عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

أبدماء الأطفال تتاجرون…!!!

مصطفى الصواف

تجارةٌ رخيصة وهبوطٌ أخلاقي وصل إلى حد المتاجرة الرخيصة بدماء أطفالٍ أبرياء، دون أية مراعاة لمشاعر والديهم أو لحالة الحزن الشديد التي انتابت الشارع الفلسطيني جراء هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس مرتكبها مجرم مجرم مجرم .

ولكن المؤسف أن تلك المتاجرة التي يقوم بها البعض بهذه الدماء الذكية الطاهرة البريئة والتي لا ذنب لها، في استغلال رخيص للحادثة واستخدامها وسيلة وأداة للنيل من الآخرين وتوجيه الاتهامات لهم، بل التهديد بالقيام بأفعال لم يعهدها أحد، وكأن الذي يجري بعيد عن هذا التهديد وهذه الفوضى الخلاقة التي نادت بها كوندليزا رايس مربية بعض قيادات هذا الشعب.

هذه الجريمة المدانة بتجرد من أصحاب الضمائر الحية في قطاعات شعبنا الفلسطيني ليست بحاجة إلى اعتبارها موجهة ضد هذا الفصيل أو ذاك، لأنها في الأساس موجهة ضد الشعب الفلسطيني بكامله وفاعلها يعلم من ستحصد رصاصاته الغادرة، ومن أصدر له التعليمات بارتكاب هذه الجريمة أيضا يعلم أنها ستحصد أطفالاً لا ذنب لهم، ولكن هو يريد أن يحصد من وراء مثل هذه الجرائم ما يظن أنه مكسب سياسي، وبئس هذا المكسب، ولتذهب السياسة إلى الجحيم إذا كانت على حساب دماء الأطفال والشباب، وليذهب أصحاب المبدأ ” الميكافيلي ” الغاية تبرر الوسيلة إلى الجحيم أيضاً.

إن هذه الجريمة تقودنا للعودة إلى الوراء قليلا وما شهدته الساحة الفلسطينية من أجواء هادئة بعد فوضى وانفلات امني وحالات قتل وإطلاق نار منظم، ولا يختلف في ذلك اثنين ممن يراقبون المشهد السياسي الفلسطيني وذلك خلال تلك الأيام التي جرى فيها حوار وطني فلسطيني من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وينظر الواحد منا كيف انقلبت تلك الظروف من ذلك الحال الذي سادته الفوضى الخلاقة، إلى حالة الهدوء والطمأنينة، ويعيد الآن النظر إلى ما آلت إليه الأوضاع عقب الإعلان عن وصول الحوار إلى طريق مسدود، كيف بدأت الفوضى تعود، والجريمة تطل برأسها، بل شكل أبشع واشد ، وكأن الذي يحدث عمل منظم مخطط له، و إلا كيف يُفسر هذا المشهد وتُقرأ سطوره؟.

ولعل المتفحص للواقع الفلسطيني المعاش ويحاول ربط الأمور ببعضها البعض يصل حتما إلى ما نصل إليه، حوار يجري في أجواء أمنية ايجابية بعد فوضى واضطراب ، ينسد باب الحوار، التوتر يعود ، وقرارات من تنفيذية تنقصها الحكمة والمسئولية وتمارس مراهقة سياسية لا تعير للمصلحة الفلسطينية العليا أي اعتبار، أعمال شغب وفوضى واعتداء صارخ على أهم مؤسسة فلسطينية وهي المجلس التشريعي، إطلاق النار عليه واعتلاء أسطحه بشكل يدلل على همجية من فعل ذلك وعدم وعيه لما يقوم به.

 ويُحاول البعض وصف ما حدث بأنه حق يمارسه منتسبو الأجهزة الأمنية للمطالبة برواتبهم، إلا أن من قام بهذه الأعمال في غالبيتهم موعودون بالتنسيب وليسوا من المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية، باستثناء من خطط وقاد ذلك، وكان عملهم واحداً من الشروط للتنسيب، ثم تأتي الجريمة الأبشع التي يقف أمامها الإنسان وقفات طويلة، وتدور في رأسه تساؤلات كبيرة بكبر الجريمة، وفظاعتها، وانحدار مرتكبها الأخلاقي والقيمي، وتجرده من أية قيم دينية أو وطنية.

إن من يظن أن هذه الجريمة ستكون الأخيرة، مخطئ؛ لأن المؤشرات واضحة أن هذه الجريمة هي مقدمة لجرائم سترتكب في المستقبل القريب ستطال قيادات الشعب الفلسطيني، وهذه الجريمة النكراء ما هي إلا الشرارة الأولى التي يشعلها مرتكبوها للبدء بتنفيذ بمخطط رسم للمرحلة القادمة بعد فشل كل المحاولات لإشعال نار الفتنة وجر الشعب الفلسطيني نحو الهاوية والخطوط الحمر وإذكاء نار الحرب الأهلية، ليكتمل بذلك المشهد الإقليمي بصورة كاملة ” عراق، لبنان، فلسطين ” وهذا ما بشر به بعض قادة العرب وسينفذ في كل منطقة بأدوات من داخلها تلقت تعليمات واضحة ومرسومة من الإدارة الأمريكية.

ولكن والمشهد كذلك، ما هو المطلوب؟، المطلوب هو الحذر الحذر، المطلوب هو وحدة الصف، المطلوب العودة إلى مصالح الشعب الفلسطيني العليا، المطلوب العودة إلى العقل، المطلوب التصدي بحزم لهذا المخطط الذي سيطال الأخضر واليابس، المطلوب الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وخيارات الشعب الفلسطيني والعودة إلى الحوار الفلسطيني_ الفلسطيني بإرادة فلسطينية وشروط فلسطينية وعدم الارتهان للخارج وللإرادة الأمريكية، بغير ذلك ستكون النتائج كارثية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...