الأحد 07/يوليو/2024

سيمفونية من ثلاثة مقاطع!

سيمفونية من ثلاثة مقاطع!

دفعة واحدة انكشفت كل النوايا المبيتة من وراء خطة «خريطة الطريق»: الرئيس بوش ألغى «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الذي يسمى «إسرائيل». وأبو مازن أعلن الحرب على المقاومة الفلسطينية. وقادة عرب أيدوا إعلان الحرب متعهدين بدعمها بشتى الوسائل.

 

وفي المقابل لم يعد شارون بشيء حقيقي. فهل يعقل أن كل هذه «الإنجازات» الضخمة تحققت خلال اجتماع قمة في شرم الشيخ، لم يستغرق سوى نصف ساعة فقط قبل أن ينتقل الرئيس الأميركي إلى ميناء العقبة الأردني ليعقد قمة أخرى لوضع اللمسات الأخيرة على «الإنجازات»؟

 

هل يعقل أن تحسم أمور مصيرية على هذا النحو الماراثوني دون أن يكون كل شيء معداً وجاهزاً خلال مسلسل من اللقاءات عبر الشهور الأخيرة وراء الكواليس؟ في القمتين كانت الصورة العامة كما يلي: رئيس أميركي يتحدث وكأنه ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية معلناً أجندة موجهة علناً ضد الشعب الفلسطيني. وزعيم إسرائيلي يؤمن على أقوال شريكه الأميركي. وزعيم فلسطيني يعلن قبول الأجندة متعهداً بتنفيذها متجاوزاً في حماسته الشريكين. وقادة عرب يتعهدون بإعانة الزعيم الفلسطيني فيما هو مقبل عليه في مستقبل أيام تعد مؤشرات شرم الشيخ والعقبة بأنها ستكون قاتمة. ومن سخريات القدر أن انعقاد قمة العقبة في الرابع من يونيو يصادف عشية ذكرى الهزيمة العربية الكبرى في الخامس من يونيو عام 1967.

 

البيانات الثلاثة الختامية التي ألقيت عند اختتام قمة العقبة سوف تدخل التاريخ كثلاثة فصول لمسرحية واحدة.. كل منها يكمل الآخر وكأنها من وضع كاتب سيناريو واحد.. وكل منها يتناغم مع الآخر وكأنها سيمفونية من ثلاثة مقاطع لمؤلف موسيقى واحد.

 

في المقدمة الاستهلالية لبيان بوش أعلن أن «الولايات المتحدة اليوم ملتزمة بقوة، وأنا ملتزم بقوة، بضمان أمن «إسرائيل»كدولة يهودية». وهذا التشديد على الهوية اليهودية هو الذي ورد أيضاً في الجملة الاستهلالية لبيان شارون. فقد تقدم بالشكر إلى الرئيس بوش لقدومه للالتقاء «مع رئيس الوزراء عباس (أي أبومازن) ومعي بصفتي رئيس وزراء «إسرائيل»، مهد الشعب اليهودي».

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات