الإثنين 05/مايو/2025

النووي الإسرائيلي يعلن عن نفسه

النووي الإسرائيلي يعلن عن نفسه

صحيفة البيان الإماراتية

لم يكن لإيهود أولمرت رئيس وزراء “إسرائيل” أن يعلن صراحة يوم الاثنين الماضي عن امتلاك الكيان الصهيوني أسلحة نووية، ما لم يكن قد حصل على ضوء أخضر أميركي.

فتصريحات أولمرت تأتي بعد أيام من اعتراف روبرت جيتس وزير الدفاع الأميركي الجديد أمام مجلس الشيوخ بأن لدى “إسرائيل” أسلحة نووية . وذلك في معرض حديثه عن المبررات التي تدفع إيران لامتلاك السلاح النووي. وكأن جيتس أراد أن يمهد الأرض أمام أولمرت وهو يعترف صراحة بالسلاح النووي الإسرائيلي.

ومن هنا لا يمكن أخذ التراجع الذي صدر عن مكتب أولمرت على محمل الجد، إذا ما قارناه بوضوح تصريحاته هو نفسه، حيث ذكر “إسرائيل” بالاسم كدولة تمتلك أسلحة نووية .

لقد حرص أولمرت وهو ينهي مرحلة الغموض النووي الإسرائيلي رسمياً، أن يحسن اختيار المكان والتوقيت. فقد صدر الإعلان من ألمانيا، التي يزورها رسمياً وألمانيا هي الدولة المتهمة بارتكاب الإبادة الجماعية ضد اليهود «الهولوكوست» .

أما من حيث التوقيت فإعلان أولمرت يصدر بينما تنعقد في العاصمة الإيرانية طهران ندوة حول حقيقة «الهولوكوست». وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أراد أن يتداخل المكان والزمان معاً، فألمانيا هي عدو اليهود بالأمس، واليوم إيران صاحبة المشروع النووي المقلق ل”إسرائيل” .

كانت “إسرائيل” من جانبها في حاجة ماسة إلى مثل هذا الإعلان سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، ولعل هذا ما دفعها إلى إنهاء مرحلة الغموض النووي فبعد الفشل على الصعيدين العسكري والسياسي الذي منيت به في لبنان على يد حزب الله طوال 33 يوماً من الحرب المفتوحة، خرجت “إسرائيل” من تلك الحرب منهزمة ومنكسرة على كل المستويات .

وكما صرح بعض قادتها ومحلليها العسكريين بأن “إسرائيل” خسرت تماماً قوة الردع العسكرية، إذ انكشف وهم جيشها تماماً بأدائه المخزي، وصار الحديث عن قوته مجرد وهم، ومن ثم لم يكن بحوزة “إسرائيل” من أوراق ردع سوى الإعلان عن امتلاكها للسلاح النووي كي تستعيد هيبتها المفقودة، وقوتها على التخويف أمام العرب عموماً وأمام إيران على وجه الخصوص، بل إن إعلان أولمرت هو في جوهره رسالة تهديد إسرائيلية لإيران، ومؤشر على أن “إسرائيل” ستقدم عملياً على عملية عسكرية واسعة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وأنها حصلت بالفعل على موافقة أميركية تامة بهذا الخصوص .

ومن المرجح أن الولايات المتحدة منحت “إسرائيل” مهمة التصدي لأي مشروعات نووية بالمنطقة، ولو كانت مشروعات سلمية، وإلا كيف نفسر ما أعلنه أولمرت بعد يوم واحد فقط من صدور بيان القمة الخليجية، وما احتواه حول المشروع النووي الإسرائيلي، من ضرورة الخضوع للتفتيش الدولي، وكذلك أيضاً، ما صدر عن القمة من إجراء دراسة مشتركة لمشروع خليجي مشترك لامتلاك التقنيات النووية السلمية؟ ومن ثم فإن المشروع النووي المصري معرض لضغوطات قوية قد تنهيه في حالة نجاح “إسرائيل” في تدمير المشروع النووي الإيراني .

من دون شك أن إعلان أولمرت يمثل إحراجاً شديداً لكل أصدقاء أميركا من العرب أمام شعوبهم وجيوشهم. فقد صارت الشعوب والجيوش العربية عارية تماماً أمام النووي الإسرائيلي الذي صار كالسيف المسلّط فوق الرؤوس. ومن ثم فإن مواقف وسياسات من يسمون ب«المعتدلين» العرب مرشحة لمزيد من التدهور وفقدان المصداقية .

إذ يبرهن إعلان امتلاك “إسرائيل” للسلاح النووي على سقوط كل المقولات العربية المتصالحة أو الداعية للتصالح مع “إسرائيل” التي رفعها هؤلاء المعتدلون» مثل: «السلام خيار العرب الاستراتيجي» و«مبادرات إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي» .

وفي المقابل تتأكد مصداقية كل مشروعات المقاومة ضد الهيمنة الأميركية الإسرائيلية سواء في العراق أو لبنان أو فلسطين، فكيف يمكن التعايش مع كيان عنصري مسلح نووياً، وقادر على تهديد الجميع وفرض الإذعان عليهم؟

ولذا فعلى من يطلبون من حركة حماس ومن القوى الفلسطينية المقاومة الاعتراف ب”إسرائيل” أن يتوقفوا، فلا سلام حقيقياً ومستقراً إلا بين أنداد متساوين في القوة، وغير ذلك يعد إذعاناً واستسلاماً .

لقد أسقط إعلان أولمرت عملياً الدعوات إلى أحياء وتفعيل مبادرة السلام العربية، كما أهدر ضمانات كل اتفاقيات السلام. مما يثير التساؤل حول خطورة المناطق المنزوعة السلاح في أراضي السلام العربية في ظل حضور السلاح النووي الإسرائيلي. إن الإعلان النووي الإسرائيلي يستحق تغيير المجرى الاستراتيجي لنهج التعامل العربي معها .

فلا قيمة حقيقية ولا فائدة ترتجى من الاستجابة للدعوات الأوروبية من أجل عقد «مدريد – 2»، لأن انعقاد هذا المؤتمر لا معنى له سوى أن يقدم العرب المزيد من التنازلات أمام “إسرائيل”، فالسلاح النووي الإسرائيلي سيكون حاضراً كقوة استراتيجية في مقابل الضعف العربي والتشتت الشامل .

ومن واجب العرب الآن أن يمتلكوا سلاحهم النووي المضاد للدفاع عن أنفسهم، حتى ولو استدعى الأمر منهم التحالف في ذلك مع إيران، ذلك أن خطر “إسرائيل” يفوق كل خطر لإيران، إن منطقة الشرق الأوسط لن تكون بعد الإعلان عن النووي الإسرائيلي كما كانت قبله، فالخرافات التوراتية حول معركة «هرمجدون» تحوم حولنا وتبشرنا بـ «هولوكوست» صهيوني ضدنا نحن العرب والمسلمين .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...