الأحد 07/يوليو/2024

جولة هنية

جولة هنية

صحيفة الوطن القطرية

الجولة التي بدأها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بزيارة القاهرة تأتي بعد ثمانية أشهر من الحصار المفروض على الحكومة والشعب وتستهدف كسر الحصار وحث المسؤولين والقادة العرب على تقديم الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني عملاً بقرار وزراء خارجية الدول العربية الأخير.

 وسيقوم هنية بزيارة عدة دول عربية أخرى غير مصر ومن بينها سوريا ولبنان وقطر والكويت والسعودية بالإضافة إلى جمهورية إيران الإسلامية .

لا شك أن جولة هنية في المنطقة تعتبر في حد ذاتها كسراً للحصار الدبلوماسي والذي جاء ثمرة لصمود الحكومة والشعب في وجه الحصار والمقاطعة برغم كل الضغوط التي مورست داخلياً واقليمياً ودولياً وبرغم الحرب المتواصلة التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة ومسلسل الاغتيالات والاعتقالات التي طالت وزراء الحكومة ونواب المجلس التشريعي.

فقد حدث كل هذا ولم تفتر عزيمة الحكومة المقاومة وسعت بكل الوسائل والسبل إلى كسر الحصار بشقيه المالي والدبلوماسي ومن خلال مراكمة ثمار تلك الجمهور تمكنت الحكومة من الصمود وكسرت الحصار في حلقته الداخلية ومن ثم في حلقته العربية والإسلامية وهي في طريقها إلى كسرها في الحلقة الدولية الأوسع. ولكن ذلك مرهون بتشكيل حكومة وحدة وطنية .

في هذه المرحلة ما زالت الحكومة التي يرأسها هنية تمسك بالمبادرة وبالتالي أثبتت كفاءتها في إدارة الأزمة ولكنها لن تتمكن من حلها إلا من خلال تضافر الجهود الوطنية لكافة القوى الفلسطينية .

قد تبدو الأمور على وشك الحلحلة عند الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن الخلاف على برنامج الحكومة ما زال يعطل ميلادها. فرغم الاتفاق على قضايا شكلية عديدة إلا أن جوهر الخلاف ما زال قائماً.

ورغم أن حماس تقول مع بقية القوى الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من يونيو 1967 وعودة اللاجئين إلا أنها تعتبر ذلك حلاً مؤقتاً وليس حلاً نهائياً وإنما على أساس هدنة طويلة الأجل ومن دون الاعتراف بـ”إسرائيل”.

وبالمقابل يتمسك الرئيس محمود عباس وفتح باتفاق أوسلو وخريطة الطريق والالتزام بشروطها واستناداً إلى الاعتراف بـ”إسرائيل” واعتبار حل الدولتين حلاً نهائياً وإيجاد حل لمشكلة اللاجئين وفق تصورات لا تأخذ بتطبيقه معهم بموجب القرار الدولي رقم 194 الذي ينص على حقهم بالعودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها وتعويضهم وليس فقط تعويضهم مقابل تخليهم عن حقهم بالعودة كما تطرح ذلك العديد من التصورات المعلنة والسرية منذ مسيرة عملية سلام أوسلو حتى خريطة الطريق .

فهل يمكن التوفيق بين برنامجين متناقضين وتسويق ذلك فلسطينياً وعربياً ودولياً؟

بالنسبة لمن يحبذون التعامل براغماتياً مع القضايا، فليس هناك مشكلة في قبول أية ترتيبات يمكن أن تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن بالنسبة لمن يؤمنون بمسلمات عقيدية فليس من السهل أن يقبل بدولة تكون نتيجتها التخلي عن مسلمات عقيدية، وهذه هي المشكلة بين رأسي السلطة الفلسطينية – حماس وفتح .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات