الأحد 06/أكتوبر/2024

خارطة الطريق : نهج استسلامي وسلام على الطريقة الأمريكية

خارطة الطريق : نهج استسلامي وسلام على الطريقة الأمريكية

اليوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 2003، في مدينة هافانا عاصمة جمهورية كوبا ، وفي استوديوهات المؤسسة الكوبية للإذاعتين المرئية والمسموعة، بين الساعة السادسة والنصف والساعة الثامنة مساء، خصص برنامج “المائدة المستديرة ” حلقة اليوم لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بعد طرح المشروع الأمريكي المسمى ” خارطة الطريق ” في أعقاب احتلال العراق ،وبعد عقد قمتي شرم الشيخ والعقبة وما تلاهما من تطورات ميدانية.

 

و فيما يلي أهم القضايا والآراء التي عبّر عنها المشاركون الكوبيون بخصوص الوضع الفلسطيني :

 

§ خارطة الطريق تشبه حمامة طائرة بين أسراب الصواريخ، فمنذ إطلاقها تصاعد العنف الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي والأعمال الانتقامية الصهيونية، ومن ضمنها تفجير المنازل في رفح  والأنفاق التي تزعم (إسرائيل) أن الفلسطينيين يستخدمونها لتهريب السلاح، والمحاولة الفاشلة لاغتيال عبد العزيز الرنتيسي أحد ابرز قياديي حماس. بالمقابل تصاعدت أعمال المقاومة ضد الاحتلال ومن ضمنها عملية القدس وعملية قلقيلية …بمعنى انه لا يوجد مناخ مناسب لعملية السلام المزعوم كما أن الفصائل الفلسطينية ترفض الحوار السلمي في ظل الحرب الصهيونية.

§ تليت مقتطفات من تصريحات كل من : أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المسجون في غوانتانمو أريحا الفلسطينية، و كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح التي يقودها ياسر عرفات، وحزب الله اللبناني، وحماس. و أشير إلى تصريحات فصائل أخرى في نفس الاتجاه، كردود فعل رافضة لخارطة الطريق.

§ تفنيد مفهوم الإرهاب من وجهة النظر الأمريكية و(الإسرائيلية)، إذ إن (إسرائيل) تمارس الإرهاب يوميا ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع بالقتل والتجويع…أغلبية الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر و 60% منهم يعانون من سوء التغذية…الخ

§ الفصائل الفلسطينية ترفض الهدنة ووقف إطلاق النار في ظل سياسة الاغتيالات الانتقائية والعشوائية وتدمير المنازل والمزروعات والاجتياحات والاعتقالات…

§ خارطة الطريق هي إلحاح على الفلسطينيين لتقديم التنازلات لصالح (إسرائيل)…إنها نهج استسلامي يفرضونه على الفلسطينيين مقابل وعود لا تسمن و لا تغني من جوع فأكثر ما يجود به شارون هو تعهده بالحد من عمليات استهداف قادة المقاومة. يا لها من قذارة و نفاق! بدلا من قتل 5 فلسطينيين سيقتلون 3 أو 4 …لا توجد إرادة سياسية لدى شارون في التوصل إلى أي حل عاد ل، فكأني بلسان حاله يقول للفلسطينيين: “مالي لي  و مالكم لي أيضا ” ويؤكد انه لن يسمح أبدا بعودة اللاجئين ونسلهم إلى أراضيهم وبيوتهم، و في الوقت نفسه يتحدث عن تنازلات مؤلمة !؟ :تفكيك مستوطنات في مكان ما و إقامتها في مكان آخر… على الفلسطينيين أن يقضوا على الإرهاب وإلا فإننا سنجتثه بالقوة.

§ وزير الحرب الصهيوني موفاز يقول إن عرفات زعيم إرهابي و كان يجب نفيه منذ زمن بعيد، وهو لم يعد قائدا فلسطينيا …و نددت المائدة باعتقال مفتي القدس عكرمة صبري.

§ خارطة الطريق صناعة أمريكية صادقت عليها الرباعية، و تضع كل التعهدات على ظهر الفلسطينيين وتداهن (إسرائيل).

§ خارطة الطريق مسخ أمريكي لذر الرماد في عيون العرب بعد الحرب على العراق و هي سلام على الطريقة الأمريكية و لن تحل أية مشكلة للفلسطينيين و لا تقدم لهم إلا الوعود.

§ الموقف الأمريكي منحاز تماما إلى (إسرائيل)…بوش طلب من مصر تعزيز الأمن الفلسطيني ووضعه تحت قيادة أبو مازن، كما تدور مناقشات في الكونغرس حول احتمال إرسال قوات أمريكية إلى فلسطين …هنالك فرق بين القوات الأمريكية في سيناء إذ لا توجد حرب بين مصر و (إسرائيل)…، والقوات التي يفكرون بإرسالها إلى الأراضي المحتلة، حيث الانتفاضة  ضد قوات الاحتلال…أمريكا تقدم الدعم الكامل ل(إسرائيل) و في كافة المجالات منذ الخمسينات، والموقف الأمريكي الحالي يبرر ل(إسرائيل) إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه ضد حماس و فصائل المقاومة.

§ اللوبي الصهيوني متغلغل في الإدارة الأمريكية والكونغرس استنادا إلى راس المال المالي اليهودي الذي يشكل أساس نفوذه في صياغة القرار السياسي الأمريكي الموالي ل(إسرائيل)  مدعوما بقطاع المسيحية الصهيونية( 50 مليون مسيحي صهيوني ) الذي يحتج حاليا ضد ممارسة أي ضغط على (إسرائيل) و تفكيك أية مستوطنات………..وعرض التلفزيون شريطا وثائقيا حول “آيباك” بصفتها مجموعة ضغط صهيونية في الولايات المتحدة لصالح (إسرائيل) منذ الخمسينات… وتجدر الإشارة إلى أن آيباك تشكل نموذج و أساس و إطار إقامة ما يسمى ب “المؤسسة القومية الأمريكية – الكوبية ” المضادة للثورة الكوبية التي تنظم وتمول الأعمال الإرهابية ضد كوبا…ولا زال عدد من المستشارين اليهود يعملون لدى المؤسسة(مقرها ميامي – فلوريدا )  التي أخذت في الآونة الأخيرة تحرك اليمين المسيحي في جنوب الولايات المتحدة من اجل الاحتجاج ضد الضغط على (إسرائيل)… و ساقت المائدة المستديرة مقالا كتبه المثقف الفلسطيني التقدمي إدوارد سعيد يفضح فيه هذا السلوك .

§ فشل وتعثر المفاوضات بين أبو مازن والجهاد و حماس بشان الهدنة ووقف الانتفاضة واستشهدت المائدة بتصريحات إسماعيل هنية و الزهار و الهندي… كما أن نية بوش قي إرسال كولن باول و كوندوليزا رايس إلى المنطقة و التحركات الأوروبية، ليست إلا إشارة على العقبات التي تواجهها خارطة الطريق.

§ الاتحاد الأوروبي ضعيف و تابع لأمريكا على الرغم من التباينات البسيطة بينهما…بيرلوسكوني رفض الاجتماع بعرفات إرضاء ل(إسرائيل) و صمت على الإبادة في فلسطين و العراق…والمبعوث موراتينو يؤكد أن السلام الإسرائيلي – الفلسطيني يشمل أيضا السلام مع سوريا و لبنان!؟

§ لا يمكن إقامة دولة فلسطينية بموجب خارطة الطريق لأنها لا تنص على عودة اللاجئين وتدق إسفينا في قلب الأراضي الفلسطينية و تحولها إلى بانتوستانتس(معازل ) و المشكلة هي أن الولايات المتحدة تعاني من عقدة النعامة بخصوص فلسطين والعراق.

§لا ندري كيف سيفض الأمريكيون الصراع ويحلون السلام بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) إذا ما كانوا هم بأنفسهم، يحتلون العراق ولا يستطيعون السيطرة عليه!؟

 

شارك في الحلقة مقدم البرنامج عضو اللجنة الوطنية لاتحاد الشبيبة الشيوعية الكوبية؛ مدير صحيفة الشبيبة الثائرة؛ صحفيان من جريدة العمال، و معلق على الأحداث الدولية في التلفزيون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات