الأحد 07/يوليو/2024

مقاومتنا مستمرة ولا حرب أهلية و خارطة الطريق هدفها تصفية قضيتنا

مقاومتنا مستمرة ولا حرب أهلية و خارطة الطريق هدفها تصفية قضيتنا

مرة أخرى يُطرح موضوع خارطة الطريق؛ فهل يمكن تطبيقها وعودة التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والكيان الصهيوني؟ ما هو برنامج حركات المقاومة لمواجهة هذه المشاريع؟ وكيف يمكن الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية؟ وما هو دور قوى الأمة الحية في هذه المواجهة؟ أسئلة عديدة طرحتها على ممثلي حماس والجهاد والشعبية في لقاءات خاصة فكانت هذه الإجابات.

 

قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان أسامة أبو حمدان: «نرفض هذه الخطة لاعتبار مبدئي، فهي تأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية، وهدفها نزع كل مقومات القوة التي يمتلكها شعبنا: كقوة الحق المتمثل بالعودة، والمقاومة، والوحدة، وعلى هذا لا يمكن لحركة مقاومة أن تقبل بها».

 

وأضاف أبو حمدان: «أعتقد أنه ستبذل جهود حقيقية لدفع الخريطة إلى الأمام مدعومة بموقف أمريكي وانسجام أطراف إقليمية ودولية، وقد بدأت هناك خطوات تنفيذية لذلك منها: إعداد دستور، إصلاحات مالية في السلطة، تعيين رئيس وزراء، والمحاولات التي بذلت في الشهور الماضية لوقف المقاومة، ويبقى السؤال هل ستوصل هذه الخطة للحل؟ نحن نعتقد أنها ليست حلاً وإنما هي محرك لعملية سياسية ثبت فشلها، ولن تؤدي إلى تحقيق أيَّ مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني».

 

وعن سؤال يتعلق ببرنامج الحركة لمواجهة هذه المخططات، قال: «يرتكز برنامجنا في المرحلة القادمة على ثلاثة عناوين:

 

·        المحافظة على الحقوق ورفض التنازل عنها، وعن حقنا في أرضنا وعودة اللاجئين..

·        استمرار المقاومة، والعمل من أجل رفع كفاءتها، وتنسيق جهودها حتى تواصل القيام بما هو مطلوب منها..

·        التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية كحصن ينبغي الحفاظ عليه لحماية شعبنا.. واعتقد أن خيار المقاومة أصبح خياراً شعبياً وأي قيادة سياسية ستواجه الشعب الفلسطيني ستحكم على نفسها بالانتحار السياسي».

 

ويضيف: «سيبقى سلاح المقاومة موجهاً ضد الاحتلال، ولن تنجح كل إجراءاتهم القمعية مهما بلغت من أن توقف العمليات، ربما تعرقل بعضها إلا أنها لن تستطيع وقفها».

 

وعن الدور المطلوب من قوى الأمة لدعم المقاومة في فلسطين، قال أبو حمدان: «كان لقوى الأمة في السابق دوراً كبيراً في التعاطف والدعم المعنوي بالإضافة إلى تقديم بعض أسباب الصمود، ونحن نعتقد أنه في المرحلة القادمة عليها أن تقوم بواجبين أساسيين هما:

 

·        حماية المقاومة الفلسطينية من المشروع الأمريكي ـ “الإسرائيلي” الذي يهدف للقضاء عليها.

·        رفع وتيرة الضغط السياسي من أجل تحقيق دعم رسمي جاد لهذه المقاومة»

 

أما ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي فقال: «هذه الخطة هي جزء من مشروع يضمن للاحتلال أمنه وبقاءه، وكذلك هي مشروع فتنة وحرب داخلية تحاول “إسرائيل” والإدارة الأمريكية أن تفرضاه على شعبنا الفلسطيني عبر وقف الانتفاضة وممارسة الضغوط على حكومة السلطة الفلسطينية لتنفيذ ما عجزت عنه قوات الاحتلال».

 

وأضاف أبو عماد: «إن هذه الخطة لن يكتب لها النجاح لا سيما وأن الإدارة الأمريكية نفسها غير جادة ولا ترغب في إعطاء الفلسطينيين أي شيء جوهري، وخصوصاً أن هاجس بوش الأساسي في هذه المرحلة هو ضمان إعادة انتخابه في العام المقبل ومن غير المتوقع أن يُقدم على أية خطوات من شأنها الضغط على “إسرائيل” . وكذلك فإن العلاقات الأمريكية الراهنة مع دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة لا تسمح بتحقيق أي تسوية جدية في المنطقة».

 

وأكد أبو عماد الرفاعي أن الشعب الفلسطيني قادر على تخطي هذه المرحلة الصعبة، معتبراً أن الشيء الأساسي المطلوب هو «أن تفشل خارطة الطريق وما سينتج عنها من مخططات تهدف إلى تصفية قضيتنا، وذلك لن يتأتى إلا بمزيد من الثبات على خط المقاومة ومواصلتها وعدم التنازل عن أيّ من حقوقنا وتكريس وحدة الصف الفلسطيني عبر تعزيز الحوار الفلسطيني الداخلي مع كافة الأطراف في الساحة الفلسطينية لبلورة وحدة موقف وإجماع على خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أو التنازل عنها».

 

وأضاف: «نحن لا يمكن أن نلقي سلاحنا والعدو يجتاح مدننا وقرانا ويرتكب المجازر بحقنا… فسلاحنا سلاح شرعي يدافع عن شعبنا في وجه المجازر الصهيونية، والمطلوب هو العمل على طرد الاحتلال ودباباته من مدننا ، وقرانا ومخيماتنا ونزع سلاح المستوطنين الذين يعيثون فساداً في أرضنا».

 

أما عن دور قوى الأمة في دعم المقاومة فقال أبو عماد: «على هذه القوى أن تدرك أن المقاومة في فلسطين هي الثغر الأخير المدافع عن الأمة ومقدساتها، ولذلك لا بد من نصرة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بما يعزز صموده. كما يجب أن تبقى القضية الفلسطينية البوصلة التي توجه كافة البرامج والتحركات».

 

واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال: «إن “إسرائيل” لا تريد من خارطة الطريق إلا مدخلها الأمني، لأنها متأكدة أنها الطريق الوحيد لإقفال طريق الحرية أمام الشعب الفلسطيني، ولن يستطيع أحد جر الفصائل الفلسطينية للاقتتال الداخلي… وأمام حقيقة وطبيعة العدو الذي نواجهه لذلك لن تنجح مشاريع التنسيق الأمني في إحداث انقسام عامودي داخل المجتمع الفلسطيني يقود إلى هذه النتيجة التي يعتبر فيها الجميع خاسراً والرابح الوحيد هو العدو الصهيوني، أما بالنسبة لنزع السلاح والذي وُسِِمَ بأنه سلاح غير شرعي فنحن نعتقد كما جماهيرنا أن شرعية السلاح مستمدة من فعل مقاومته للاحتلال..

 

والأهم التذكير دائماً أن اللاشرعية هي صفة الاحتلال، وأن بؤر الاستيطان تحوي آلاف قطع الأسلحة وعصاباتهم التي تعيث في الأرض فساداً».

 

وأضاف عبد العال: «نحن نعتبر هذه المسائل التي طرحت يجب أن تخضع للحوار على قاعدة ترشيد المقاومة، ومنع حالات سلبية نشأت مثل: الاستعراض لسلاح المقاومة و الانفلاش والفوضى، وأن النظام في حياة الإنسان الفلسطيني تحميه الأسلحة الملتزمة التي لا وظيفة لها إلا حماية حياته ومواجهة الإرهاب الأكبر والسلاح الأبشع وهو الاحتلال ومستوطنيه. وإن كان وَهْم خارطة الطريق، ما زال يزرع للبعض أحلاماً، فإن قدرة العدو على تعديلها ونسفها، ستجعل من أوهامه تتلاشى..»..    

 

وعن سؤال يتعلق بمرحلة ما بعد احتلال العراق وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية، يقول: «نحن نعتقد أن ذلك لا يشكل إغلاقاً نهائياً لملف الصراع ولا يحقق أمناً ولا استقراراً ولا سلاماً في المنطقة، بل هو إضافة نوعية إلى لوحة الصراع سيجعله أكثر تجدداً وضراوة، وعلينا أن لا نقفز على هذا الواقع وكأن شيئاً لم يحصل، ما نحتاج هو حركة مرنة في الشكل وصلابة وتمسك في الجوهر، لأنه بمزيد من اللحمة والصبر والصمود وبرافعة العمل المقاوم كل ذلك كفيل بفرض أي معادلات جديدة تخدم قضيتنا».

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات