الأحد 11/مايو/2025

النانو تكنولوجيا .. محاولة فرار صهيونية من العجز في مواجهة القسام

النانو تكنولوجيا .. محاولة فرار صهيونية من العجز في مواجهة القسام

تدفع حالة العجز التي تسيطر على قيادة الجيش الصهيوني وحكومة الاحتلال، إلى الذهاب بعيداً في البحث عن ملاذات من وطأة المقاومة الفلسطينية المتصاعدة وصواريخ “القسام”. وقد تكون قشة الأمل التي يتعلق بها صانعو القرار الصهيوني هي التعويل على مبتكرات تقنية جديدة بعد أن أخفقت كل القدرات التسلحية المتطورة لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية في كسر شوكة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

انكباب الخبراء على التطوير

ينكب خبراء السلاح في الجيش الصهيوني، هذه الأيام، على تطوير أسلحة جديدة عديدة لمواجهة الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع. وتتوجه جهود جيش الاحتلال حالياً على ابتكار قنابل صغيرة جداً لا يزيد حجمها على الواحد في المليون من المليمتر، لإطلاقها على المقاومين في وحدات إطلاق الصواريخ الفلسطينيية واغتيالهم.

وكشفت مصادر عسكرية صهيونية، النقاب عن أنّ مسألة مواجهة الصواريخ الفلسطينية باتت ملحة أكثر من أي شيء آخر، ولذا فإنّ حكومة الاحتلال سترصد كل ما يحتاجه الأمر من جهود وخبرات تقنية وأموال من أجل إنجازها، كما ورد.

وما لفت انتباه المراقبين؛ أنّ وراء هذا المشروع يقف نائب رئيس الوزراء الصهيوني وزير التطوير الإقليمي، شمعون بيريز، الحائز على “جائزة نوبل للسلام” والمتورط في أعمال قتل بحق الأبرياء كما في مجزرة قانا في الجنوب اللبناني سنة 1996.

تقنية متناهية الدقة

ويعتمد المشروع على توظيف التقنية متناهية الدقة المسماة “نانو تكنولوجيا”، والتي تتعاطى مع حبيبات الذرة، وتُستخدم حالياً في العلاج الطبي أساساً.

وتُعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا من أشهر الدول التي تعمل على تطوير هذه التكنولوجيا، وهو ما يحاول الكيان الصهيوني اللحاق به أيضاً مستفيداً من التعاون العلمي والتقني مع الغرب ومن الإمداد المتواصل بالخبرات والكفاءات من العالم الغربي.

أما الأسلحة التي سيتم اختراعها في هذه التقنية، وفق ما ورد؛ فتشمل “الفأر الإلكتروني”، و”البدلة المصفحة”، و”المتحسس”، و”قفازات ستيف أوستن”، حسب الأسماء المطلقة والتي لا تفتقر إلى الغرائبية.

الفأر والمتحسِّس والقفازات

ويتمثل “الفأر الإلكتروني” بجسم صغير حجمه واحد في المليون من المليميتر، ويؤدي مهام الطائرة بلا طيار نفسها، ويتم إرساله الى هدفه كالزقاقات داخل المخيمات والأحياء الفلسطينية الضيقة، ليحوم في الجو من دون أن يفلح الإنسان العادي في اكتشافه، حيث أنه لا يحدث صوتاً، فيصوِّر ويلتقط الأصوات ويمكنه أن ينفجر ويقتل من يحيط به، كما يقول المتحمسون له.

أما “البدلة المصفحة”، فهي بدلة عسكرية مطلية بحبيبات الـ”نانو تكنولوجيا”، يرتديها الجندي فلا تتسخ ولا يخترقها الرصاص أو الشظايا، بينما يمكن طلاء العربات بالمادة نفسها.

وبالمقابل؛ فإنّ “المتحسس” هو جهاز إلكتروني أيضا صغير الحجم لكنه يعتمد على التحسّس الالكتروني، وهو يُنشر في الأجواء بأعداد كبيرة ويظل يحوم على علو منخفض وغير مرئي بالعين المجردة. ويُفترض بهذا الجهاز أن يكون قادراً على كشف المعادن والمواد التفجيرية، بواسطة تطوير أدوات حسية فيه تعتمد على قياس الحرارة والوزن والرائحة.

أما “قفازات ستيف أوستن”، ذات التسمية العجائبية؛ فهي قفازات شبيهة بتلك التي يرتديها بطل الأفلام البوليسية، ستيف أوستن، لكنها مطلية بكميات نوعية من مادة خاصة تجعل حاملها قادراً على توجيه ضربات قاسية وعلى اقتحام بوابات وعلى حمل أوزان ثقيلة، حسب المخططين لمشروعها.

شراكة أمريكية وجولات دعم

بدوره؛ فإنّ شمعون بيريز أعرب عن اعتزازه بالوقوف وراء هذا المشروع، وقال إنه في أعقاب الحرب في لبنان وتبعات ذلك على الفلسطينيين أصبحت هناك حاجة لتطوير أسلحة صغيرة وذات قدرات تقنية عالية لا يستطيع العدو مواجهتها. ويلمح بيريز في هذا الصدد إلى أنّ الهزيمة التي مني بها الجيش الصهيوني في لبنان، تجعله يتحسب من انعكاس ذلك إيجابياً على المقاومة الفلسطينية.

وأكد نائب رئيس حكومة الاحتلال أنّ الأسلحة الجديدة ستكون أقل تكلفة وأكثر نجاعة من الأسلحة التي تستخدمها قوات الاحتلال حالياً في مواجهة العنف الفلسطيني، بما في ذلك الطائرة بلا طيار المستخدمة حالياً على نطاق واسع، واعداً بإنجاز الكمية الأولى من هذه الأسلحة في غضون ثلاث سنوات.

وأوضح بيريز أنه حصل على موافقة رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت، على تطوير الأسلحة المذكورة، وأقام طاقما من خمسة عشر خبيراً للإشراف على ذلك، وقد فتح لهم مكتباً خاصاً في مكان آمن في تل الربيع (تل أبيب) وأطلع الأميركيين على مشروعه فوعدوه بالدخول في “شراكة” معه، وكشف أنه سيحاول الحصول على تبرعات في دول العالم المختلفة لتمويل المشروع، باعتبار أنّ ما سماه “العالم المتحضر كله سيفيد منه”، على حد وصفه.

محاولة للفرار من العجز

ويرى المراقبون في خطط التطوير التقني هذه، شهادة عجز واضحة لجيش الاحتلال الذي لم يفلح في وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية رغم كل المقدرات الهائلة المتاحة له.

كما أنّ مجرّد الكشف عن هذه الخطط يأتي لمحاولة امتصاص نقمة الجمهور الصهيوني الواسعة على قيادته العسكرية والأمنية، التي عجزت عن حمايته من صواريخ المقاومة الفلسطينية وكذلك من صواريخ المقاومة اللبنانية.

وفي كل الأحوال؛ فإنّ خبراء الاستراتيجيا يدركون أنّ هذه التقنيات قد تتمكن من أن تكون أدوات للرصد أو القتل، لكنها أعجز عن انتشال جيش الاحتلال من مأزقه الميداني، فضلاً عن أن تكسر شوكة المقاومة الفلسطينية التي تستند إلى مخزون شعبي كبير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات