الأربعاء 14/مايو/2025

خارطة الطريق تخرج من المسرح السياسي قبل خروج بوش من البيت الأبيض

مصطفى الصواف
المركز الفلسطيني للإعلام

ا.د يوسف رزقة

وزير الإعـــلام
كانت مقالة (لافروف) وزير خارجية روسيا قبل أسابيع حول مجانبة الرباعية للمنطق والمعقول حين تطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل من أجل رفع الحصار، ومن أجل إجراء حوار سياسي معها.كان هذا النقد الروسي خطوة أولية خارج نطاق خارجة الطريق وتوافقان الرباعية.

إنه من الخطأ أن تطلب من الشعب الفلسطيني الذي لا يملك دولة مستقبلية ذات سيادة حقيقية الاعتراف بالآخرين. قيام الدولة أولاً ثم يأتي النظر في علاقة الدولة بالآخرين، وليس العكس. هذا هو المنطق الروسي في عام 2006م بعد أن فازت حماس بأغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني وشكلت حكومة فلسطين العاشرة.

ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يقف خلف عملية التعديل الإيجابي في الموقف الروسي، بل هناك مجموعة أخرى من الأسباب لسنا بصدد البحث فيها وتحليلها، غير أن هذه الخطوة عجلت بخطوة أخرى مهمة صدرت اليوم 16/11/2006م عن الثلاثي الأوروبي (اسبانيا وفرنسا وإيطاليا).
تقع الخطوة الأوروبية هذه أيضاً خارج إطار خارطة الطريق بشكل أو بآخر فهي دعوة مكونة من ثلاثة عناصر: الأول إيقاف إطلاق النار. والثاني تبادل الأسرى، والثالث عقد مؤتمر دولي. الموقف الإسرائيلي رفض المبادرة الأوروبية دون النظر الحقيقي في مكوناتها لأن إسرائيل ترفض إشراك المجتمع الدولي وبالذات الأوروبي والروسي في تقرير الحل المناسب للصراع، وهو موقف تاريخي منذ أين غوريون وحتى اليوم، والبديل عندها المفاوضات المباشرة وما تقرره الولايات المتحدة الأمريكية.
إنه إذا قرأنا الخطوة الأوربية والروسية نجد أن قيادات مهمة في المجتمع الدولي لم تعد مقتنعة بالموقف الإسرائيلي المعرقل للجهود الأوروبية لاسيما وأن سياسة بوش الابن لم تنغمس بما فيه الكفاية في عملية البحث عن السلام والتسوية على مدى السنوات الست المنصرمة، ولم تساعد في دفع جهود الآخرين إلى الأمام.
 في أوروبا اليوم رأي عام معتبر أن الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل يشجعنا على التهرب من مقتضيات السلام العادل، ويشجع على العنف واستخدام القوة بشكل مفرط، وفي الوقت نفسه ـ وبحسب الرؤية الأوربية ـ يشجع على تعاظم القوى الإسلامية المناهضة للتسوية. في أروبا رأي عام يزداد نمواً مع كل مذبحة ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين ويرى في إسرائيل عامل عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن تأثيرات التصرفات الإسرائيلية العدوانية انتقلت إلى أوربا، حيث أصبحت فلسطين ومذابح المدنيين فيها مصدر إلهام لكل رافض للسياسة الأمريكية الأوربية.
إن السياسة الإسرائيلية سبب في فشل أميركا وبريطانيا في العراق، وهي سبب في تعاظم القوة الإيرانية الباحث عن القنبلة النووية، وهي سبب توّلد قوى سياسية مناهضة للأنظمة العربية المعتدلة بحسب التضييق الأمريكي للمنطقة.إسرائيل اليوم 2006 لم تعد إسرائيل 1967م. في (اسبانيا وإيطاليا وفرنسا) اليوم قيادات جديدة لم تعد تؤمن بجدوى التبعية لواشنطن في السياسة الخارجية. حيث لم تخدم هذه التبعية التي قادها (توني بلير) المصالح الأوربية ولا المصالح البريطانية، وهو اليوم يدفع ثمن هذه التبعية من فاتورة حزبه.
نعم لقد عبرت هذه القيادات عن مواقف مستقلة نسبياً عن الموقف الأميركي قياساً بالمواقف البريطاني، لاسيما في غزو العراق، ثم في تقييم الفشل الأميركي البريطاني، ومازال أمامها الكثير كي تفعله لتقديم رؤية متكاملة خارج الرؤية الأمريكية المنحازة لإسرائيل. العراق يتحول إل فيتنام جديدة، وثمة تغيرات إقليمية مهمة حيث تتعاظم قوى على حساب أخرى مما يهدد التوازن الهش في المنطقة.
في الأشهر الأخيرة من ولاية توني بلير لتبلور لديه خطاب سياسي يحكي عن مركزية القضية الفلسطينية وتأثيراتها على العراق وأفغانستان والمنطقة، وهذا يمثل نوع من (الزحزحة) عن التبعية المطلعة ميزت الموقف البريطاني في حكومة بلير.
وقد عبر عن هذه (الزحزحة) بعد أن تعالت الأصوات داخل حزبه التي ترفض متابعته بالمطلقة لأميركا من السياسة الخارجية، وأصوات أخرى تطالب بالخروج من العراق، وأصوات تطالب بتشكيل لجان تحقيق في مسألة الغزو.
إن ما نود وضعه أمام القارئ المتابع هو أن خارطة الطريق لم تعد الحل المقدس، وأن أطرافاً مهمة بدأت تفكر بأشياء خارج إطارها، وهي ربما تخرج من السياسة قبل خروج بوش من البيت الأبيض. إنه في ضوء الحراك السياسي الجديد الباحث عن مبادرة معدله لم يعد بإمكانه تجاهل حماس وعامل المقاومة والممانعة في المنطقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...