليهود والغرب

صحيفة الوطن القطرية
أليس عجيباً أن يبقى الغرب بكل طبقاته الحاكمة وشعوبه وجبروته الاقتصادي ومجده الأكاديمي رهينة على مدى أكثر من 60 عاماً لأمة يهودية تتكون من 12 مليون نسمة فقط؟
العاصفة النقدية اليهودية التي تواجه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر على مدى الأسابيع الأخيرة لتجرئه على قول الحقيقة بشأن يهودية الدولة الإسرائيلية ليست الأولى من نوعها.. ولن تكون الأخيرة. فقبل كارتر فتحت النيران على الفيلسوف الفرنسي غارودي والمؤرخ البريطاني إيرفنج .
بعنوان «فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري» أصدر كتاباً عرض من خلال فصوله ممارسات السلطة الاحتلالية ضد الفلسطينيين على أساس سياسة معتمدة للتمييز بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود بناء على اعتبارات عنصرية صرفة. ويقول المؤلف إنه في كثير من الأوجه يتعرض الفلسطينيون لقمع أبشع من ذلك الذي كان يتعرض له السود في جنوب إفريقيا خلال فترة الفصل العنصري .
وما إن نشر كتاب كارتر الشهر الماضي حتى اندلعت حملات من عدة جهات يهودية. تحدث دينيس روس الدبلوماسي الأميركي من خلال وسائل إعلامية حديث حقد أراد به التبخيس من القيمة الأكاديمية للكتاب.. هذا الدبلوماسي اليهودي الذي كان في عهد بيل كلينتون المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط ليلعب دور «الوسيط النزيه المحايد» بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
ووصف القانوني اليهودي الشهير آلان در شوفيتز عنوان الكتاب بأنه عنصري. وانطلقت حملة إساءة ضد الكتاب من مركز سيمون فيزنتال اليهودي في الولايات المتحدة .
ولا أدري بأي مبرر انطلقت الحملات. فالقول إن “إسرائيل” دولة عنصرية ليس سوى تسجيل لحقيقة مرئية. وأبرز ما يجسد هذه الحقيقة (قانون العودة) الذي بموجب بنوده يحق لأي يهودي من أي بقعة في العالم أن يدخل الدولة الإسرائيلية مرحباً به وأن ينال بالتالي الجنسية الإسرائيلية فورياً وتلقائياً بينما لا ينطبق نص هذا القانون على غير اليهود. وللمرة تلو المرة أعلن مسؤولون أو سياسيون إسرائيليون أن “إسرائيل” وطن يهودي خالص لليهود وحدهم .
ويبدو أنه بينما يضطر القادة الإسرائيليون إلى الاعتراف بالهوية اليهودية ل”إسرائيل” في سياق إعلان رفضهم حق العودة للفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم عند قيام الدولة الإسرائيلية في عام 1948 فإنهم لا يريدون أن يأتي الترويج لهذه الحقيقة من غير اليهود.. خاصة في الغرب.. وعلى الأخص داخل الولايات المتحدة معقل الحركة الصهيونية العالمية .
لهذا يسكت السياسيون والأكاديميون وغيرهم في الغرب عن الجهر بالحق والحقيقة خوفاً أو طمعاً. يقول كارتر: “إن قيام أعضاء في الكونغرس بالدفاع عن سياسة متوازنة بين “إسرائيل” وفلسطين أو مطالبة “إسرائيل” بالالتزام بالقرارات الدولية والكلام عن حقوق الإنسان للفلسطينيين يعتبر بمثابة انتحار سياسي” .
ويبقى السؤال: لماذا وإلى متى تستسلم أوروبا والولايات المتحدة شعوباً وحكومات لابتزاز أقلية يهودية؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: ترامب يردد أكاذيب نتنياهو لتبرير التجويع الممنهج لغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتّهم فيها الحركة بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

حماس: قرار الاحتلال توسيع الحرب تضحية صريحة بأسراه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" على خطط توسيع الاحتلال عمليته البرية في غزة، ...

الأونروا: 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن أكثر من 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا"،...

احتجاجات في جامعات أميركية تنديدا باعتقال داعمين لفلسطين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت جامعات كولومبيا وجورجتاون وتافتس وقفات احتجاجية منسقة، تنديدا باعتقال أكاديميين وطلاب دعموا القضية...

الكنيست تناقش فرض ضريبة على تمويل المنظمات الحقوقية الناقدة لإسرائيل
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام نددت منظمات حقوقية إسرائيلية، بمشروع قانون ناقشه الكنيست يفرض ضريبة بنسبة 80 % على التبرعات الأجنبية ويمنع...

الجبهة الشعبية تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد أحمد سعدات
فلسطين المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال الصهيوني، ورئيس حكومته الفاشية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه إيتمار...