الأحد 07/يوليو/2024

«مبادرة» إسرائيلية

«مبادرة» إسرائيلية

صحيفة البيان الإماراتية

هل جنحت “إسرائيل” أخيراً للسلم؟ منذ يوم الأحد يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بلغة غير مألوفة وكأنه يبشر بعهد إسرائيلي جديد على أفق العلاقة مع الشعب الفلسطيني، فهل هي لغة ذات مصداقية؟

إيهود أولمرت وافق أولاً على هدنة إسرائيلية فلسطينية تسحب “إسرائيل” بموجبها قواتها الهجومية من قطاع غزة.. وفي المقابل تتوقف فصائل المقاومة الفلسطينية عن إطلاق صواريخها، وبالفعل انسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع بالرغم من أنه انطلقت صواريخ فلسطينية بعد الموعد المحدد لسريان الهدنة قبل أن تتوقف نهائياً.

في اليوم التالي ألقى الزعيم الإسرائيلي خطاباً سياسياً محوره الرئيسي «السلام» يمكن تلخيص أهم عناصره كما يلي:

* “إسرائيل” على استعداد للانسحاب من «الكثير» من الأراضي الفلسطينية في مقابل السلام.

* الحكومة الإسرائيلية على استعداد لإجراء لقاء بين أولمرت وأبو مازن «لإجراء حوار صريح وصادق وجاد».

* لا تمانع “إسرائيل” في قيام دولة فلسطينية «مستقلة وقابلة للاستمرار وسيكون لها سيادة كاملة مع حدود محددة».

* السلطات الإسرائيلية على استعداد لإطلاق سراح العديد من المعتقلين الفلسطينيين والإفراج عن الأموال المجمدة المستحقة للسلطة الفلسطينية وخفض عدد نقاط التفتيش والحواجز لتسهيل تنقل الفلسطينيين.

من الوهلة الأولى تعتبر هذه البنود تنازلات إسرائيلية جوهرية مقارنة بالتصلب الإسرائيلي السائد لمدى سنين طويلة حتى عند مطلع الأسبوع الجاري. غير أن «التنازلات» مرتهنة إلى شروط.

الشرط الإسرائيلي الأول والأساسي – وفقاً لخطاب أولمرت – هو أن يشكل الفلسطينيون حكومة جديدة تتعهد بتطبيق مبادئ اللجنة الرباعية الدولية ووضع «خريطة الطريق موضع التنفيذ». الشرط الثاني هو إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز كأسير لدى فصائل فلسطينية.

وبينما يمكن اعتبار طرح مثل هذه الشروط موقفاً أولياً قابلاً للتفاوض فإنه يمكن بنفس القدر اعتبارها خدعة إسرائيلية لضمان تحرير الجندي الأسير.. ومن ثم تلجأ الحكومة الإسرائيلية إلى ممارسة أسلوب مماطلتها المعروف، ذلك أن أولمرت يشترط إطلاق سراح الأسير مقدماً.

بكلمة واحدة فإن القيادات الإسرائيلية المتعاقبة بمن فيها أولمرت ليست جديرة بالثقة كما تؤكد السوابق. وربما تكون هناك خدعة أخرى أدهى وأمر وهي أن “إسرائيل” تريد تبريد الجبهة الفلسطينية مؤقتاً حتى تتفرغ للجبهتين السورية واللبنانية على أساس ما يلوح من مؤشرات على الأفق القريب تنبئ باحتمال اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية من جديد.

ليس معنى هذا أن على القيادات الفلسطينية أن ترفض «المبادرة» الإسرائيلية على الفور، ذلك أن مثل هذا المسلك الانفعالي قد تستغله “إسرائيل” لتقول للعالم إن الفلسطينيين لا يريدون السلام.

كيف إذن يتصرف الفلسطينيون؟ عليهم التريث لحين دراسة المقترحات الإسرائيلية للاستيثاق من مدى مصداقيتها لاتخاذ موقف موحد تجاهها. لكن لكي يفعلوا ذلك فإن عليهم أولاً التوصل إلى تحقيق مشروع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات