هل سنقول وداعاً لحكومة الوحدة ؟!

إذن الطريق مسدود ، ولم يعد أمام الرئيس عباس إلا أن يستخدم صلاحياته الدستورية لحل الحكومة ، بيد أن خياراته في هذا الجانب ضيقة ؛ هذه هي العناوين التي طالعناها بعد زيارة كونداليزا رايس إلى المنطقة ، وهي ذات العناوين التي صدرت عقب زيارة رايس في الفترة الماضية ، وهنا لابد من الوقوف على سبب انسداد الطريق أمام حكومة الوحدة ، الذي بات واضحاً أنه ليس بسبب خلافاتنا ، أو تضارب وجهات نظرنا ، إنما السبب الحقيقي هو التدخل السافر من قبل الإدارة الأمريكية بالشأن الفلسطيني ، وللأسف بمساعدة بل وتشجيع أيدٍ تزعم أنها فلسطينية ، لم نسمع من هذه الأطراف أي مبرر مقنع على وصول الحكومة إلى طريق مسدود ، ولو سألنا أنفسنا عن سبل نجاح حكومة الوحدة ؛ لوجدنا أنفسنا أمام إجابة واحدة تنحصر في توافق الفصائل على برنامج واحد ، وهذا ما تم في وثيقة الوفاق الوطني ، فالمطلوب إذن حكومة أمريكية .
قد أكون قاسياً بكلامي هذا ، ولكن هذه هي الحقيقة التي أضحت ملموسة لدى الكثيرين ، حكومة تلبي شروط الرباعية ، وتسير تحت مظلة الولايات المتحدة ، ولعل في تفسير أمريكا للديمقراطية ما يؤكد لنا أن الديمقراطية التي يتحدث عنها العالم هي مصلحة أمريكا ، وإذا طبقنا ذلك على ما حولنا من نماذج للديمقراطية في العراق ولبنان ، لكانت حكومات هذه الدول حكومات شرعية ، أتت عبر طريقة ديمقراطية وبإرادة شعبية ، ومع تحفظنا على الانتخابات في العراق ولبنان ، إلا أننا نقول في النهاية إنها حكومة تمتلك غالبية في برلماناتها ؛ ولكن الفرق بينها وبين الحكومة الفلسطينية الحالية ، أنها حكومات تعمل للمصالح الأمريكية في المنطقة ، في حين أن الحكومة الفلسطينية تمشي عكس التيار.
أما إذا أردنا الحديث عن الخيارات الماثلة أمام الرئيس الفلسطيني ، والتي بدأت تتردد إلى مسامعنا من جديد ؛ لوجدناها تتمثل في الاستفتاء أو حكومة التكنوقراط ، لكن السؤال : على ماذا يستفتي الرئيس هذا الشعب ؟ هل يستفتيه إن كان يريد حكومة حماس أم لا ؟! هل تقبل العيش مستظلاً بأمريكا ؟ لو أراد الرئيس حقاً أن يستفتي شعبه ويستمع للجواب الفعلي ؛ فعليه أن يستفتيه أولاً : أيريد الاعتراف بالكيان المسخ مقابل الطعام ؟ أو يسأله عن رأيه في الاتفاقيات المخيبة التي جلبت لشعبنا الكثير من الويلات ؟!
وبحسبة بسيطة ؛ فإن حكومة التكنوقراط تحتاج إلى أغلبية في المجلس التشريعي ، وهذه الأغلبية تمتلكها كتلة التغيير والإصلاح ، وتتفرع إلى جزئين : أحدهما في البرلمان والآخر يقبع في سجون الاحتلال ، فما هي الخيارات المتبقية أمام الرئيس ؟ هذا التساؤل ننتظر الإجابة عليه من قبل الرئيس ؛ فلو ترك لنا نحن ذلك ، لقلنا إن خيارك خيار واحد ، أن تبعد من هم حولك ، فهم لا يمثلون الشعب ؛ منهم من لم يحالفه الحظ في الانتخابات ، ومنهم من لا يمثل إلا نفسه ، أما أن تبقى تسير وفق خطى أمريكا ؛ فهذا مضيعة لك ولشعبك ، وهدر للوقت بلا فائدة ، لقد خسرت أمريكا في العراق وأفغانستان ، وهي تخسر في المنطقة كلها ، ولا يبقى سوى الشعب ، هذا الشعب الذي أتى بحماس ، وهو الذي أتى بك أنت أيضاً ، فإذا كنت لا تريد أن تحترم خياره ، فعليك أن تبادر بالمغادرة ، قبل أن تغادر الحكومة ، فاحترامك للشعب هو احترام لخياراته .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...