الأحد 06/أكتوبر/2024

الاحتلالان الإسرائيلي والأمريكي الأصل وشبيهه

الاحتلالان الإسرائيلي والأمريكي الأصل وشبيهه

الانتفاضة الفلسطينية، وكل مقاومة في قامتها أو نهجها، هي بإجماع كل العالم، وكل القوانين والفلسفات، نضال مشروع ضد الاحتلال والظلم، وهي بالنسبة لنا نحن العرب آخر ما بقي من حصوننا التي سلمناها حصناً حصناً تحت ذرائع مختلفة وواهية لأننا ضعفاء أكثر مما يحتمله واقع المقاومة واشتراطات النضال ولذلك استسلمنا، وفتحنا كل الأبواب ليدخل منه الشر الآتي من كل الجهات.

 

بقيت بوابة أخيرة تحرسها عيون الشهداء في فلسطين، وأياد صغيرة تلتقط الأحجار لترمي في سبيل الحق جيوشاً بربرية آتية من التيه لا لتتعايش معنا ولكن لتسكن أرضاً تريدنا أن نكون في أحشائها، لكن الأرض وفق منطق التاريخ والجغرافيا لا تحتمل سوى أهلها!!

 

كل محاولات خنق المقاومة الفلسطينية هي محاولة مكشوفة وبائسة في اتجاه إنقاذ (إسرائيل)، ابتداء من قرار التقسيم 1936، وانتهاء بخريطة الطريق 2003، وعندما جاء بوش محفوفاً بفرح العرب لتنازله وقبوله تشريف الشرق الأوسط بزيارته، فإنه جاء ليضمن رضا يهود “إسرائيل”، كي يرضى عنه يهود الولايات المتحدة، وكم هو محتاج لهذا الرضا وهو على أعتاب انتخابات قريبة لتجديد رئاسته.

 

في العراق أيضاً انتهت لعبة قذرة كانت أدواتها دعاية رخيصة أدارتها لشهور عديدة أجهزة إعلام ضخمة وأجهزة مخابرات ودوائر حكومية في حجم (السي آي إيه) والبنتاغون والبيت الأبيض، حول أسلحة الدمار الشامل، وديكتاتورية صدام الذي يقتل شعبه يومياً ويهدد جيرانه، اليوم تبدأ لعبة أخرى وقودها الديمقراطية ودخانها صفقات وشركات ومصالح حساباتها بالمليارات، ورجالها يعتمرون قلنسوات صغيرة سوداء يعرفون بسيماهم وبأسمائهم وبتبرعاتهم السخية لتمويل حملة انتخابات الرئاسة المقبلة! وفي العراق أيضاً بدأت نبرة عالية تطالب باجتثاث المقاومة كثمن أساسي للسلام والديمقراطية.

 

إن حملة انتخابات الرئاسة المقبلة تقع في وسط الطريق بين فلسطين والعراق، ولذلك كان لابد من خريطة يستميت الرئيس ورجاله في حرث الأرض لتتلاءم مع خطوط الخريطة شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، حتى لو كان الثمن سحق الأبرياء والمدنيين والمناضلين الشرفاء في مخيمات الأرض المحتلة ومدن الرافدين، فذلك لا يهم طالما أن الخريطة ستمهد الطريق للبيت الأبيض، ولصفقات نفط العراق وثروات المنطقة التي لا تعد ولا تحصى، ولكن يعدها الأميركان جيداً ويحصيها الصهاينة بدقة معروفة عن اليهود، فدقة حسابات المصالح والاستيلاء على ممتلكات الغير جزء لا يتجزأ من تاريخهم.

 

من هنا لا يبدو أن شيئاً غريباً أو مفاجئاً أو بشعاً أكثر من اللازم يحدث في الأراضي الفلسطينية، فاللعبة معروفة والثمن رأس المقاومة، كي تتوازن المعادلة، ويستقر اللاعبون بعد أن يقتسموا الأرباح كما اتفقوا منذ البداية، ويبقى رهاننا الأخير على احتمال المقاومين، وصلابة سكان المخيمات.. يبقى الرهان الأكبر على حراس البوابة الأخيرة إن في فلسطين أو في أرض الرافدين فالصورة واحدة، والمطلب واحد، والعدو نفسه والضحية نفسها، والأرباح معروفة هنا ومعروفة هناك، والسؤال: إلى متى يستطيع هؤلاء أن يصمدوا؟

وإلى متى يستطيع أولئك أن يبقوا محتلين؟ هل سمعتم عن احتلال في تاريخ البشرية بقي إلى الأبد؟ هل بقي الاحتلال البريطاني لأميركا حتى النهاية؟ لماذا قاوم الأميركان محتليهم؟ هل المقاومة حق مشروع ضمن سياق منطق التاريخ البشري؟ إذن فالانتفاضة الفلسطينية نضال مشروع ضد الاحتلال، والمقاومة العراقية نضال مشروع ضد الاحتلال.. ولا فرق بين الاحتلالين، فكلاهما أميركي إسرائيلي، إنهما الأصل وشبيهه في المرآة!

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات