الأحد 06/أكتوبر/2024

ماذا يريد العابثون؟!

ماذا يريد العابثون؟!

صحيفة الوطن القطرية

فجأة ودون مقدمات أطل كل من ياسر عبد ربه ونبيل عمرو على وسائل الإعلام ليعلنا انهيار الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية وأثارا جواً من التشاؤم بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مدعين وجود خلافات عميقة يصعب حلها .

والأنكى من كل ذلك هو الادعاء بأن وثيقة الوفاق الوطني التي اعتبرت البرنامج الذي ستتشكل الحكومة القادمة على أساسه بأنها لا تصلح لأنها مجرد شعارات في رأي عبد ربه وإذا ما عدنا في الذاكرة إلى الوراء كانت وثيقة الوفاق الوطني هي التي اتخذ منها عبد ربه ونبيل عمرو ومن هم في فلكهما مطروحة على بساط البحث وفيما قبلها الجميع ظلت بعض الأطراف تراوغ فلا عجب أن إقرار الوثيقة من قبل مختلف الأطراف هو الذي أدى إلى حسم الجدل والتوجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساسها .

وفي الوقت الذي لم يتحرك أحد لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني ظلت الحكومة المنتخبة والشعب الذي انتخبها صامدين في وجه محاولات استغلال الحصار للدفع نحو تفجير الوضع الداخلي، بدلاً من السعي لتوحيد الساحة والوقوف صفاً واحداً لكسر الحصار وأما الوقت الطويل الذي تستغرقه عملية تشكيل الحكومة فهو لأن الغاية من وراء تشكيلها هي كسر الحصار وبناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وهذه أمور كلها تتعلق بواقع ومستقبل الشعب الفلسطيني وتقطع الطريق على الذين تعودوا اللعب بمصير الشعب الفلسطيني دون قيود ولا رقيب ولا حسيب فيبرمون الاتفاقيات ويجرون المفاوضات مع الكيان الصهيوني وأحزابه وكل ذلك من وراء ظهر الشعب الفلسطيني وقواه السياسية المناضلة فلا عجب أن يسعى هؤلاء إلى تخريب عملية توحيد الساحة الفلسطينية على مستوى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لأن ذلك سوف يضع حداً لعبثهم وينهي دورهم الذي لعبوه متنكرين للذين وثقوا بهم عندما وصفوهم في قمة العمل السياسي وبدلاً من أن يعملوا من أجل مصلحة شعبهم اختاروا العمل من أجل مصالحهم الذاتية وبالتالي فقدوا ما كان لهم من رصيد شعبي قبل دخولهم في متاهة عملية سلام أوسلو .

المرحلة الفلسطينية الحالية باتت تتطلب نمطاً مختلفاً من القيادات المرتبطة بهموم شعبها والأمينة على قضيته، وليس هناك من ضمانة كما أثبتت التجربة لمنع انحراف القيادات إلا من خلال إيجاد مؤسسات فلسطينية فاعلة ومسؤولة أمام شعبها وقابلة للمحاسبة .

أما أسلوب الصعود إلى قمة العمل والبقاء فيه رغم مرور عشرات السنين على آخر اجتماع للهيئة التي أوصلتهم إلى مواقع القيادة وربما تكون هذه الظاهرة عامة في الساحة الفلسطينية وأكثر المشاكل نابعة منها ولذلك لابد من الإصرار على إحياء المؤسسات وإقامتها على أساس ديمقراطي لا يسمح لأي قائد مهما علا شأنه أن يدير ظهره للشعب ويتصرف وكأنه وصي على إرادة الشعب.

لهذه الأسباب هناك فئات أصبحت مصالحها مهددة من جراء إقامة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية على أساس المؤسساتية وليس الفردية فلا عجب أن تسعى إلى تخريب جهود إرساء حكومة وحدة وطنية والشروع في إعادة بناء منظمة التحرير في أسرع وقت ممكن .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات