الرئيس… وحاجز بلوظة..!!

يعتمرون قبعات حربية خضراء اللون ويعتلون جيبات ضخمة من نوع دوج الأمريكية سوداء اللون فيما يرفعون عليها إلى جانب العلم الفلسطيني رايات حركة فتح صفراء اللون، ورغم ضخامة أجسامهم المدججة بالسلاح والجعب العسكرية إلا انه يبدو محظورا عليهم إظهار أسنانهم بيضاء اللون للناس، ربما كي لا تنقص الابتسامة من هيبتهم، وربما كي لا تكتمل بمواصفاتهم ألوان العلم الفلسطيني الذي استبدل لونه الأحمر باللون الأصفر.
ويقفون إلى جانب الحواجز التي أغلقوا بها كافة الشوارع القريبة والبعيدة المؤدية إلى منزله الذي يقع على احد أهم المفترقات الرئيسة على الطريق الساحلي الرابط بين محافظة غزة والمحافظات الوسطى والجنوبية، ولا يسمحون لأحد بالمرور مادام في غزة.
ويجبرون المواطنين ومركباتهم على سلوك طرق أخرى بعيدة وغير معبدة ووعرة كي يصلوا لمصالحهم فيما تبقى الطرق النظيفة المعبدة لمرور مواكبه الفلكلورية والبروتوكولية التي ربما لديها حساسية ويصيبها الإعياء من غبار الطريق.
لسنا هنا بصدد لغز لاختبار قدرة القراء على حله، وإنما نحن بصدد الحديث عن حواجز بلوظة التي يقيمها فخامة الرئيس عباس على بعد مئات الأمتار من منزله والتي يغلق بها الطرق ما يتسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين.
لسوء الحظ أن مكان عملي يجبرني الوصول إليه المرور كباقي المواطنين عبر طرق فرعية بعيدة للوصول إليه، ليس لشيء إلا لأن الفيلا الفخمة التي يقطنها فخامة الرئيس تقبع في طريق الناس.
يعلم الجميع أن شعوب العالم الديمقراطي تنتخب الرؤساء لخدمتهم والقيام على شؤونهم وتنظيم حياتهم بما يوفر لهم الأمن الشخصي والأمن الجماعي والأمن الغذائي والأمن الصحي وغيره من المتطلبات الأساسية للشعب والإنسان، ولا يسعنا هنا ألا أن نتذكر قول الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ” والله لو عثرت دابة في لعراق لخشيت أن يسألني ربي عنها لماذا لم تعبد لها الطريق”.
ومنحت الديمقراطية الشعوب حق إسقاط هؤلاء الرؤساء إذا لم يقوموا بواجباتهم تجاه شعوبهم، ولم يسهلوا لهم الحياة ولم يعبدوا لهم الطريق.
فكيف بنا وفخامة الرئيس يقوم بإغلاق الطرق أمام مرور المواطنين ويضيف مزيد من العقبات والمعاناة على حياتهم، وخصوصا بعدما تمكنت المقاومة من دحر الاحتلال الذي كان يذل المواطنين بإغلاقه للطرق وبإقامته الحواجز، فهل استبدلنا حواجز الاحتلال بحواجز الرئيس..!!
وكيف بنا والرئيس موضع اتهام انه يغلق طرق الأموال على حكومته ما يتسبب بالمعاناة والآلام لشعبه، الاحتلال يواصل احتجاز مئات ملايين الدولارات من أموال الضرائب، وبعد اعتراف الرئاسة بصرف نحو 250 مليون دولار من أصل 500 مليون دولار وصلت من أموال الدعم العربي على مجالات مختلفة فهل يبقى نصف المبلغ محتجزا لدى الرئيس..!!
وكيف بنا والرئيس يعلن –تساوقا مع مطالب خارجية – بان المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية وصلت إلى طريق مسدود ما يبشر باستمرار الحصار واستمرار المعاناة للشعب، فهل كرة حكومة الوحدة في مرمى الحكومة التي تطالب ليل نهار باستئناف الحوار لتشكيلها أم في مرمى الرئيس..!!.
وكيف بنا والرئيس يقوم بتجديد اتفاقية معبر رفح المخزية ستة أشهر أخرى، والتي تضمن سيطرة الأوروبيين المرتهنين للصهاينة على المعبر، أي بمعنى آخر تسليم رقابنا ومصير مسافرينا ومعاناتهم للصهاينة إن أرادوا فتحوا المعبر وان أرادوا أغلقوه أمام شعبنا بالطبع وليس أمام زبانية الرئيس..!!
عندما رأيت حواجز الرئيس تذكرت حاجز بلوظة الذي تقيمه الشرطة المصرية على الطريق الواصل بين العريش والقاهرة، كي تمنع مزيداً من الفلسطينيين العالقين في القاهرة من الانضمام إلى الآلاف من إخوانهم الفلسطينيين العالقين في مدينة العريش بسبب إغلاق معبر رفح، الأمر الذي يسبب معاناة لا توصف لأبناء شعبنا العالقين هناك، والتي منها:
– نفاذ الأموال من العالقين لطول مدة إغلاق المعبر، ما يتسبب لهم بالجوع والذل وربما المبيت في المساجد أو التسول على أبوابها ليجدوا ما يقتاتون به.
– قيام السلطات المصرية باحتجاز المئات منهم فيما يسمى بالتراحيل، حيث يتم احتجازهم في غرف اقرب إلى الزنازين، معزولين عن العالم لا يسمح لهم بالخروج ويباع لهم الطعام بأسعار سياحية باهظة، والأشد إيلاما هو أن من بين هؤلاء التراحيل العشرات من مصابي وجرحى الانتفاضة الذين كانوا يتلقون العلاج في مشافي مصر أو إيران أو السعودية، وعوضا عن تلقيهم رعاية صحية خاصة يلقون في عزل التراحيل المذل والمسيء لشعبنا ولكرامتنا ولمصابينا.
– نفاذ الأدوية من المرضى منهم ما يعرض حياتهم للخطر.
وفي ظل هذه المأساة التي يعيشها شعبنا على معبر الموت والآلام معبر رفح تذكرت أن الرئيس أصر على حكومته أن يبقى معبر رفح تحت سيطرته وسيطرة القوات والإدارة التابعة له وذلك حرصا من فخامة الرئيس على استمرار فتح المعبر ولحمايته من خطر الإغلاق، رغم أن ذلك يضيع من خزينة الحكومة أموالا طائلة من عائدات المعبر لا نعرف حتى الآن أين تذهب..!!.
والسؤال المطروح إذا كانت السيطرة على المعبر وإداراته والحصول على عائداته هو من حق الحكومة، وإذا كان الرئيس غير قادر على ضمان استمرار فتح المعبر أمام المواطنين، فما جدوى استمرار مصادرة صلاحيات الحكومة في السيطرة على المعبر لصالح الرئيس..!!
خصوصا بعدما مدد فخامة الرئيس رهن رقاب أبناء شعبنا للأوربيين والصهاينة على المعبر ستة أشهر أخرى، في الوقت الذي كان بالإمكان فيه تحويل المعبر إلى معبر فلسطيني مصري لا دخل للاحتلال ولا للأوربيين فيه، ما يعني انتهاء حاجز بلوظة المصري على الأقل وليس حاجز بلوظة التابع للرئيس.!!.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....