قتلة جبناء في وضح النهار

صحيفة الخليج الإماراتية
الإعلام الغربي التخرصي الخاضع لديناصورات رأس المال الكبير أمثال الصهيوني روبرت مردوخ الاسترالي الذي تحول إلى الجنسية الأمريكية مع احتفاظه بهويته الصهيونية المتخلفة، تراقص في الأسابيع القليلة الماضية في التسلي بالاتهام الذي وجهه الادعاء العام في “إسرائيل” إلى الرئيس “الإسرائيلي” موشي كاتساف بالتحرش الجنسي بإحدى سكرتيراته، محولاً هذه القضية إلى “فرصة استثمارية” لإطلاق حملة دعائية غير مباشرة للديمقراطية “الإسرائيلية”، في حين إن هذا الإعلام نفسه كان قد تجاهل تماماً حمل النائبين العربيين في الكنيست “الإسرائيلي” محمد بركة وأحمد الطيبي بالقوة الجبرية على مغادرة قاعة الكنيست بطريقة مهينة، لأنهما اعترضا على تلفيقات وتبجحات رئيس الحكومة “الإسرائيلية” حين كان يلقي خطابه في الكنيست، في الوقت الذي كانت الطائرات “الإسرائيلية” ترتكب إحدى جرائم “إسرائيل” في القرن الحادي والعشرين وهي إحراق بيروت وتدمير بنيتها التحتية .
هذا الإعلام المتملق والمتلون بانتهازية فجة، أين هو اليوم مما ترتكبه “إسرائيل” من جرائم حرب في بيت حانون تتواضع أمامها مجزرة دير ياسين في عام 1948 ومجزرة كفر قاسم التي راح ضحيتها 49 فلسطينياً في عام 1956؟
منذ يونيو/ حزيران الماضي وآلة القتل والتصفية الجسدية “الإسرائيلية” لم تتوقف يوماً عن ممارسة فعلها الإجرامي، حتى وصل عدد من قتلوا من الفلسطينيين منذ ذلك الشهر حتى اليوم أكثر من 300 شهيد، بخلاف آلاف الجرحى والمشردين بلا مأوى، بعد أن هدمت تلك الآلة المجرمة بيوتهم (بعضهم نسفت بيوتهم على رؤوسهم) .
نعلم بطبيعة الحال أن ما ينفذه رئيس الحكومة “الإسرائيلية” إيهود أولمرت هذه الأيام من جرائم ضد سكان بيت حانون في قطاع غزة وضد سكان مدن وقرى الضفة الغربية، يندرج في إطار سياسة الفشل والتخبط التي بات يسير عليها منذ الهزيمة النكراء للجيش “الإسرائيلي” في لبنان على يد المقاومة الوطنية اللبنانية (باعتراف عدد من قادة الأحزاب “الإسرائيلية” وبعض جنرالات وضباط الجيش “الإسرائيلي”).
وما تجاوزه خطوط الحياء السياسي التي حرص قادة “إسرائيل” في السابق على عدم تخطيها لتجنب تعريض سمعة “إسرائيل” للإساءة في الميديا العالمية وإظهار حقيقتها العنصرية، إلا دليل على ذلكم الفشل والتخبط، حيث قبل انضمام حزب “إسرائيل بيتنا” وزعيمه ليبرمان الذي لا يخفي عنصريته ونزعاته العدوانية مثل قصف وتدمير السد العالي وتهجير مليون وثلاثمائة ألف فلسطيني. ومن بعد، جرد حملة عسكرية كاسرة ضد قطاع غزة، حيث استباحت قوات الجيش “الإسرائيلي” بلدة بيت حانون وحولتها إلى خراب فقتلت من قتلت وجرحت من جرحت واعتقلت من اعتقلت وهدمت من الدور السكنية والبيوت والعمران ما هدمت، واستنسخت مجدداً أساليب النازي في تجميع شباب البلدة في الساحات العامة لعرضهم في مشاهد مهينة للكرامة الإنسانية .
فكيف واتت هذه الحكومة الهجينة كل هذه الوقاحة للإتيان بهذا الخزي المقزز وهذا العار الملطخ لوجوه حماة “إسرائيل” في أوروبا قبل أمريكا، في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد؟
إنه الإفلاس والتخبط، فرئيس الحكومة “الإسرائيلية” المزعوج بخيباته في لبنان وتدهور سمعته داخل “إسرائيل” (في استطلاع للرأي أجري أخيراً تبين أن 40% من “الإسرائيليين” لا يثقون في أولمرت ولا في الجيش “الإسرائيلي” ولا في وزير الدفاع) لم يشأ أن يفوت على نفسه فرصة تحويل قطاع غزة من جديد إلى كبش فداء للهروب إلى الأمان ومحاولة التخفيف من حدة اهتزاز صورة حكومته وصورة الجيش “الإسرائيلي” في أعين “الإسرائيليين” .
هو، إذن، مسلك الجبناء الذين يحتمون بالأقوياء للبطش بمن هم أضعف منهم مقدرة وعتاداً وعدة. فماذا نسمي تدمير محطة توليد الطاقة الكهربائية في غزة، وتدمير مباني ومنشآت وزاراتها ومرافقها وجسورها، وهي التي يعيش سكانها حالة من الحصار البري والبحري والتجويع الذي يماثل الحصار النازي لمدن لينينغراد وستالينغراد إبان الحرب العالمية الثانية؟
و… لا أحد يجرؤ على الكلام !
فإذا كان الإعلام الغربي متخرصاً فإن ساسته الفرنسيين والبريطانيين وأضرابهم لا يقلون عنه تخرصاً بأي حال، ولكن بطريقتهم الاستفزازية الخاصة، من حيث تغشية بلادة الإحساس وإخراجه في صورة كلمات دبلوماسية مخملية مخاتلة تحاول بإيراد عبارة الإعراب عن القلق إبراء لذمة (وليس الضمير)، من دون أن تنسى، في ذات الوقت، التأكيد بصريح العبارة هاهنا على مطالبة الضحية وهي هنا الفلسطينيون بوقف هجماتها ضد “الإسرائيليين” .
ومع ذلك مهلاً، كيف لنا أن نلوم الآخرين والقيادات العربية تظهر لامبالاة في كل مرة يستباح فيها الفلسطينيون بطريقة مهينة ومذلة للعرب أنفسهم وليس للفلسطينيين وحدهم؟ فلا يحرك ذلك فيهم ساكناً ولا تطرف لهم عين فكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب (بحكم رابطة الدين والدم واللغة والثقافة)، ولا من بعيد (بحكم المصير والمصالح المشتركة على الأقل التي تفرضها العلاقات الاقتصادية الموضوعية للإقليم الجغرافي الواحد).
لقد تباهى الجيش “الإسرائيلي” بصلف مبين أنه قتل 60 فلسطينياً في بيت حانون خلال أسبوع واحد فقط، وكأني به يصيح في وجه العرب، هل من معترض؟ ولما لم يسمع منهم جواباً عاجلهم بما هو أشد استفزازاً، وذلك بارتكاب مجزرة جديدة راح ضحيتها تسعة عشر من النساء والأطفال من سكان البلدة الذين خدعوا بإعلان الجيش “الإسرائيلي” انسحابه منها بعد أن أحالها خرائب .
ومع ذلك لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

حماس تثمن إعلان اليمن فرض حصار جوي على كيان الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على العدو الصهيوني، رداً على...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...