الجمعة 05/يوليو/2024

حماس في ذكرى انطلاقتها

حماس في ذكرى انطلاقتها

 
بادئ ذي بدء وللإنصاف ليس لحماس فقط بل للتاريخ والحقيقة _وان كان الانصاف بعيد المنال مع حركة عملاقة كحركة حماس _لا بد من اشارة ولو بسيطة للجذور التاريخية لحركة حماس تلك الجذور الضاربة في اعماق التاريخ كون حماس تمثل امتداداً لحركة عالمية حركة الإخوان المسلمين في فلسطين ، فالتاريخ ملك شعب وامة ولقد سئمنا من استباحته بالشعارات التي تقزمه وتحشره بكبسولة الفئوية الضيقة تلك الاستباحة التي امتهنت القضية وتاريخها ودماء شهداء قادوا المسيرة منذ بواكيرها ، ومن لم يسعفه عمله في إقامة أمجاده لن يرفعه التدليس في اختراع المقدمات للوصول الى نتائج تسد فجوة احباطاته العملية ، فالتاريخ خير حارس لذاته ومهما بدا التدليس جمرة متقدة فإن غرفة ماء واحدة من نهره كافية لإخمادها، فسرقة التاريخ سرقة أمة بأكملها ، فالقضية الفلسطينية لم تبدأ البارحة ولا عام الرصاصة الاولى 1965كما اعتاد البعض على الاشاعة فهناك مخازن من الرصاصات قد اطلقت ودماء زكية سالت في سبيل القدس وفلسطين، ولا اعلم كيف لمن يخون التاريخ ان ينتظر من التاريخ أن ينصفه !!!

ولعل المرور بأكتوبر 1947 وتقديم الشهيد البنا رحمه الله لعشرة آلاف مجاهد كمرحلة اولى لقضية فسطين وتسلل البعض بعد تضييق الخناق عليهم من صحراء سيناء باسم الابحاث العلمية الى الداخل الفلسطيني ستكون بمثابة غرفة من نهر التاريخ يطفيء جمرة التدليس على الحقيقة ، والمرور بعام 1928 وانشاء الشيخ عزالدين القسام المنظمة الجهادية والتي اعلن عنها في عام 1935 ودعم البنا رحمه الله لها ماديا ومعنويا بتأسيسه اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين والتي ساندت الشيخ امين الحسيني رحمه الله هذا المرور سيكون بمثابة اخماد الدخان المتصاعد من اطفاء هذه الجمرة .
وتتكامل صورة جهاد الاخوان في فلسطين في الاذهان بمجرد الاقتراب من فكرهم الذي احكم العلاقة بين الدين وفلسطين ،ومن الاسس التي نشأت عليها اجيال الاخوان المتعاقبة
……”وما الشعب الفلسطيني إلا أخٌ لنا، فمن قعد عن فلسطين فقد قعد عن الله ورسوله، وظاهر على الإسلام، ومن أعانها وبذل لها وأمدها فقد انتصر لله ورسوله ودافع عن الإسلام”.
البنا: حسبك من وطنية الإخوان المسلمين أنهم يعتقدون عقيدة جازمة لازمة أن التفريط في أي شبر أرضٍ يقطنه مسلم جريمة لا تُغتفر حتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته، ولا نجاة لهم من الله إلا بهذا

يقول موشي ديان في رده على سؤال عدم مجابهة المتطوعين من الإخوان” إن الفدائيين يحاربون بعقيدة أقوى من عقيدتنا، إنهم يريدون أن يستشهدوا ونحن نريد أن نبني أمة، وقد جربنا قتالهم فكبدونا خسائر فادحة، ولذا فنحن نحاول قدر الإمكان أن نتجنب الاشتباك معهم))
وما زال الفكر الاسلامي يشحذ الهمم نحو تحرير الأرض الفلسطينية والمحرك الفعلي القادر على توجيه الطاقات نحو نهضة شاملة متكاملة تعيد امجاد هذه الأمة
وعلى ايحاء هذه الحقائق قام الامام الشهيد احمد ياسين رحمه الله بالتأسيس لانطلاقة حماس والتي بدأت بالفكر والترسيخ لهذه الانطلاقة المؤسساتية .

حماس من الحجر الى الصاروخ

مسيرة حافلة انقضت فيها جموع الأيدي المتوضئة على الرايات البيضاء التي حفت حدود الوطن الفلسطيني من كل اتجاه وطاردت اسراب الغربان لتطهر سماء فلسطين من كل دخيل ، مسيرة اقامت للانتصار أفراحاً بعد أن تشققت شفاه القوافل الحائرة والتي قادها الحادي الى صحاري الجدب وتآمر الحادي مع لصوص الليل وقطاع الطرق ، بالحجر تجذر الانعتاق من الارتهان لخزعبلات القادة السياسيين في هذا المحيط الراكدة مياهه حتى أسنت وطفت الطحالب على السطح فكان الحجر يخترق فولاذ الدبابة الصهيونية ويحرك مياه هذا المحيط !

مسيرة الحجر المزين بتكبيرات الجموع المعطرة بمسك الجنة ترسم الانكفاء الصهيوني وعلى وقعها يتقهقر اعتى مشروع استيطاني احلالي عبر التاريخ ، فمن الحدود التي تقيم عند بسطار اخر جندي صهيوني الى البحث عن مخرج والتمترس خلف جدار الفصل العنصري ، ومن الرهان على عامل الوقت الذي يفني الكبير وينسي الصغير الى استجداء الاعتراف لمحاولة الامساك بثواني المستقبل التائه في محاولة بائسة لإيجاد تاريخ أفلت شمسه قبل بزوغها ، وأساطير الخرافة التلمودية سحقتها قوة الحق الفلسطيني بأيدي فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى .

بالحجر احتلت القضية الفلسطينية اهتمام العالم الذي طواها في غياهب النسيان وبدأ البحث عن مخرج فكانت منظمة التحرير الفلسطينية ومحاولة الالتفاف على إنجازات الفلسطيني بحجره المقدس ، انهمرت الوعود وبقيت حماس تمسك على جمر الثوابت وما بدلت رغم قسوة الرياح المضادة من ظلم ذوي القربى والتي تمثلت بالسجون والإقصاء ومحاربة أفرادها بلقمة عيشهم وبالهمم الشامخة كشموخ الجبال الراسيات توالت محطات حماس حتى وصلت الى مرحلة تالية وهي

محطة صراع الإرادات :

عاشت القضية الفلسطينية ردحاً من الزمن على ردة الفعل يتحكم الكيان الصهيوني بمجريات الأحداث على الساحة الداخلية بالتحكم بردة الفعل والاقليمية بارتهان المحيط لحالة الخنوع والاستسلام اضافة الى ارتهان الفلسطيني وحقوقه لمقابلة اي ضغط على المحيط الاقليمي وحتى الساحة الدولية التي لا تقيم وزنا لحقوق بلا قوة حامية فكان لزاما الانتقال من ردة الفعل المسيطر عليه الى المبادرة بالفعل ومن هنا نشأ صراع الإرادة بين حماس قائدة المقاومة والكيان الصهيوني ومعها بدأت مرحلة تطوير السلاح ليكون بمتناول الفلسطيني ليحقق انتصاره في هذه الجزئية من الصراع وتوالت مراحل التطور من السكين للعمليات الاستشهادية وكان للفلسطيني ما اراد .

مرحلة الصاروخ الفلسطيني وتوازن الرعب :

شهدت الساحة السياسة تجاذبات سياسية عدة بشأن الجدوى من هذه الصواريخ ورغم اعتراف الكيان الصهيوني بالوضع الجديد الذي فرضته هذه الصواريخ من توازن للرعب الذي تفوق يه الكيان الصهيوني الا انها وجدت من ينتقدها من الساحة الفلسطينية ويكفي القول إن الصاروخ الفلسطيني قد فرضت المقاومة شروطها من خلاله وبعد رفض دام خمس شهور لما تقدمت به حماس عاد الكيان ليقبل بعرضها .

مرحلة التحرير بديلاً لمرحلة التسليم هذه المرحلة التي نشهد فصولها حاليا وكما كانت حماس رائدة النضال الفلسطيني اصبجت رائدة السياسة الفلسطينية المحافظة على المشروع الوطني برمته .

لا يمكن بحال ان توفي كلماتي المقتضبة حق حماس التي ما زالت قائمة على المشروع الوطني بكامل ثوابته .

 

* شبكة فلسطين للحوار

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...