فتح وحماس طريقان مختلفان حتى إشعار آخر.

بينما كان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنيه يعلن منالقاهرة تفاؤله بقرب التوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومةالوحدةالوطنية،مستشهدا ببعض ما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كانعباس نفسه يعلن من مدينة رام الله وأمام وزيرة الخارجية الأميركيةكوندليزارايس الوصول الى طريق مسدود بعد “عذابات” استمرت ستة اسابع !!
ترى لماذا اختار الرئيس الفلسطيني هذا التوقيت لاعلان ذلك ، وما هي الحكاية على حقيقتها ؟
طبعاً، هذا التصّور التشاؤمي يحتاج إلى دليل يعزّزه، ويُسلّط الضوء على السبب الحقيقي
ومع ذلك، وبالرغم من كل ما سبق، فإن هذه ليست هي الأسباب الحقيقية التي يحاول بعض الأخوة تجريعنا إياها، وليست الأعذار التي سيقت في السابق لتبرير توقف المفاوضات أو تعثرها هي السبب أيضا، ولا ينسى أحد الضغوط التي مورست على حركة حماس لكي توافق على وثيقة الأسرى، بكافة بنودها، والتأزّم الذي حصل على إثر ذلك. ولكن، لما لاحت في الأفق إمكانية إيجاد “حل وسط” لهذه المعضلة، عاد الإخوان الضاغطون إلى التصلب والاشتراط على حماس الموافقة على كل البنود والا فإن تجريد الحكومة من قرارها السياسي سيكون هو الخطوة البديلة، كما أُعلن وقتها!
اليوم يتكرر نفس المشهد بطريقة أخرى، إذ يجري اشتراط استقالة الحكومة أولاً شرطاً لتكليف غيرها “!”، ولما كان مطلب تشكيل الحكومة بحّد ذاته شرطاً أساسياً من شروط فك الحصار، وهو – كما هو معروف- شرط أميركي- غربي- إسرائيلي- وعربي رسمي، فما معنى الإصرار على إلحاق شرط بشرط كي “ننعم” بعدها بتشكيل حكومة جديدة؟
خلاصة القول أن المشكلة ليست في هذه الذرائع ولا في التفاصيل– على أهميتها -، بل في الجذور المتعلقة بأرضية ونهج كل من الفصيلين الأساسيين، ثم موقفهما من موضوعة التسوية والاعتراف ومسلسل التنازل المجّاني- وهو ما ثبت حتى الآن-.
ولما كان ذلك مستحيلاً بعد ذلك الشوط الطويل لكلٍ منهما في اتجاه مختلف، فإن أي حلّ وسط بين الاثنين يبدو مستحيلاً كذلك، لأن أي “وسط” يعني بداهة الإبقاء على بعض “لاءات” حماس المرفوضة.
يبقى القول أن هذه “الحالة” ليست جديدة، بل تعود إلى عقد ونصف من الزمان. ألم يدعو الشيخ حسن الترابي الفصيلين إلى “لقاء تفاهم” في العام 1993 بالخرطوم، بعد أن اشتدت حدّة الخلاف بينهما؟
يومها ارتفعت الأصوات والاتهامات على خلفية الموقف من المنظمة وميثاقها والدولة والاعتراف.. الخ. ويومها أيضاً لم يكن الخلاف على مناصب ووزارات، ولا على تركيبة السفارات، بل على العكس، فقد عرض “أبو عمار” على حماس أن تكون الفصيل الثاني في المنظمة وأن تتمثل على هذا الأساس في كل المؤسسات، ورفضت حماس، فاستغرب “أبو عمار” وثار وعاتب وتساءل، رغم أن رفضها كان واضحاً ولم يخرج عن إطار الموقف السياسي أولاً وأخيراً.
هذا كلام يجب أن يُقال، حتى لو لم نكن من أنصار حماس. فإذا كان المجتمع الدولي لن يعترف بأي حكومة جديدة لا تلتزم بقرارات اللجنة الرباعية- كما يقال- وهي معروفة كنارٍ على علم. وإذا كانت حماس لن تحيد عن موقفها المتعلق بالأساسيات مثلما كانت في مفاوضات السودان قبل 14 عاماً، في الوقت الذي يستحيل فيه إقناع الأخوة والغرباء معاً بحلّ وسط، فكيف يكون المخرج إذن، وهل ثمة مجال للأمل بأي حلّ دائم ومضمون الاستمرار على هذه الأرضية بالذات؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...