أزمة ولكن..!

ولعل ما فاقم الأمور أكثر هو قدرة حماس على إدارة موضوع التوافق على تحقيق التهدئة المؤقتة وبقبول الفصائل مجتمعة، التهدئة التي تم التوافق عليها تحت عناوين جديدة للمرة الأولى، منها أن تكون التهدئة مؤقتة وتبادلية في الوقت ذاته، التهدئة التي لا تفرق بين فلسطيني وآخر إن كان في غزة أو في الضفة ، كل هذه الأجواء ساهمت من جهة في تعزيز موقع حماس كلاعب أساسي بين مجموعة لاعبين لم يعتادوا على هذا النمط من اللعب، ومن الجهة الأخرى بدا أن أمام حماس فرصة لاكتساب المزيد من الوقت من خلال التهدئة، والسبب في ذلك يعود إلى اعتبار العدوان الإسرائيلي على غزة كأحد أهم العوامل الخارجية التي كانت تساهم في خنق الحكومة الفلسطينية إلى جانب الحصار المالي وبالتالي اقتراب اجلها.
فحماس الجديدة التي مرت بكل هذه التجارب ، هي ذاتها حماس القديمة ، وحماس هذه المختلفة والمميزة هي ذاتها غير المرغوب بها والتي تشكل خطرا على كل اللاعبين، فحماس هذه لا تُغرق ولا تُسحق ولا تُلحق، فكان الحل بإحراق هذه المراحل مجتمعة ولكن بشكل عكسي مما يعني العودة إلى نقطة الصفر.
وحماس هذه لا تستفز، وهي حريصة على الحوار الداخلي أكثر من حرصها على أي حوار، الحوار لا للحوار فقط، رغم كل الخطب والقدح والذم، وحماس هذه ثابتة راسخة وكلمتها واحدة ” لن نوقع ” و ” لن نعترف” ، وحماس هذه واحدة موحدة رغم محاولات الشق، فالداخل هو الخارج والخارج هو الداخل، هي ليلى واحدة والكل يغني عليها، في حين أننا تعودنا في عالمنا أن يغني كلٌ على ليلاه.
أما فتح فبدت بوجوه كثيرة و أجنحة أكثر، ففتح ذاتها التي كانت ترفض وتحت أي ظرف الدخول في حكومة تقودها حماس هي ذاتها التي تصر على الحصول على وزارات بعينها دون غيرها، وفتح ذاتها التي يحاول بعضها منح حماس فرصة النجاح هي ذاتها التي يحاول بعضها إحراق الانجازات، وفتح ذاتها التي كانت تستميت على التمسك بوثيقة الأسرى كأرضية للتفاهم هي ذاتها التي تعتبر وثيقة الأسرى أرضية غير صالحة لبرنامج الحكومة القادمة، وهي ذاتها التي تضيف شروط جديدة كل يوم إلى جانب المطالبة بالشروط الرباعية ومن لف لفها.
إن كل من في المنطقة يخشى أن تحصل حماس على نصر كبير بثمن رخيص، لذلك بدى إن المطلوب أن تعود المياه إلى مجاريها، مجاريها التي كانت تجري مساء الخامس والعشرين من كانون ثاني 2006، غير أن الواقع يقول بغير ذلك، وأمريكا التي بدأت تحزم أمتعتها وقررت أن تفر من العراق هي ذاتها التي ستفر من المنطقة عاجلا أم آجلا، وعندها ستستعيد كل الشعوب حقوقها المسلوبة بفعل التسلط الأمريكي على المنطقة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...