الأحد 06/أكتوبر/2024

الفرز الحتمي

الفرز الحتمي

صحيفة الوطن القطرية

انتهى زمن خلط الأوراق وحان زمن الفرز الحتمي بين المشروع الصهيو- أميركي الذي يستهدف تفتيت المنطقة العربية وإغراقها في نزاعات وحروب والسيطرة عليها وقوى المقاومة والممانعة العربية التي بات مطلوباً منها بلورة مشروع عربي مقاوم يجمع بين التيارات اليسارية والقومية والحركات الإسلامية المقاومة ويضمها في إطار واحد مع مختلف القوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق بهدف دحر الاحتلالين الأميركي والصهيوني في المنطقة.

وينبغي أن تسارع هذه القوى مجتمعة لتطوير رؤية فكرية ثورية تجمع بين أهداف التحرير والتنمية والوحدة الديمقراطية وتقدم مفهوماً متجدداً للعروبة أكثر استجابة لضرورة التكامل الإقليمي وأكثر احتراماً للتنوع داخل الأمة العربية وبلورة الأسس النظرية والفكرية العملية للتقارب بين التيارات اليسارية والقومية والإسلامية المقاومة من أجل تشكيل حركة تحرر في المنطقة وتعميم ثقافة المقاومة ورفض التطبيع والتبعية للتحالف الصهيو- أميركي وفضح المخطط الأميركي في العراق ودعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي ومشروعه وإفرازاته وأدواته وتطوير الدعم بكافة الأشكال لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

لكن الأهم من التنظير هو الممارسة العملية في ميدان المواجهة الساخنة حالياً في كل من فلسطين والعراق ولبنان حيث عملية الفرز باتت ماثلة للعيان ولم يعد هناك مجال للالتباس فالتحرك الجماهيري لقوى الممانعة والمقاومة للمشروع الصهيو- أميركي على الساحة اللبنانية قد وضع النقاط على الحروف وشق طريق المواجهة للمشروع من خلال محاصرة ركائزه المحلية التي ما زالت تصر على تمرير المشروع الصهيو- أميركي .

المعركة واحدة في فلسطين ولبنان والعراق والركائز المحلية للمشروع الصهيو- أميركي تحتل مواقع السلطة وبالتالي فإن إفشال المشروع الصهيو- أميركي يبدأ بإسقاط هذه الركائز المحلية الحاكمة بدعم من واشنطن وتل أبيب ولذلك فإن هذه الركائز ترفض كل المساعي لإقامة حكومات وحدة وطنية حقيقية تشارك فيها القوى والمكونات الوطنية وتصر على الاستئثار بالسلطة والاستقواء بالقوى الخارجية وتتحدى إرادة شعوبها وأمام هذا التحدي لمشاعر السواد الأعظم من المواطنين من قبل الزمر الممسكة بالسلطة الفاقدة للإرادة الحرة والتي تأتمر من القوى الاستعمارية والاحتلالية لم يعد الحوار يجدي معها وصار لابد من إجبارها على الانصياع لإرادة الجماهير وكشف مخاطر ارتهانها بالمشروع الصهيو- أميركي .

من لبنان انطلقت شرارة الانتصار على المشروع الصهيو- أميركي عندما حطمت المقاومة اللبنانية أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم وفي لبنان سوف تصنع الحركة الجماهيرية السلمية الانتصار على المؤامرات السياسية الصهيو- أميركية ومن لبنان سوف تمتد الحركة الجماهيرية بآثارها لتحرك الجماهير في كل من العراق وفلسطين لكي تضع حداً للزمر المتعاونة مع الاحتلالين الاميركي والصهيوني .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات