طريق مسدود أسود بلون كونداليزا رايس

تذرع محمود عباس بمعاناة الشعب الفلسطيني المكلوم والمحاصر وأنه يريد فك الحصار عن الشعب عندما أخذ يوسوس لقادة الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين المباركة منذ العام 1948 حتى يوافقوا مجددا على إعطاء فرصة للتهدئة ووقف الأعمال القتالية مع العدو.
وفي تقديري أن المقاومة هي وحدها من يقرر الحاجة إلى التهدئة أو مواصلة دك صروح العدو حتى يفر من بلادنا كما أجبرته على الخروج مرغما من قطاع غزة، هي وحدها من يتخذ قرار السلم أو الحرب حتى يقر العدو بحقوق شعبنا مرغما ويعيد الحقوق إلى أصحابها تحت وطأة الضربات القاسية لترد بعض جرائم العصابات الصهيونية التي شردت شعب فلسطين من أرضه إلى صدور الصهاينة وعملائهم والمعاملة بالمثل مشروعة في ديننا.
ولكنني أتحسس بناظري خيوط مؤامرة دولية جديدة لإنهاء القضية الفلسطينية نهاية مؤلمة بإقامة دولة فلسطينية تكون ابنا شرعيا لدولة إسرائيل غير الشرعية تقودها زعامات يرضى عنها البيت الأبيض لضمان وصول التبرعات السخية من الدول الغربية التي أقامت دولة إسرائيل على أرضنا المسلوبة والأمر لا يحتاج إلى تفصيل لكل صاحب عقل.
وحتى تتحول هذه المخططات إلى حقيقة واقعة لا بد أن يمر الشعب الفلسطيني بمشاهد صعبة بدأت مع فرض الحصار الدولي الظالم وما رافقه من أعمال شغب احتجاجا على اختيار الشعب لممثليه بحرية وانتخابهم لمن علموا أن عندهم الحل لقضيتهم ولقولهم أن الإسلام هو الحل ولا نقبل بحل سواه.
فقد علم أعداء الأمة الإسلامية وحلفاؤهم وأعوانهم في الداخل والخارج أن الإسلام سيد ومن يحملونه يصبحون سادة لا يقبلون الفتات ولا يعملون تحت وطأة الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية أو حتى الإغراء بالمساعدات المالية والعينية من الدولة المانحة الشرقية منها والغربية.
وعلمهم هذا جعل عداءهم متخفيا متقنعا بالسعي من أجل المصالح العليا للشعب الفلسطيني وأخذوا يروجون لعملية تصفية وتضييع الحقوق باسم السلام وهو اسم جميل يعبر عما يطمح إليه كل إنسان وأكبر من ذلك إنه واحد من أسماء الله الحسنى تبارك ربي سبحانه.
ولم تكن تصريحات وزير الحرب الصهيوني عمير بيرتس اعتباطية هذه المرة التي دعا فيها قواته إلى تكثيف الاغتيالات في قطاع غزة ضد جنود المقاومة الفلسطينية فهي في اعتقادي تأتي في إطار مخطط لإنهاك المقاومة عبر اغتيال صفوتها وإلهائنا بين الحين والآخر بتهدئة يعيد خلالها العدو ترتيب صفوفه وتدارك أخطائه بمساعدة المنافقين أصحاب المصالح الخاصة.
ويروج أبناء جلدتنا الذين كفروا بكل قيمنا ويسارعون إلى إدانتنا ويهرعون إلى التخفيف من مصاب عدونا إذا ما ألمت به مصيبة من عند الله أو بأيدي المؤمنين لعملية إجرامية مغلفة بعبارة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويستهدف هؤلاء الكافرون بقيمنا العربية والإسلامية المؤمنين بالوصفة الغربية بدعايتهم السفهاء من بني قومنا فيعيدون عليهم اسطوانات مشروخة يمنونهم بحياة راغدة هانئة في ظلال دولة عزيزة سنغافورة عباس 2007 وهي بالمناسبة تختلف عن سنغافورة عرفات 1995 والتي ستقام بموافقة دولية يقبل بها جورج بوش الذي أفاض نهري دجلة والفرات من دماء المسلمين على أيدي جنوده وحلفائه، وترضى عنها بريطانيا التي زرعت الغرس الخبيث في ديارنا، وينبح كلابهم في كل الأقطار رضى بها ويرحبون بمن تقلد الأمور فيها بحفاوة ذات نكهة أمريكية تنبعث منها عفونة تشمئز منها النفوس السوية.
وأشد من ذلك غرابة يريدون أن يقنعونا بأن عاصمة هذه الدولة القابلة للحياة بالمفهوم الأمريكي ستكون مدينة القدس وغاية العجب أن اليهود سيوافقون على منحهم هذا الشرف الكبير. ألم أقل لكم أنهم يستهدفون بدعايتهم السفهاء الذين لا يعقلون إذا قال لهم قادتهم أن العنزة تطير جادلوا أيما جدال عن طيور العنز وإذا قالوا لهم أن الديك يبيض جردوا أقلامهم ليؤكدوا لنا بالدليل والبرهان أنهم يملكون بيضة ديك ذهبية.
ويتهم هذا الفريق الذي بات يعلن عن مخططاته وأفكاره الهدامة عندما لم يفلح في التخفي حماة المقاومة وحراس ثغور الوطن بأنهم لا يريدون لشعب فلسطين أن يتحرر من نير الاحتلال.
كذبوا والله لو كان المجاهدون وأبطال المقاومة يريدون ذلك فأقصر طريق لتحقيقه اللحاق بركب المنهزمين والانخراط في مفاوضات بائسة تديرها منظمة التحرير الفلسطينية مع قادة العدو والموافقة على بيع أراضينا بدلا من التنازل عنها من دون مقابل، ولما سالت الدماء وتقطعت الأشلاء ودمرت معاني الحياة الإنسانية على طريق الحرية والكرامة.
وأود التأكيد على أن التهدئة القائمة لا تعبر بحال من الأحوال عن حاجة الشعب الفلسطيني فإن كان لابد منها فيجب أن تكون الضفة والقدس أولا قبل غيرها مشمولة بالتهدئة لأننا أحوج ما نكون إلى استعادة قوتنا في الضفة الغربية وفي القدس للنهوض من جديد والاستعداد للمعركة الفاصلة التي ستجلي اليهود عن أرضنا المباركة بإذن الله.
وكما هي الحال في كل مرة يتوصل فيها عباس مع قادة المقاومة الفلسطينية إلى تهدئة لصالح العدو الإسرائيلي يبدأ الصهاينة بخرقها من الساعات الأولى فقد رصد تقرير صادر عن شبكة فلسطين اليوم الإخبارية 70 خرقا صهيونيا للتهدئة في غضون سبعة أيام.
وأما بالنسبة لحكومة الوحدة الوطنية فإن الحوار حولها لا يعدو كونه تضييعاً للوقت وتمييعاً للمسئوليات الملقاة على عاتق الرئاسة تجاه العدوان الصهيوني والحصار الغربي والدولي على شعبنا والذي يستدعي انحيازها إلى جانب خيار الشعب في المقاومة وإجلاء الاحتلال عن أرض فلسطين كاملة بما فيها صفد التي يقول عباس أنه من أهلها المهجرين.
فبعد أن تنازلت حماس ووافقت على عدم مشاركة رموزها من الصف الأول في الحكومة، وعلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية في إطار جدول زمني محدد، وعلى أن تكون استقالة رئيس الوزراء وإعلان البديل المكلف بعد إنجاز الاتفاق، وعلى عدد الحقائب الوزارية للفصائل والكتل البرلمانية والمستقلين، وعلى مبدأ الشراكة الحقيقية في الحياة السياسية بشكل عام وشامل تراجعت الرئاسة عما تم الاتفاق عليه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...