إقبال شعبنا على الموت.. يصنع للأمة الحياة !!

سطر الشعب الفلسطيني خلال الأسابيع الماضية سابقتين نادرتين ونموذجين مشرفين في حياة الشعوب، لا نستطيع وصفهما بالمعجزة لأن شعوبا أخرى قدمت أمثال هذه السوابق بينما كانت تخوض معارك التحرر.
إلا انه يسجل للشعب الفلسطيني انه يسجل سوابق بطولية نادرة الحدوث في القرن العشرين.
وتمثلت السابقة الأولى بقيام المئات من النساء -وعلى رأسهن النائبة في المجلس جميلة الشنطي- اللواتي توشحن بالإرادة وتسلحن بالإيمان واليقين يجللهن عبق المسرى ونسيم المعراج، وتظللهن روح التحدي والانتصار المنبعثة من مسجد أم النصر الذي بناه القائد الناصر صلاح الدين، باختراق الحصار المسلح المؤلل بالدبابات والطائرات وأزيز الرصاص الثقيل والأعمى لفك الحصار عن عشرات المجاهدين في مسجد أم النصر التاريخي، اقبلن على الموت ليهبن الحياة للمجاهدين، وصدقن الله فصدقهن ونصرهن واصطفى الله منهن شهيدات على جهادهن وصدقهن وإقبالهن ، فبدماء بعضهن وهب الله لهن وللمجاهدين الحياة، وأي حياة إنها حياة الكرامة والعزة والأنفة، ولا نريد أن نستشهد بما قاله عنهن الأعداء رغم أن المثل يقول” الخير بما شهدت به الأعداء” حيث وصفوا عملية النساء في بيت حانون بالمعجزة التي يعجز عنها العتاة من الرجال.
وإذا كانوا يقصدون أن عملية النساء نفخت الروح في أجساد رجال الأمة الميتة وأيقظت فيهم الكرامة ونخوة الرجال فقد صدقوا.
وإذا كانوا يقصدون أنهن سجلن في كتاب التاريخ الخالد براءة فعلهن الذي جبنت عنه الأمة المغيبة فقد صدقوا.
وإذا كانوا يقصدون أن خنساواتنا يؤسسن للنصر المؤزر القادم على أيدي جبابرة الإسلام فقد صدقوا.
وإذا كانوا يقصدون أن خنساواتنا عملن بالمثل القائل اقبل على الموت توهب لك الحياة فقد صدقوا.
وإذا كانوا يقصدون ان إرادة الحياة بكرامة ولو بالموت بشهادة التي سطرتها خنساواتنا نجحت في هزم وتراجع ترسانة الحديد البارد التي يركبها احرص الناس على حياة فقد صدقوا.
وذلك رغم أن العدو الغبي قام بمحاولة عقاب النائبة جميلة الشنطي بقصف منزلها ما أودى بحياة زوجة أخيها الأم لثمانية من الأيتام، إلا أن الخنساء الشنطي كما الخنساء أم نضال فرحات لم تلن لها قناة ولم يرف لها جفن شأنها شأن كل خنساوات فلسطين.
أما السابقة الثانية فهي قيام الشيخ القائد نزار ريان بقيادة حملة شعبية ليشكلوا بصدورهم العارية إلا من العزة والكرامة وبأيديهم الفارغة إلا من الدعاء والثقة بالله ، وبأجسادهم العامرة بالإيمان بالله وبالحق الثابت في أرضنا ومسرى نبينا بشرية، دروعا بشرية لحماية منزل المواطن محمد بارود من مخيم جباليا القيادي في لجان المقاومة الشعبية التي مثلت حماية لحقنا في العيش بكرامة على أرضنا ولحماية منازلنا من التدمير وعائلاتنا من التشريد على أبواب برد الشتاء الزاحف.
وليرسلوا رسالة صمود مغمسة بإرادة التحدي إلى نذير الشؤم والخراب الكابتن ” دان” ضابط المخابرات الذي يتولى إبلاغ أصحاب المنازل المستهدفة بضرورة إخلائها، وليسجلوا براءة شرف أخرى في كتاب التاريخ الخالد، ان الشعب الفلسطيني نجح بأياديه المتشابكة وبأجساده الملتحمة، وبصوته الموحد وبإرادته التي لا تلين وبصموده الثابت بالتصدي لطائرات الاحتلال الفاشي ولصواريخه النازية ولموته الامبريالي، وانه نجح في إثناءه وفي إجباره على التراجع عن هدم منازلنا.
وما أقوال قال أفيحاي أدرعي الناطق باسم جيش العدو أن” أن الجيش ينظر بخطورة بالغة لاستخدام المدنيين الفلسطينيين من قبل فصائل مسلحة مثل حماس والجهاد وألوية الناصر صلاح الدين كدروع بشرية” إلا مجرد شذرات من عمق تأثير هذه السابقة ومن شدة الإرباك التي سببتها للعدو وجيشه، والتي تمثلت بمزاعمه أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ من الآن وصاعدا ما أسماه ” طريقا وسطا” ما بين استهداف نشطاء المقاومة، وعدم المس بالمدنيين الفلسطينيين ” فهل ستتفتق عقولهم عن اختراع ملاقط عسكرية مسلحة للمساس بالمقاومين وسط حشود المدنيين، أم سننتظر أسلحة النانو الآلية الطائرة بعد أكثر من ست سنوات لتحقيق تهديدات أفيحاي..؟
ويثبت شعبنا بهاتين السابقين العديد من الحقائق مثل:
1- أن إرادة الصمود والممانعة والمقاومة وصدق الإقبال على الموت في سبيل حياة العزة ليست مجرد شعارات فارغة وإنها أثبتت مصداقيتها في ساحة النزال والمواجهة.
2_ وأن صدق الإقبال على الموت بعزة وأنفة كفيل بقهر الموت وقهر الذل وحياة الخنوع وكفيل بصنع حياة الكرامة لشعبنا، وكفيل بجعله مثلا يحتذى ونموذج يدرس ويقتدى.
3- أن التوحد في ميدان المقاومة ومخاطبة العدو بأجساد ملتحمة وأيادي متشابكة وصوت موحد مجللا بإرادة التحدي والتمسك بالحقوق والثوابت كفيل بإجبار العدو على التراجع عن عدوانه فضلا عن إرباكه وإفشال مخططاته.
4- أن على كل قوى المقاومة في الساحة الفلسطينية التداعي وعلى وجه السرعة للانصهار في غرفة عمليات عسكرية مشتركة لتواجه العدو ولتفشل مخططاته ولتنسيق الجهود وتوحيدها في بوتقة المقاومة، عملا بالمثل القائل” إن يدا واحدة لا تصفق” فكيف إذا كنا أيادي متعددة ألن نصم آذان العدو نشل أركانه ونربك حركاته ونفشل خططه..!!..
5- إنه لابد لكل القوى وفصائل المقاومة من إعادة صياغة ميدان المواجهة بما يكفل مكانا لائقا ومتقدما للخنساوات في ميدان المواجهة الفسيح بعدما اثبتن قوتهن وجدارتهن بعملياتهن الاستشهادية وبنجاحهن في اختراق قلعة الدبابات المحاصرة لمسجد أم النصر وإنقاذ عشرات المجاهدين، وبصمودهن في منازلهن المهددة بالقصف والتدمير.
6- أن شعبنا المقهور يرحب بممارسات العدو وإرهابه الذي يتسبب بإرسال مقاومينا ورجالنا وأطفالنا ونسائنا وحتى قادتنا إلى الجنة فهي أسمى أمانينا، بينما العدو لا يستطيع الترحيب أو على الأقل الصمود في وجه من سيجرهم إلى جهنم، فقد رأيناهم كيف يتسابقون ويتزاحمون على الحافلات التي اصطفت لتهرب بهم من سديروت.
7- أن التاريخ إذ سيسجل ما حدث بأحرف من نور فسيسجل أيضا أن الشعب الفلسطيني استطاع بدمائه وأشلائه وتضحياته أن يحافظ على جذوة المقاومة مشتعلة في صدر الأمة الغافلة المغيبة، واستطاع الحفاظ على خيط من نور وأمل في التحرير والحياة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...