عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

هل سنقول وداعاً لحكومة الوحدة ؟!

حمزة إسماعيل أبوشنب

 

إذن الطريق مسدود ، ولم يعد أمام الرئيس عباس إلا أن يستخدم صلاحياته الدستورية لحل الحكومة ، بيد أن خياراته في هذا الجانب ضيقة ؛ هذه هي العناوين التي طالعناها بعد زيارة كونداليزا رايس إلى المنطقة ، وهي ذات العناوين التي صدرت عقب زيارة رايس في الفترة الماضية ، وهنا لابد من الوقوف على سبب انسداد الطريق أمام حكومة الوحدة ، الذي بات واضحاً أنه ليس بسبب خلافاتنا ، أو تضارب وجهات نظرنا ، إنما السبب الحقيقي هو التدخل السافر من قبل الإدارة الأمريكية بالشأن الفلسطيني ، وللأسف بمساعدة بل وتشجيع أيدٍ تزعم أنها فلسطينية ، لم نسمع من هذه الأطراف أي مبرر مقنع على وصول الحكومة إلى طريق مسدود ، ولو سألنا أنفسنا عن سبل نجاح حكومة الوحدة ؛ لوجدنا أنفسنا أمام إجابة واحدة تنحصر في توافق الفصائل على برنامج واحد ، وهذا ما تم في وثيقة الوفاق الوطني ، فالمطلوب إذن حكومة أمريكية .

 قد أكون قاسياً بكلامي هذا ، ولكن هذه هي الحقيقة التي أضحت ملموسة لدى الكثيرين ، حكومة تلبي شروط الرباعية ، وتسير تحت مظلة الولايات المتحدة ، ولعل في تفسير أمريكا للديمقراطية ما يؤكد لنا أن الديمقراطية التي يتحدث عنها العالم هي مصلحة أمريكا ، وإذا طبقنا ذلك على ما حولنا من نماذج للديمقراطية في العراق ولبنان ، لكانت حكومات هذه الدول حكومات شرعية ، أتت عبر طريقة ديمقراطية وبإرادة شعبية ، ومع تحفظنا على الانتخابات في العراق ولبنان ، إلا أننا نقول في النهاية إنها حكومة تمتلك غالبية في برلماناتها ؛ ولكن الفرق بينها وبين الحكومة الفلسطينية الحالية ، أنها حكومات تعمل للمصالح الأمريكية في المنطقة ، في حين أن الحكومة الفلسطينية تمشي عكس التيار.

أما إذا أردنا الحديث عن الخيارات الماثلة أمام الرئيس الفلسطيني ، والتي بدأت تتردد إلى مسامعنا من جديد ؛ لوجدناها تتمثل في الاستفتاء أو حكومة التكنوقراط ، لكن السؤال : على ماذا يستفتي الرئيس هذا الشعب ؟ هل يستفتيه إن كان يريد حكومة حماس أم لا ؟! هل تقبل العيش مستظلاً بأمريكا ؟ لو أراد الرئيس حقاً أن يستفتي شعبه ويستمع للجواب الفعلي ؛ فعليه أن يستفتيه أولاً : أيريد الاعتراف بالكيان المسخ مقابل الطعام ؟ أو يسأله عن رأيه في الاتفاقيات المخيبة التي جلبت لشعبنا الكثير من الويلات ؟!

وبحسبة بسيطة ؛ فإن حكومة التكنوقراط تحتاج إلى أغلبية في المجلس التشريعي ، وهذه الأغلبية تمتلكها كتلة التغيير والإصلاح ، وتتفرع إلى جزئين : أحدهما في البرلمان والآخر يقبع في سجون الاحتلال ، فما هي الخيارات المتبقية أمام الرئيس ؟ هذا التساؤل ننتظر الإجابة عليه من قبل الرئيس ؛ فلو ترك لنا نحن ذلك ، لقلنا إن خيارك خيار واحد ، أن تبعد من هم حولك ، فهم لا يمثلون الشعب ؛ منهم من لم يحالفه الحظ في الانتخابات ، ومنهم من لا يمثل إلا نفسه ، أما أن تبقى تسير وفق خطى أمريكا ؛ فهذا مضيعة لك ولشعبك ، وهدر للوقت بلا فائدة ، لقد خسرت أمريكا في العراق وأفغانستان ، وهي تخسر في المنطقة كلها ، ولا يبقى سوى الشعب ، هذا الشعب الذي أتى بحماس ، وهو الذي أتى بك أنت أيضاً ، فإذا كنت لا تريد أن تحترم خياره ، فعليك أن تبادر بالمغادرة ، قبل أن تغادر الحكومة ، فاحترامك للشعب هو احترام لخياراته .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...