الأحد 07/يوليو/2024

بصمات يهودية متطرفة في إدارة بوش (1)

بصمات يهودية متطرفة في إدارة بوش (1)

قبل أن تنطلق حروب «أمركة» المنطقة بدءاً من العراق ، تباهى بعض العرب بخلوّ إدارة الرئيس جورج بوش من أعضاء يهود بارزين كسابقتها في عهد بل كلنتون (وزير الدفاع ديفيد كوهين ، و الخارجية مادلين أولبرايت) لكن سرعان ما اتضح لاحقاً أن اللاعبين خلف كواليس «الإدارة الأكثر سرية» في تاريخ الولايات المتحدة ، جلّهم من اليهود الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الحركة الصهيونية العالمية ، و الأمريكية تحديداً ، و قد استغلوا هجمات 11 أيلول / سبتمبر لتسويق مبدأ الهيمنة الأمريكية على العالم ، و ما الحرب على أفغانستان و العراق سوى جليد مخطّطات وضعوها لبناء شرق أوسط جديد تتزعمه .. (إسرائيل) ..

و نجد بصمات «أمراء الظلام» هؤلاء في كلّ ما يقوله بوش و يضعه موضع التنفيذ ، فنائب وزير الدفاع الأمريكي بول ولفوويتز هو من صرف أنظاره عن حلّ القضية الفلسطينية – (الإسرائيلية) ، و التركيز في المقابل على ضرب العراق ، دون أن يتخلّى في رسمه للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عن تنظيره لحرب «مائة عام» ضد الإسلام . أما مساعد وزير الدفاع دوغلاس فايث «سيد المحافل» الصهيونية ، فلم ينفكّ يصنف العرب في خانة «قوى الشر المطلق» بمواجهة «قوى الخير المطلق» أي (إسرائيل) التي يعتبر أن خيارها الوحيد هو قتال أعدائها العرب حتى تتم هزيمتهم ، لا الدخول في مفاوضات سلام معهم .

و من ضمن المطروحات التي وضعها فايث ، خطة استراتيجية لغزو أمريكي للبنان بغية طرد السوريين على مثال اجتياح تحرير الكويت عقب حرب الخليج الثانية . و ينسلّ كاتب الخطابات الرئاسية في الشؤون الاقتصادية ديفيد فورم خلف صقور البنتاغون المتشدّدين ليدسّ عبارة «محور الشر» التي ردّدها بوش في خطاب حال الاتحاد مشيراً إلى العراق و إيران و كوريا الشمالية ، و ذلك تمهيداً لتحقيق مخطّط لإرسال إمبراطورية أو سلطنة أمريكية في المنطقة على غرار “الرومان” ..

و يكمل بطل فضيحة «إيران – كونترا» أليوت أبرامس الحلقة الصهيونية التي تطوّق بوش كمسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ، عاملاً على بثّ معاداته لعملية السلام في المنطقة ، و تسويق استراتيجية «طغيان قوة (إسرائيل) العسكرية» إجهاضاً لمعادلة “الأرض مقابل السلام” ..

 

 

ولفوويتز ينظّر لحرب «مائة عام» ضد الإسلام .. توقّع كارثة كبيرل هاربر للهيمنة على العالم

 

الشخصية رقم (1) / بول ولفوويتز :

جاءت الحرب الأمريكية على العراق تجسيداً لمخطّطٍ عكف على حبكه منذ أمد بعيد أحد أكثر صقور المحافظين تعطشاً للحرب .. نائب وزير الدفاع الأمريكي باول ولفوويتز ، الذي طالما سعى لتمرير أوراقه العسكرية على طاولة الرئيس الأمريكي بوش لصرف أنظاره عن إيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية – (الإسرائيلية) و التركيز في المقابل على إطاحة نظام صدام حسين .
و لم يخفِ ولفوويتز رغبته في إبقاء الولايات المتحدة منشغلة بعدة أزمات على المسرح الدولي ، و بالتالي منح (الإسرائيليين) وقتاً أكبر لفرض هيمنتهم على الفلسطينيين .

بعض المراقبين في الولايات المتحدة بدأوا يتنبهون لخطورة الرجل الثاني في البنتاغون على بلادهم ، حتى أن بعض المحافظين منهم يعتبرونه “الرجل الأكثر خطراً في الإدارة الأمريكية الحالية” بسبب تأييده للمواقف المتشدّدة و مقدرته على الدفاع عنها و تبريرها في نفس الوقت . و يصف أحد المراقبين ولفوويتز و جماعته بـ «الإمبرياليين الديمقراطيين» ، و قد دأبوا في الآونة الأخيرة على التحدّث عن تدخل عسكري أمريكي لإحداث تغيرات في سورية و إيران بعد إخضاع العراق .
في تشرين الأول 2002 نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنباء مسربة حول ولفوويتز و زمرته ، تحدّثت عن ضغوطهم على إدارة بوش من أجل حرب فورية ضد العراق ، لأن استهداف أفغانستان «الأرض القاحلة الفقيرة» لا يكفي لإطلاق «الحرب العالمية» التي يسعون إليها ، فالعراق بالنسبة لهم يشكّل عتبة أخرى نحو تحويل «الحرب على الإرهاب» إلى «صدام حضارات» حيثما يتخذ الدين الإسلامي «صورة العدو» في حرب باردة جديدة قد تستغرق «مائة عام» و أطلق على هذه الزمرة بعد ذلك تسمية “عصبة ولفوويتز” .
و تعكف هذه العصبة حالياً على دفع الولايات المتحدة الأمريكية في نفس اتجاه سياسة اليمين الصهيوني الأشد خطراً ، لاعتبار كلّ دولة إسلامية تخشاها (إسرائيل) «دولة عدوة» و لربما قد حقّق ولفوويتز مع إدارة بوش هذا الاتجاه ما لم يكن يوماً ليحلم به .
و كشفت التايمز أن أحد أقسام هذه العصبة الرئيسية هو مجلس سياسة الدفاع في البنتاغون ، و لأعضاء المجلس 18 علاقات دولية واسعة خصوصاً مع «إسرائيل» تسمح لهم بفرض تغيرات في السياسة الأمريكية عبر عمليات خفية و مناورات تجهل منهم حكومة ضمن الحكومة ..
حينما انضم ولفوويتز ، نجل دبلوماسي يهودي و أستاذ جامعي في الرياضيات ، إلى البنتاغون بعد حرب 1973 بدأ بوضع ما أصبح الآن يمثل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط .
في العام 1992 كتب ولفوويتز مسوّدة مخطّط «لتحديد توجّه الأمة في القرن المقبل» و التي باتت الآن تشكّل سياسة جورج بوش الابن الخارجية ، و تلقي الخطة على عاتق البنتاغون المسؤولية لـ “لتأسيس و حماية نظام عالمي جديد تحت هيمنة أمريكية لا تضاهى” ..
و تحوّلت جماعة وفلوويتز لاحقاً إلى مجموعة تدعى «مشروع القرن الأمريكي الجديد» و التي تضمّ نائب الرئيس ديك تشيني و صديقاً آخر ، هو أمير الظلام ريتشارد بيرل ..
و لقد عمد الرئيس بوش في حزيران 2002 إلى تبني خطة ولفوويتز كسياسة في «وست بوينت» أكّد فيه أن “أمريكا تنوي الحفاظ على قوة عسكرية تتخطّى التحدّي” .
إن «عصبة ولفوويتز» مصرة على دفع الولايات المتحدة للتحرّك في اتجاه سياسات اليمين المتطرف (الإسرائيلي) المتشدّدة بنا فيها «هجوم (إسرائيلي) نووي محتمل ضد دولة عربية» كما يقول أحد المراقبين ..
و لو لم يصحّ اعتباره حرفياً عميلاً لـ «إسرائيل» ، فإن ولفوويتز يشكّل أملاً كبيراً لشارون و حركة المستوطنين فيها الذين يطالبون بقتل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات و طرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة .
بول فولوويتز (نائب وزير الدفاع الأمريكي) هو واحد من بين 24 شخصية يهودية في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن .. و اليهود في إدارة بوش :

  • .بول ولفوويتز : نائب وزير الدفاع .
  • ريتشارد بيرل : رئيس مجلس سياسة التخطيط في البنتاغون (استقال) .
  • .آري فلايشر : ناطق باسم البيت الأبيض (استقال) .
  • كين ميلمان : مدير السياسة في البيت الأبيض .
  • جاي ليفكوويتز : نائب مساعد الرئيس .
  • دافيد فورم : كاتب خطابات (استقال و هو مبتدع عبارة محور الشر) .
  • براد بلايكمان : مدير الترتيبات في البيت الأبيض .
  • دوف زاكهايم : مساعد وزير الدفاع – مراقب نفقات .
  • لويس ليبي : رئيس موظفي نائب الرئيس الأمريكي .
  • آدم غولدمان : مسؤول التواصل مع الجالية اليهودية لدى البيت الأبيض .
  • كريس غيرستين : نائب مساعد وزير للشؤون الأسرية .
  • إليوت أبرامس : مسؤول في مجلس الأمن القومي لشؤون حقوق الإنسان .. (بطل فضيحة إيران – كونترا) .
  • مارك وينبيرغ : مساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية .
  • دوغلاس فايث : مساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية .. (سيد الصهيونية في أمريكا) .
  • مايكل تشيرتوف : رئيس القسم الجنائي في وزارة العدل .
  • دانيال كيرتزر : سفير واشنطن لدى (إسرائيل) .
  • كليف سوبل : سفير واشنطن لدى هولندا .
  •  ستيوات بيرنشتاين : سفير واشنطن لدى الدانمارك .
  • نانسي برينكير : سفيرة واشنطن لدى هنغاريا .
  • فرانك لافين : سفير واشنطن لدى سنغافورة .
  • رون وايزر : سفير واشنطن لدى سلوفاكيا .
  • ميل سامبلير : سفير واشنطن لدى إيطاليا .
  • مارتين سيلفر شتاين : سفير واشنطن لدى الأورغواي .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات